مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

وصايا العلماء: طوبى لمن أحسن العمل بالمعروف

‏من وصايا المرجع السيد الخوئي قدس سره(1)

إعداد: الشيخ حسين كوراني


في ذكر أمور هي من المعروف منها:
1- الاعتصام باللَّه تعالى، قال اللَّه تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: "أوحى اللَّه عزَّ وجلَّ إلى داوود ما اعتصم بي عبد من عبادي، دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته، ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن".

2- التوكل على اللَّه سبحانه، الرؤوف الرحيم بخلقه العالم بمصالحه والقادر على قضاء حوائجهم. وإذا لم يتوكل عليه تعالى فعلى من يتوكل أعلى نفسه، أم على غيره مع عجزه وجهله؟ قال اللَّه تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ. وقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: "الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع من التوكل أوطنا".

3- حسن الظن باللَّه تعالى، قال أمير المؤمنين عليه السلام في ما قال: "والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن باللَّه إلا كان اللَّه عند ظن عبده المؤمن، لأن اللَّه كريم بيده الخير يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن، ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا باللَّه الظن وارغبوا إليه".

4- الصبر عند البلاء، والصبر عن محارم اللَّه قال اللَّه تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في حديث: "فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً". وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يعدم الصبر الظفر وإن طال به الزمان"، وقال عليه السلام: "الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم اللَّه تعالى عليك".

5- العفة، قال أبو جعفر عليه السلام: "ما عبادة أفضل عند اللَّه من عفة بطن وفرج"، وقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: "إنما شيعة جعفر عليه السلام من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر عليه السلام".

6- الحلم، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "ما أعز اللَّه بجهل قط. ولا أذل بحلم قط". وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل" وقال الرضا عليه السلام: "لا يكون الرجل عابداً حتى يكون حليماً".

7- التواضع، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "من تواضع للَّه رفعه اللَّه ومن تكبر خفضه اللَّه، ومن اقتصد في معيشته رزقه اللَّه ومن بذر حرمه اللَّه، ومن أكثر ذكر الموت أحبه اللَّه تعالى".

8- إنصاف الناس، ولو من النفس، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في اللَّه تعالى على كل حال".

9- اشتغال الإنسان بعيبه عن عيوب الناس، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "طوبى لمن شغله خوف اللَّه عزَّ وجلَّ عن خوف الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين". وقال صلى الله عليه وآله: "إن أسرع الخير ثواباً البر، وإن أسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يعيِّر الناس بما لا يستطيع تركه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه".

10- إصلاح النفس عند ميلها إلى الشر، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "من أصلح سريرته أصلح اللَّه تعالى علانيته، ومن عمل لدينه كفاه اللَّه دنياه، ومن أحسن في ما بينه وبين اللَّه أصلح اللَّه ما بينه وبين الناس".

11- الزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها، قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: "من زهد في الدنيا أثبت اللَّه الحكمة في قلبه، وانطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام". وقال رجل قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: إني لا ألقاك إلا في السنين فأوصني بشي‏ء حتى آخذ به؟ فقال عليه السلام: "أوصيك بتقوى اللَّه، والورع والاجتهاد، وإياك أن تطمع إلى من فوقك وكفى بما قال اللَّه عزَّ وجلَّ لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا). وقال تعالى: ﴿فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ. فإن خفت ذلك فاذكر عيش رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فإنما كان قوته من الشعير، وحلواه من التمر ووقوده من السعف إذا وجده وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول اللَّه صلى الله عليه وآله فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط".


(1) منهاج الصالحين السيد الخوئي قدس سره، ج‏1، ص‏354.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع