مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مركز تنظيم وحفظ آثار الشهداء تأريخ الدماء النابضة انتصاراً

إيمان علوية

 



لا تغيب عن ذهن أحدٍ منّا كلمات سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي حين يُعرِّف لنا من هو الشهيد. وتذوب كل التعاريف خجلةً أمام تعريف السيد بعباراتٍ قد عجز الرُّقي نفسه عن هذا المستوى من التعبير: "شهداؤنا عظماؤنا، شهداؤنا تاريخنا، شهداؤنا كل أمجادنا، شهداؤنا هم قرآننا الناطق، شهداؤنا هم أبناء أبي عبد اللَّه الحسين كما أراد أبو عبد اللَّه الحسين". ولأن الشهداء هم مجدنا وتاريخنا المنتصر الذي ما كنا لنتذوق طعمه لولا أرواحهم المقدسة التي بذلوها مهراً خالصاً فداء للأرض، كان حقاً وواجباً حفظ تلك الدماء من خلال مشروع يهدف إلى حفظ آثارهم وتراثهم وثقافة جهادهم الرائدة وليكونوا شموع هُدْىً إلى كل الأجيال اللاحقة في سبيل إحياء الرسالة الإلهية. وكان مركز حفظ وتنظيم ونشر آثار الشهداء.

* التأسيس:
إن فكرة العمل بدايةً على حفظ آثار الشهداء ليست فكرة مستحدثة، بل كانت منذ انطلاقة العمل المقاوم سنة 1982، لكن هذا العمل لم يكن ليأخذ هذا الزخم الكبير لاعتبارات كانت تقف عائقاً أمام إنجاز هذا العمل بالصورة التي يشهدها الآن. ولما تحقق الانتصار الإلهي عام 2000، أصبحت هناك ضرورة ملحّة لأن يكون هناك مشروع متكامل يحفظ دماء الشهداء التي سقطت لأجل أن تحيا الأمة، ويكون هذا المشروع بمستوى الانتصار اللائق أيضاً فكان مشروع تنظيم وحفظ ونشر آثار الشهداء.

* الأهداف:
ومن ضمن نفس عنوان المركز يأتي الهدف وهو إبراز العمل المقاوم لهؤلاء الشهداء وحفظ تراثهم وآثارهم وخصوصاً الثياب التي استشهدوا فيها، وتأريخ ثقافتهم ومنجزاتهم. ويشمل اهتمام المركز النشاطات كافة: الفنية، والثقافية، والجهادية وغيرها والعمل على صيانتها وتوثيقها، كما يشمل البحوث والدراسات والنشر وإقامة المعارض والمؤتمرات وكل ما من شأنه إحياء ذكر وعطر الشهداء.

* المهام:
في استعراضٍ سريعٍ يلخِّص مدير المركز الشيخ حسين خليفة الخطوات العملية لتحقيق أهداف هذا المركز عبر ما يعنون ب"مهام المركز": جمع ما أمكن من آثار الشهداء الثقافية، الفنية العسكرية، الكشفية، الرياضية والمقتنيات الخاصة بالشهيد والعمل على فرز هذه الآثار بحسب أرقامها الخاصة بها. جمع وصايا الشهداء ورسائلهم بما فيهم الشهداء الذين قضوا فترة في الأسر. جمع الشهادات الشفهية عن سيرة حياة الشهيد الذاتية من الأهل والأصدقاء.

* الإنجازات:
وعن المنجزات الحالية لفريق العمل لحد الآن يقول الشيخ حسين خليفة: "نحن عمدنا مع بداية العمل إلى تقسيم عملنا لمرحلتين:

1 - نجمع ما في أيدينا وأيدي مؤسسة الشهيد، بحكم تواصلها الدائم مع عوائل الشهداء، وما لدى الأشخاص المقربين من الشهداء من آثار، والعمل على فرزها وتوضيبها وتفريغها بشكل كامل وهذه تسمى حركة داخلية.

