نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الصحة والحياة: الأنفلونزا ضيف الشتاء الثقيل‏

د. يحيى عطوي (طبيب أذن، أنف وحنجرة)

 

إعداد: نبيلة حمزي


قد يظن البعض أن الأنفلونزا، الجريب، الرشح والزكام، أسماء لمرض واحد، لكن الحقيقة نصف ما يظن البعض. فالأنفلونزا والجريب مصطلحان لمرض فيروسي شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي وتكون أعراضه شديدة مما يؤدي إلى ملازمة المصاب للفراش. أما الزكام والرشح فهما مصطلحان لمرض فيروسي مُعدٍ يصيب الجهاز التنفسي أيضاً لكن بأعراض أخف بكثير من الأعراض التي تسببها الأنفلونزا.


وموضوع هذا التحقيق هو مرض الأنفلونزا أو الجريب:

* الأسباب:
- تعرُّض الجسم لهذا الفيروس لأول مرة.
- ضعف جهاز المناعة عند الأشخاص.
- المناخ فهو عامل أساسي في نقل الفيروس الذي ينمو في البرودة وينتقل عبر الرياح.
- الانتقال من جو دافئ إلى بارد وبالعكس وعدم الالتزام بالوقاية عند دخول فصل الشتاء.
- أما مرض الأنفلونزا الصيفي فهو ناتج عن تحسس يتحول لاحقاً إلى أنفلونزا.

* الأعراض:
بعد أن يدخل الفيروس الجسم، يبدأ جهاز المناعة بالتعرف عليه. هذه العملية تسمى "الحضانة" حيث يشكّل الجهاز أثناءها أجساداً ضد الفيروس تعرف بال Antibodies، ومن يوم إلى أربعة أيام لدخول المرض يبدأ الظهور المفاجئ للعوارض:
- صداع.
- ارتجاف وقشعريرة.
- ارتفاع الحرارة.
- عطاس وسعال جاف.
- ألم في الأذن.
- سيلان مستمر للأنف (الأغشية المخاطية) يؤدي إلى ضيق في التنفس عبره
- ألم وحرقة في العينين.
- التهاب بالحنجرة.
- آلام عضلية تشمل جميع عضلات الجسم لكنها تتركز في الرجلين وأسفل الظهر.
- تعب عام مصطحب بألم شديد في المفاصل والعظام.

* مدة المرض والمضاعفات:
عادة تزول أعراض المرض الحادة بعد 5 أيام ويتعافى المريض. وقد يستمر المرض لدى معظم المرضى لمدة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين. لكن في بعض الحالات تتدهور حالة المريض فيتعرض لعدة مضاعفات أبرزها:
- التهاب رئوي يشمل التهاب القصبات الهوائية.
- التهاب الأذن والجيوب الأنفية.
- التهاب عضلي.
- التهاب الجهاز الهضمي.
هذه المضاعفات قد تصيب أي شخص في أي فترة عمرية لكن لا بد من الاهتمام بمن يلي:
- الذين أعمارهم أكثر من 65 عاماً.
- المصابون بالأمراض المزمنة كالسكري، الربو واللب.
- الأطفال بصفة عامة وخصوصاً المواليد.
في نفس الوقت قد يزيد المرض من تأثير أمراض أخرى مثلاً:
نوبات الربو وسوء حالة مرضى القلب والسكري.

* كيف ينتقل الفيروس:
مرض الأنفلونزا من أكثر الأمراض المعدية وأسهلها انتقالاً. ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر بواسطة الرذاذ المتطاير من العطاس والسعال كما ينتقل عن طريق استعمال أدوات المصاب كالمناديل الورقية والكوب والصحن المستخدم، حيث يتم استنشاق الفيروس عن طريق الأنف أو الفم ويمكن أن يدخل عبر العين فيصل لخلايا الجهاز التنفسي ويبدأ بالتكاثر. يستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالي 24 48 ساعة وتستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث والرابع بعد ظهور الأعراض.

* العلاج:
لم يُكتشف حتى الآن عقار مفيد في معالجة هذا المرض. والأدوية التي يأخذها الشخص المصاب هي لتخفيف أثر المرض وأعراضه. فهناك الأدوية الخافضة للحرارة، المزيلة للاحتقان والسعال، المزيلة لآلام المفاصل والعضلات والرأس، المنشطة والمقوية لجهاز المناعة (vitamin c). أما المسؤول الوحيد عن القضاء على الفيروس فهو جهاز المناعة.

* الطُعم:
أثبت اللقاح المصنَّع فعاليته، وأدى إلى تقليل الاصابة بهذا المرض. والطُعم عبارة عن فيروس ميت أو نصف حي يحقن في الجسم فيواجهه جهاز المناعة بنفس الطريقة التي يواجه بها الفيروس الطبيعي الداخل أول مرة إلى الجسم. يُفضل أخذ اللقاح سنوياً خصوصاً في شهر أيلول لأن اللقاح يحتاج لأسبوعين كي يعمل وذلك لمواجهة الموسم الذي يكثر فيه هذا المرض، كما يفضل إعطاء اللقاح للأشخاص الذي يتميزون بخطورة تعرضهم لهذا الفيروس مثل كبار السن (65 سنة)، مرضى الربو، مرضى القلب، مرضى السكري. والجدير بالذكر أن الحقن بالفيروس النصف حيوي قد يؤدي إلى نفس أعراض الأنفلونزا.

* الوقاية:
- عدم الاختلاط بالمصاب وعدم استخدام أدواته الخاصة.
- تجنب الأماكن العامة المزدحمة قدر الإمكان خصوصاً في موسم البرد.
- عدم التعرض لتيارات الهواء الباردة والرطوبة والتزام التدفئة وعدم شرب المياه الباردة وتفادي التعرض للتغيرات الشديدة في الجو لأن اختلاف درجات الحرارة قد يصيب الجهاز التنفسي بالجفاف فتضعف مقاومته ويصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة.
- الأشخاص الذين يعانون من تحسس عليهم بالإضافة إلى ما ذُكر معالجة الحساسية قبل دخول الموسم الجديد.

أثناء المرض أو الإصابة:
- الإكثار من شرب السوائل الدافئة والعصائر فهي تساعد على:
- ترطيب الحلق فتصبح المادة المخاطية سائلة يسهل خروجها بالسعال.
- تعويض السوائل المفقودة خصوصاً إذا كان المريض يعاني من حمى.
- طرد الفيروس عن طريق تصريف الماء (البول).
- تجنب شرب المياه الباردة.
- التخفيف من الزيوت والمقالي لأنها تعمل على تصعيد العوارض.
- الراحة وعدم بذل أي جهد فهي أساسٌ لا يستهان به في العلاج.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على الحمض الأميني، لأنها تساعد على بقاء الفيروس مثل الكوكا، وشرب اللبن لأنه يعمل كمضاد حيوي للفيروس.
- تهوية غرفة المصاب بشكل دائم لتجديد الهواء فيها.
- أخذ الأدوية تحت إشراف طبي، فقد يظن البعض أن الأنفلونزا مرض بسيط، لكن التهاون به قد يؤدي إلى عواقب سيئة على صحة الإنسان.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع