مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

برنامج الدارسة بالمراسلة: أطلب العلم بكبسة زر


تحقيق: هبة يوسف عباس‏


عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "أطلب العلم ولو في الصين"، لكن في سنة 2007 والكون كله قرية عالمية صغيرة، أصبح باستطاعتنا بكبسة زر واحدة طلب العلم دون عناء الذهاب إلى الصين، وذلك عبر الإنترنت أو بالبريد السريع داخل البلد الواحد. الدراسة بالمراسلة برنامج أعدّه وقدّمه للطلاب الراغبين بهذه الدراسة معهد الإمام المهدي(عج)، وهو الأول من نوعه في لبنان، مانحاً بذلك الفرصة لمن لا يملكون الوقت لحضور الدورات شخصياً. بقية الله تلقي الضوء على هذا المشروع، في حوار مع مدير الدراسة بالمراسلة في المعهد الشيخ ياسر شمص. لكن، قبل ذلك، نجري مقابلات مع بعض المسجلين في المعهد.

* ربة منزل وطالبة علم‏
رغم انشغالها بزوجها وأطفالها الثلاثة، تقتنص السيدة أم حسن فقيه (32 سنة) الوقت لتقوم بما تحب وترغب دون أي تقصير في منزلها؛ وقد ساعدها على هذا الأمر برنامج الدارسة بالمراسلة. وعن سبب تعلقها واندفاعها إلى هذه الدراسة تقول: "التزمت الحجاب منذ خمس سنوات فقط وأردت التعرف أكثر على ديني، لكن وبعد قراءتي المنفردة وجدت أن هذه المواضيع كبيرة وصعبة لأفهمها وحدي، فشعرت بالحاجة إلى من ينظم دراستي ويرشدني إلى المعلومات الصحيحة، وهكذا كان". وعن مميزات الدراسة بالمراسلة، تقول السيدة أم حسن: "تعطي الفرصة لغير القادرين على المواظبة على حضور دورات يومية للحصول على هذا العلم حسب الوقت الذي يريدونه، وحتى طريقة تقديم الامتحانات مريحة جداً، وأيضاً: يعمل القيمون على المعهد مشكورين على تقديم المساعدة المطلوبة للطلاب في حال وجود أي مشكلة في فهم المواد".
وفي نصيحة لربات البيوت، اعتبرت السيدة ميرنا أن: "الوقت ثمين جداً ولا ينبغي أن نضيعه في الصبحيات، وعلينا استغلاله لنحسن أنفسنا وثقافتنا الدينية وأخلاقنا".

* علم للدنيا وعلم للآخرة
فاطمة حمدان (24 سنة رابع سنة كيمياء)، تعرفت على مشروع الدارسة بالمراسلة من خلال أصدقائها في الجامعة، حيث أرادت استغلال وجودها في بيروت إذ إنها من سكان الجنوب للدخول في دورة دينية دون حضور، بسبب دوامها الجامعي المضغوط. وتقول: "أحببت نظام الدراسة في المعهد، لأنه يمنحك الوقت الكافي لتقديم الامتحانات دون أي ضغط، فمثلاً: أنا الآن في المستوى الثالث، ولدي تسعة أشهر لتقديم الامتحان، حتى أنهم يتصلون بي عند قرب موعد الامتحان ليذكروني" وأضافت: "هذا البرنامج يشعرنا بأن هناك من يقدِّر ظروفنا ووقتنا الضيق، ويفسح لنا المجال لدراسة أمور ديننا دون أي ضغط". وتؤكد الأخت فاطمة أنها شجعت العديد من الأخوات لدخول هذا البرنامج منهن والدتها وصديقتها المسافرة في الخارج للالتحاق بالمعهد عبر الإنترنت.
وختمت الأخت فاطمة بالقول: "نحن بحاجة لهذا النوع من الدراسات، خاصة وأننا طلاب جامعات، حيث يسود العديد من النقاشات والحوارات المفتوحة مع الطلاب من الديانات الأخرى. نشكر معهد الإمام المهدي على هذا البرنامج، حتى أنني أفكر بدخول الحوزة بعد الانتهاء من دراستي الحالية للتعمق أكثر في هذه الدراسة".

* نُعلِّم ونتعلم‏
السيدة دانيال السلوخ (38 سنة، مهندسة ديكور وتعلم في مجال اختصاصها، متزوجة ولديها أولاد) تابعت دورات مكثفة في معهد الإمام المهدي(عج) لكن الحمل والولادة أجبراها على التوقف، وعندما علمت بالدرس بالمراسلة، عادت وتابعت دوراتها وهي الآن في المستوى الرابع، وتقول: "هذا النوع من الدراسة جعلني أختبر كل معلوماتي التي درستها خلال المستويات الثلاثة الماضية، إذ عليَّ البحث والفهم بنفسي والقيام بجهد أكبر، لكنه جهد جميل وله نكهة خاصة". وعن حسنات الدراسة بالمراسلة تقول: "من أهم حسنات هذا البرنامج استغلال الوقت الذي كنا نستهلكه خارج المنزل لنكون ربات بيوت وطالبات في نفس الوقت، فهو يساعدك على تنظيم وقتك بين المنزل والدرس، مما يمنحك الشعور بالرضى وعدم التقصير".
وتشير السيدة دانيال إلى أن المهم في هذه الدراسة: "أننا قادرون على مناقشة الامتحانات والأجوبة بعد تقديم الامتحان، لا لتغيير العلامة بل لتصويب الجواب". وأخيراً أكدت السيدة السلوخ أنها شجعت صديقتها على الدخول في برنامج الدراسة بالمراسلة، لأنها لا تملك الوقت لحضور دورات دينية، وأضافت: "كلنا مقصرون في تحصيل ثقافة دينية، ونسعى دائماً للثقافة العلمية والشهادات الجامعية، لذلك علينا أن نستغل وقتنا وننظمه بين الأمرين، ولا بأس إذا كان ذلك عبر المراسلة لمن لا يملك الوقت".