2 - العمل من خارج المركز إلى داخله، حيث هناك ورش عمل ضخمة جداً تبدأ بالتنقيب والبحث لجمع كل المعلومات المتعلقة بالشهداء منذ ولادتهم وانتهاءً باستشهادهم وما يلحق الشهادة. وقد أعددنا لهذه التحقيقات الميدانية استمارة تتضمن 13 محوراً تضم السيرَ الذاتية الشاملة. أضف إلى ذلك جمع كل الآثار المتعلقة بهؤلاء الشهداء رغم الصعوبات التي تواجهنا أحياناً وواحدة من هذه الصعوبات هي نسيان الأهل أو الأصدقاء بعض المعلومات المهمة بسبب مرور وقت طويل على استشهاد الشهيد. كما أن وفاة أحد الأهل أو الأصدقاء ممن يملكون معلومات مميزة عن الشهيد تكون من الأسباب المعيقة للحصول على المعلومات لكن هذه العقبة قيد الحل. وأيضاً فقد عملنا على إنجاز مشروع يهدف إلى نشر الأثر الفكري والثقافي للسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وهو عبارة عن مجموعة خطب ومحاضرات، ومؤتمرات ودروس وندوات فكرية للسيد عباس والشيخ راغب تم تفريغها بالكامل وهي تتكون من حوالي 600 شريط للسيد عباس و300 شريط للشيخ راغب ضمن موسوعتين كنا سنصدرهما قريباً جداً لولا عدوان 12 تموز.

* هيكلية العمل:
ولا بد من الإشارة إلى أن هذا المركز يعمل لمشروعه الضخم وفق هيكلية متكاملة ومترابطة ببعضها البعض حسب دوائر مختلفة لكنها مكملّة لبعضها. فمن هيئة الإدارة العامة إلى دائرة الإحصاء والجمع ثم دائرة الحفظ والصيانة لأثر الشهيد خاصةً الثياب التي استشهد فيها ولا زالت آثار الدماء عليها فتحفظ بأساليب علمية تحميها من التلف، ثم دائرة الأرشيف والمحفوظات، ودائرة التحقيق والترجمة، ودائرة البحوث والدراسات، ودائرة الطباعة والنشر، ودائرة التوثيق وإدارة المعلومات وأخيراً دائرة الإخراج الفني والإعلام. كل هذه الدوائر تعمل بترابط كالنحل الدؤوب ليسير العمل بنجاح على أكمل وجه.

* الطموحات والمشاريع المستقبلية:
يجدر الذكر أن هذا المركز يعمل على إنجاز مشاريع ضخمة جداً في مرحلة مستقبلية وفاءاً للشهداء العظام:

من خلال جمع كل الآثار العينية للشهداء يتم التحضير لمتحف الشهداء حيث تُعرض فيه آثارهم مثل عباءة وعمامة السيد والشيخ وأقلامهما، وملابس المجاهدين العسكرية ومختلف الآثار الأخرى. بعد جمع كل المعلومات عن الشهداء ومل‏ء الاستمارة الخاصة بهم سيكون هناك "قاموس الشهداء" وهو عبارة عن تراجم لرجالات اللَّه الذي بهم انتصر الوطن. إصدار مجلدات تتضمن السيرة الشخصية للسيد عباس والشيخ راغب حرب بعد الانتهاء من جمع كل المعلومات المتعلقة بهذه المادة من الحواريين الذين عاصروا السيد والشيخ وهم شريحة مركزة جداً كانت قريبة منهما. تخصيص جائزة عالمية سنوية لأهم نتاج فكري عن الشهداء. فتح صفحة إنترنت خاصة بالشهداء (وهذه المرحلة قريبة جداً). إقامة مؤسسة لإنتاج الأعمال الفنية، وإقامة معارض سنوية لاستمرار إطلالة الشهداء على واقع الأمة. العمل على تسمية المؤسسات المختلفة بأسماء الشهداء. بنك معلومات عن الشهداء العظام إصدار CD بهذا الخصوص وكتب ومطبوعات ومقالات. العناية بمقابر الشهداء وتحويل مزاراتهم إلى مراكز لإحياء الأدعية والمناسبات. ومن الجدير بالذكر أن اللطف الإلهي الذي رافق فريق العمل كله بتحركاته لإحياء أثر الشهيد قد تدخّل في الحرب التي شنّتها إسرائيل إثر عملية "الوعد الصادق" فمع انتهاء هذه الحرب كان مشهد الدمار حول المركز مروِّعاً إلا أن المركز بقي بمشيئة اللَّه ولطفه كما هو ولم يتضرر أي شي‏ء منه، ويمكن التخيل لو أن وصايا الشهداء وملابسهم وآثارهم كلها احترقت فهل كانت لتعوَّض ثانية!! فإذا كان اللَّه قد حفظ آثارهم، فهل نقصر نحن؟!

(*) 11 تشرين الثاني: يوم شهيد حزب اللَّه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع