يا من ببيت الهدى والوحي منشاك
التي حزن نوراً في حقيقته
براك ربك من أزكى بريته
لو كنت يوم كساءِ الأهل حارةً
لو تعلم الشام من كانت أسيرتها
لو مثل الفخر بين الناس مكتملاً
يوم الحسين الذي أبكى السماء دماً
لم يثنك الخطب عن نشر الهدى أبداً
من بعد سبعين من قتلاك قد ذبحوا
لم تذهلي عن جهاد القوم في طماً
وكل طاغية ألقمته حجراً
نكست أعلامهم من بعد ما رفعوا
لا غرَّ منك ولا مستغرب أبداً
حبا الإله بحي الشام مثواك
يعلو على نور أقمارٍ وأقلاك
من معشرٍ طهروا من كل إشراك
كان الكساء بذلك اليوم غطاك
ظلت تقبل ما يعلوه نعلاك
من كل ناحية ما كان إلاك
والدين حزناً ونابت فيه أحشاك
في كل منقبة مثلث إباك
ذبَّحَ الكياش على الغبرا بمرآك
ادكَّ العروش واخزى كل سفَّاك
عند التفاخر لما انطقوا فاك
فوق الرماح رؤوس الصيِّد قتلاك
إن شع نور الهدى من ثغرك الباكي