الأخ راشد النجار (26 سنة) يشارك السيدة دانيال مهنتها، فهو أستاذ تاريخ وجغرافيا ووقته الضيق جعله ينتقل من الحضور المباشر في معهد الإمام المهدي(عج) إلى الدراسة بالمراسلة. وعن إيجابيات هذا البرنامج، يقول: "الدراسة بالمراسلة تحرك بداخلك حب البحث والاستطلاع، فتعتمد على نفسك وبشكل تام في البحث عن المراجع والكتب لإيضاح فكرة أو مسألة فقهية معينة، كما إنه أتاح لأمثالي من الموظفين الوقت لمتابعة الدروس الدينية والابتعاد قليلاً عن الدروس العلمية". ورأى أن الدراسة الذاتية محفزة أكثر من الدراسة عبر الحضور، إذ إن: "حبك للثقافة ولتحصيل المعلومات هو ما يدفعك للقراءة ولتقديم الامتحان الذي يأتيك أصلاً مع المواد".

* تسهيلات الدراسة بالمراسلة
مدير الدراسة بالمراسلة الشيخ ياسر شمص، شرح عن برنامج الدراسة بالمراسلة، وأوضح أن هذا البرنامج بدأ سنة 1993 بشكل مبدئي، ثم ما لبث أن توسع وتطور التواصل مع الطلاب من البريد العادي إلى التواصل عبر الانترنت عام 2001. وعن طريقة التسجيل وتحديد المستوى للطلاب وتقديم الامتحان، يقول الشيخ ياسر: "يأتي الطالب الراغب بمتابعة هذه الدراسة ويملأ استمارة تتضمن معلومات شخصية وثقافية، ليتم تحديد مستواه. بعد ذلك يعطى الكتب مع الامتحان في نفس الوقت. وهناك أربعة مستويات، لكل مستوى فترة دراسية محددة، يتم بعدها تقديم الامتحان، وكل مستوى يتضمن مجموعة كتب، فالأولى مثلاً تتضمن كتاباً واحداً فيه خمس مواد، الثانية ستة كتب، الثالثة سبعة كتب والرابعة تسعة كتب مع أبحاث، ونحن الآن بصدد البدء بإعداد مرحلة تخصص بعد المستوى الرابع".
وأشار الشيخ ياسر إلى أن الدراسة بالمراسلة تتم إما عبر البريد داخل لبنان أو عبر الإنترنت. عبر البريد: وبعد تحديد المستوى، يأخذ الطالب الكتب مع الامتحان مباشرة، وبعد انقضاء الفترة المحددة يسلم الامتحان، ومعدل النجاح هو 60% ويمنح الطالب بعدها شهادة نجاح عن المستوى الذي خضع له. وإذا احتاج الطالب لأية مساعدة في فهم معلومة معينة يتصل بالمعهد لاستيضاح الفكرة ويتم تحويله إلى مختصين بالموضوع. أما عن الدراسة عبر الإنترنت، فقال: "بعد تحديد المستوى، يأخذ الطالب ما يريد من معلومات عبر موقعنا الإلكتروني وهو:
WWW.maahad almahdi.net
ثم يرسل الامتحان بعد الانتهاء عبر البريد الإلكتروني:
info @ maahad almahdi.net
وحالياً يوجد إلى المستوى الثالث على الإنترنت ونعمل على إنزال الرابع". وأوضح الشيخ أنه يتم العمل على إيجاد مكتبة صوتية عبر الإنترنت، كما يقوم المعهد بالعمل على إيجاد دفتر تطبيقات لمساعدة الطالب على فهم ما يدرسه. أما عن حسنات الدراسة، فيقول الشيخ ياسر: "هناك دافع ذاتي من الطالب الذي يريد دخول هذا البرنامج وهذا ما يجعل دراسته أكثر فاعلية، كما إنه غير مقيد بوقت أو مكان معينين، وهذا ما يشجع الأشخاص أمثال ربات البيوت والموظفين والطلاب الأكاديميين على الدخول في البرنامج".
وفي الختام أشار الشيخ ياسر إلى أن هذه الدراسة مجانية، إذ هناك فقط بعض الرسوم العينية يصل أقصاها إلى 25 ألف ليرة. ونصح الجميع بتذليل أي صعوبات للحصول على العلم ما دام هذا الطريق متاحاً.
 


عنوان المعهد: لبنان بيروت المعمورة الشارع العام مبنى جمعية المعارف الثقافية الإسلامية ط2.
www.maahadalmahdi.net
info@maahadalmahdi.net
ص.ب 367 / 25.
تلفون: 471070 - 01.
تلفاكس: 471904 - 01.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع