نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قرآنيات‏: الإخبارات العلمية في القرآن الكريم‏


* كرويّة الأرض‏
أخبر القرآن الكريم عن حقيقةِ كروية الأرض في آيات عديدة، في عصرٍ لم يكن الإنسان فيه لَيُبصر أبعدَ من مدى بصره، ثمّ تطوّر العِلم فأدرك بعد حين هذه الحقيقة التي صرّحت بها آيات القرآن أيّما تصريح. قال تعالى في سورة يس ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ. وكان العرب يعتقدون أن الليل يسبق النهار، فكان اليوم عند العرب يبدأ بغروب الشمس، ولا يسبق النهار الليل، وهذا لا يتأتّى إلاّ إذا كانت الأرض كرويّة. ولو كانت مسطّحة، لكانت الأرض تواجه الشمس بأجمعها في وقتٍ معين، وتعاكسها في وقتٍ آخر.

وقوله تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا، ولم يَقُل سبحانه وتعالى: والأرض بسطناها، ومعنى مَدَدناها أنّك أينما تنظر إلى الأرض تراها ممدودة أمامك، ولو كانت مسطّحة لَوَصَل البشر إلى حافّتها. ولما كانت ممدودة فالشكل الوحيد الذي يجعلها كذلك هو أن تكون كرويّة. وقوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ومعلوم أنّ الأرض لو كانت مبسوطة مسطّحة، لما كان لها أكثر من مشرق واحد ومغرب واحد، لكنّها حيث كانت كرويّة، فإنّ لها مشارق ومغارب كثيرة تبعاً لحركة الأرض ودورانها حول نفسها، فالشمس تشرق في كلّ لحظة على بقعة من بقاع الأرض، وتغرب عن بُقعة أخرى.

* حركة الأرض‏
إضافةً إلى إخبار القرآن الكريم عن كرويّة الأرض، فقد سبق العِلم كعادته وأخبر عن حركتها ودورانها. قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ فالإنسان كان يحسب ويظنّ أنّ الجبال جامدة، فأخبره علاّم الغيوب أنّ هذه الجبال التي نحسبها جامدةً تتحرّك وتمرّ مرّ السحاب، وجاء تشبيه الجبال بالسحاب لأنّ السحاب إنّما يتحرّك بحركة الرياح وليس له حركة من تلقاء نفسه، والجبال كذلك ليس لها حركة من تلقاء نفسها، بل تتحرّك بحركة الأرض، فأخبر تعالى بهذه الآية الكريمة عن حقيقة حركة الجبال، تبعاً لحركة الأرض. وقد أشار تعالى بقوله "تَحْسَبُها" إلى عدم إحساس البشر بهذه الحركة.

* الحركة المتوازية للشمس والقمر
أخبر القرآن الكريم عن حقيقةٍ في حركة الشمس والقمر لم يتوصّل إليها العِلم إلاّ مؤخّراً، إذ أخبر في قول الله تبارك وتعالى ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَعن حقيقة أنّ الشمس والقمر يتحرّكان حركة متوازية تجعلهما لا يلتقيان ولا يدرك أحدهما الآخر مهما طالت حركتهما. وإنّ الشمس هي الأصل في دوران الأرض، والأرض هي الأصل في دوران القمر، فالشمس هي التي جعلت الأرض تدور في مدارها، والأرض هي التي جعلت القمر يدور في مداره، فالأرض تابعة للشمس، والقمر تابع للأرض، وليس هناك أكثر ايجازاً لهذه الحقيقة من عبارة ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ.

* مراحل تكوّن الجنين‏
تحدّث القرآن عن مراحل تكوّن الجنين، مُقتحماً في ذلك قضيّة غيبيّة، وسابقاً فيها العِلم عدة قُرون. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. الجنين في الأسبوع الأوّل هو نطفة تتكوّن من دم متجمّد تزيد كثافته عن كثافة الدم العادي بقليل، ثمّ تتحوّل تدريجياً إلى رقيقة مستوية لها طبقتان، فثلاث طبقات، ثمّ تتحوّل بعد الأسبوع الرابع إلى عَلَقة، وفي هذه المرحلة يتمّ تكوين الأجهزة المتميّزة للطفل كلاًّ على انفراد. ثمّ يصل الجنين إلى الطور الجنيني المبكّر وتظهر فيه الأجهزة المختلفة على هيئة نتوءات تبرز شيئاً فشيئاً، ثمّ تظهر اليدان والرِّجلان كبراعم. ثمّ يكتمل التكوين الآدمي للجنين في الشهر الثالث، لكنّ العينين تظلاّن مغلقتَين، وهكذا يستمرّ تطوّر الجنين إلى أن يكتمل في الشهر الثامن والتاسع وقد وردت مراحل خلق الجنين في آية قرآنية كريمة أخرى، هي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى.

* الصفات الوراثيّة
من الأمور الغيبيّة التي أخبر عنها القرآن الكريم: وراثة الجنين للصفات من الأبوَين، قال تعالى ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ قال الطبرسي في تفسيره: مَشَجْتَ هذا بهذا: أي خَلَطْتَه، وهو ممشوج ومشيج. والأمشاج: الأخلاط من ماء الرجل وماء المرأة في الرَّحم، فأيّهما علا صاحبه كان الشبه له. وفي الآية الشريفة إشارة إلى امتزاج الخلايا التناسلية للرجل والمرأة وحصول امتزاج في الصفات الوراثية لهما، المحمولة على "الكروموسومات"، بحيث يمكن علميّاً توقّع الصفات الوراثيّة لأفراد الجيل الأوّل، والجيل الثاني، وهكذا. وتفصيل ذلك في كتب الوراثة.

* العلاقة بين الإحساس وجِلد البشر
من الحقائق العلميّة التي أشار إليها القرآن الكريم ثمّ توصّل إليها العِلم الحديث: حقيقة أنّ الإحساس يتمّ بأعصابٍ موجودة تحت الجلد مباشرة، أي أنّ رؤوس الخلايا العصبيّة الواقعة تحت الجلد هي التي تحسّ وتنقل هذا الإحساس إلى الجهاز العصبي فالدماغ. وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه الحقيقة في معرض حديثه عن الكفّار الذين يُعذَّبون في النار، الذين قال الله تبارك وتعالى في شأنهم ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ أي أنّ الله عزّ وجلّ حدّد حكمة تبديل الجلود بأنّها من أجل أن يذوقوا العذاب، فإذاقة العذاب إذاً محلّها الجلد.

* قلّة الأوكسجين في طبقات الجوّ العُليا
أشار القرآن الكريم إلى حقيقة علميّة لم يكتشفها البشر إلاّ حين أمكن لهم أن يرتقوا في الجوّ إلى الطبقات العليا، وهي قلّة الأوكسجين في تلك الطبقات حيث يتركّز حوالي نصف كتلة الهواء الجوي في الستّة كيلومترات الأولى فوق الأرض، بينما ينتشر النصف الآخر في الطبقات التي تعلو ذلك. قال تعالى ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع