إيفا علوية ناصر الدين
في دردشة مع صحافي سبقت مقابلة مع نائب من نواب "المقاومة" في البرلمان اللبناني أجراها لإحدى المجلات الأميركية حول الحرب على لبنان، بدا الصحفي "الأميركي" مطّلعاً ومتتبعاً لكل مجريات وأحداث العدوان، ومدركاً لحقيقة الخسارة التي مُني بها الجيش الإسرائيلي في مقابل النصر الأسطوري الذي حققه مجاهدو المقاومة الإسلامية مع لحاظ القدرة العسكرية لجيش الهزيمة...، وبدا الصحفي أيضاً متلهفاً لمعرفة أمور لم يستطع عقله المادي أن يجد لها تفسيراً وهي التي تقع في نطاق الأمور التي نؤمن نحن بها، ومما سأل: كيف تستطيع مجموعة قليلة من المقاتلين الصمود في مواجهات قاسية على الحدود مع تحقيق خسائر في الجنود المقابلين؟ ألا يخافون وهم يدركون قوة السلاح الذي يمتلكه الطرف المقابل؟ هل كان السيد نصر اللَّه متأكداً من حتمية النصر الذي وَعَدَ به في بداية الحرب؟
هذا الصحفي وغيره كثيرون ممن لم ولن يستطيعوا أن يدركوا هذه الأمور وما يشابهها لأنهم لم يعرفوا ما عرفناه نحن: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (البقرة: 249). ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ (التوبة: 14). ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾ (محمد: 7). فلو كانوا قرأوها أو عرفوها لما كانوا يسألون!