السيد محمد قدسي
هُنا البطولة... هُنا الرجولة...
مَلاحِمُ الدُنيا تَغَارُ مِنْ ملحمةِ وادينا حيثُ جَعْلنا أجسادَهُمْ مَوْطِئَ أقدامِنا ودبّاباتهم مقابِر الجنود
|
حينَ الصباحُ أَنَاخَ بالوادي |
والطيرُ غَرَّدَ وانْتَشَر الشَّادي |
|
والدِّفْءُ في شَجَرَاتِها أُنْسَاً غَدَا |
هَمْسُ الطَّبيعَةِ رَائِحٌ غادي |
|
لَكَّن غدَر بني اليهودِ أَغَاظَهُ |
والصّفْوُ عُكِّرَ، صَفْوُنا الهادي |
|
لمَّا غَزَتْ أَجْلافُهُ طُهْرَ الثرى |
عاثوا فَسَاداً بالنَّدى البادي |
|
لكنَّ أبطالَ الجنوبِ هُنَا جَثَوْا |
في كُلِّ شبرٍ خيرُ زُوَّادِ |
|
قَلَبُوا النهارَ على العدِى ليلاً دَجَىْ |
فَتَحَطَّمَتْ أُسْطُورةُ العادي |
|
أرْتَالُ دَبَّاباتِهِمْ قَدْ أُحْرِقَتْ |
مِنْ نارِنا، مِنْ بَأْسِ سَدَّادِ |
|
وإذا الجسومُ على الثَّرى قَدْ ضُرِّجَتْ |
وَهَوَتْ هُنَا أحفادُ أحْقَادِ |
|
خَمْسٌ وعِشْرُونَ اللِّئامُ تَكَبَّروا |
قَتْلى، وَهَلْ تُحْصى بأعْدادِ |
|
مِئَةٌ مِنَ الجَرْحى أَرَقْنَا دَمَّهُمْ |
سُفِحُوا، لِتَأْنَسَ أَرْضُ أجْدَادي |
|
سَحَقُوا ثلاثينَ الحُطامُ يَسُومُهَا |
مِنْ رِجْسِ دَبَّاباتِهم سادي |
|
صاروخُنَا فَلَقَ الحُصونَ فَدُمِّرَتْ |
والحصْنُ صَارَ لقبْرِ أجْسَادِ |
|
تابوتُهُم مِرْكَافَةٌ قَدْ أَصْبَحَتْ |
وَبها نَمزِّقُ شَمْلَ أوْغَادِ |
|
فَهُنَا الرجولةُ يا يَهُودُ تَقَدَّمُوا |
وهُنَا النسورُ تَحُومُ بالوادي |
|
وهُنَا البطولةُ مِنْ يَدَيْنَا سُطِّرَتْ |
وهُنا نَكِرُّ كَزَحْفِ آسَادِ |
|
وهُنَا الملاحِمُ أَسْرَجُوا أنْوارَهَا |
نحْنُ الوَغَى بلْ خيرُ قُوَّادِ |
|
وادي الحُجَيرِ وَقَدْ غَدَوْتَ مواسِماً |
للعنفوانِ وَسَيْلَ إيقادِ |
|
تاريخُكَ الوَضَّاءُ عِطْرٌ فائحٌ |
واليومَ زِدْ في قَهْرِ جَلاَّدِ |
|
فهُنَا الحسينُ وصَرْخَةٌ هَدَّارةٌ |
هَيْهَاتَ ذُلاً صوت رُوَّادِ |
|
وهُنَا المعاجِزُ للزمانِ نَزُفُّهَا |
ونُعيدُ خَيْبَرَ، دَكَّ أطْوادِ |
|
شَمَخَتْ بِحزبِ اللَّهِ بُنيانُ العُلا |
وَسَمَتْ بِهِ أَعْراسُ أَمْجَادِ |