الشهيد نزار حسين سليم

قد أرتضي لضلوعي أن تجف، وأشدُّ حجراً على بطني سنين، ولا ضير أن ألتحف السماء في قرِّ الشتاء وأن أتحمّل الخنجر وهو يتجول في أعضائي، لكن أبداً لن أرتضي أن أموت رخيصاً تافهاً. لقد علمني الإسلام أن أموت شامخاً متحدياً صلباً، أن أسقط وفي قبضتي السلاح، لا أدع الموت يقصدني، فأنا الذي أسرجت وألجمت وتهيأت كي أقهره قبل أن يدخل ساحتي. إن المبادئ الإسلامية تطمح لأن يستخدم المؤمن كل ما في طاقته من أجل أن لا ينحرف المسير، بل إنه لا بد أن يكون كالنملة التي حملت حبَّتها وحاولت أن تتسلق الصخرة ولكنها تدحرجت، وحملتها كرّة أخرى، وتدحرجت ومع الإصرار على أن ترتفع بالحبّة إلى القمة، وصلت.

أنا مسلم وهذا يعني أن هناك هَدَفاً وطريقاً ومفاهيم تحتم عليّ أن أسير وفق هديها لا أحيد عن اتباعها. وهذا يدعو للفخر، والفخر ينطوي على تضحية كي أثبت لله ولنفسي أن مصداقية السلوك تنسجم مع ما جاءت به العقيدة. سلامٌ من صميم قلبي لتلالك وأشجارك ووديانك يا أرض عاملة. تحية إكبار وإعزاز إلى مجاهديك وشهدائك يا منبع القواد والصناديد والأسود، يا أرض العز والشرف والوفاء، يا أرض أبي ذر الغفاري. كم اشتقت للسير في عتمة الليل على تلالك ورباك، كم اشتقت لكروم العنب والزيتون، اشتقت لأنس قمرك، اشتقت لسمائك الزرقاء، اشتقت لشمسك الدافئة، اشتقت لحكاياتك مع أشرس عدو لله وللإنسانية اليهود، اشتقت لانتصاراتك التي أعادت للأمة شرفها وعزّها، اشتقت للجلوس مع أسودك وهم يقصّون ويحكون عن انتصاراتهم التي وبعون الله زلزلت كيان عدوهم وضعضعته ...ما أروعك عاملة بتربيتك الحسينية لمجاهديك، ما أروعك وأروع أبنائك الأساتذة العلماء، ما أنقاك بعلمائك ، ما أكرمك بتضحيتك لأولادك القادة الشهداء...  اصبري عاملة فأجرك كبير كبير، وتهيئي وهيئي مجاهديك لإكمال المسيرة مهما كانت الظروف، وأرجوك اقبليني كي أنضم إلى لائحة شهدائك وإلى اللقاء.