تزوجت حديثاً، وزوجي إنسان فاضل وخلوق. ولكن شقيقته تعيش معنا في البيت. وهي كبيرة في السن وغير متزوجة، وتغار مني كثيراً وتخلق لي المشاكل التي تؤرق حياتي. أنا لا أريد أن أخبر زوجي بالأمر حتى لا أنغص حياته فأضطره إلى الاختيار بيننا. فهل من الأفضل أن أخبره، أم بإمكاني أن أحل المشكلة معها بطريقة ما؟ أرشدوني من فضلكم... نبيلة.ع
الواضح من خلال عرض المشكلة التي تعانين منها أنك امرأة تريد أن تحفظ زواجها وأن لا تخرِّب حياتها، مما يدل على عقلانية واتزان في التصرف، وهذا شيء جيد من جانبك ويمكن أن يساعدك على التكيف مع المشكلة وإيجاد الحلول التي لا تجعلك تصلين إلى إكراه زوجكِ على الاختيار بينكِ وبين أخته العانس كما تقولين. والغيرة التي تتحدثين عنها للأسف هي موجودة عند الكثير من الأخوات العوانس اللواتي يرين في الأخوات المتزوجات، والسعيدات منهن خاصة، أنهن يعشن حياة كان من المفترض بالعانس أن تعيشها أيضاً، لكنها لم تحصل عليها لعدم تقدُّم أحد للزواج منها. لهذا نجد أن بعض العوانس وكأنهن يردن الانتقام من المجتمع الذي يعشن فيه ويحملنه المسؤولية في عدم حصولهن على زوج، ولهذا تسعى بعضهن لكي تثير المشاكل للمتزوجات كما نسمع ونرى الكثير من المشاكل من هذا القبيل بسبب العنوسة المتزايدة في مجتمعنا. من هنا نحن ننصح بأن تصبري على أخت زوجك وأن تحاولي عبر محاورتها بموضوعية ومن دون عصبية أن تفهميها أن إثارة المشاكل لكِ لن تفيدها في شيء، وأن الذنب في عدم زواجها ليس ذنبكِ حتى تنتقم منكِ، وحاولي قدر الإمكان أن تتجنبيها، واطلبي منها أن تخاف اللَّه فيك وفي أخيها خصوصاً إذا كنتِ أنت وزوجك متفاهمين ومنسجمين. وفي الوقت نفسه إذا زادت المشاكل عن حدها الطبيعي فمن الأفضل إعلام زوجكِ بالأمر لكن ليس بطريقة قاسية بل بموضوعية وعقلانية حتى يضع حداً لتصرفات أخته إن كان حريصاً على زواجه ويريد الحفاظ على بيته. الشيخ محمد توفيق المقداد/ مدير مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي دام ظله في لبنان.