قريتي التي تؤنس الهضاب
عيتا...
قريتي التي تؤنِسُ الهضابَ... والسَكينة
خَبَزَتْ لِحاراتِها الجائِعَةِ فُولاذَ الأسْطورَة
لِنُذورها أسْرَجَتْ خُيولَ المَلاحِم
بَنَتْ لِلعُلى عِرزالاً مِن ضُلوعِها
هوَ دارُ تنهيدَةٍ حِداؤها القَهرُ العتيق
حينَ يُباغِتُها النعَاسُ تحرُسُها غُزلانُ السَّماء
عيتا...
يا باقةً مِن حَياءِ السَّنابِل
ويا مَواعيدَ الصَّبايا إلى رياضِ الغيم
عندما تفجَّرَ جُرحُكِ فاحَ أريجُ المواسِم
بانَ دَمُكِ روافِدَ ضوءٍ...
هَلَّ مِن خَواصِر الرُّبى
مِن الشُّرُفاتِ الهامِسَةِ
دمُكِ مِدادُ أسْفار الشمس.
عيتا...
مَهْدُ العَصافير التي احتمَتْ بعِظامِك
حُضنُ فَلاحَةٍ تهَدهِدُ ابتسامَة بِكرها الأولى
تنزَّهي فوقَ هاماتِ الرَّواسي
إنَّ جَناحيكِ اليَمامُ والمَراييل...
نسمَة صَيْفٍ يتيمَة
لأنَّ الجُدرانَ قمْصَانُ فصولِها
دفاتِرُ أسرارها أشرعَة الأثير
لا تسألوا عن فراشاتِها المُلوَّنة
هي تطرِّزُ شالاً لربيعٍ آخَر
بين ضِفافِ لياليها أنينُ حَناجِرَ ظمأى
لِجُفونِ وَسَائِدِها شظايا ألَقِ الحَدائِق
لصَمتِها المَسْكونِ بصَليلِ الحَواسِم...
لاختلاجِ الفجاءةِ في زحمَةِ الخُطوب
سَلامٌ...
لِلمَراثي الطالِعاتِ مِن دِنانِ المَواجِع
لِلمَرايا الهائِماتِ بينَ الطُلولِ
سِلامٌ...
لِفتىً يُسَرِّحُ ضَفائِرَ اللَّيل
كانَ الكُلُّ نِياماً...
وشِفاهُ الرُّؤى تُرَنِّمُ هَذيَانَ أشواقِها
خَيَالُ الغَدِ يَدنو مِنَ العَتبات...
كَزَهرَةِ تبغٍ تنحَني نُضجاً
مِن نَحْر أقحُوانةٍ جَذلى
ثمَّة صَدىً يَعبُرُ شِغافَ مَطارحِها
على صَهوةِ المَجْدِ يَمْضي
إلى رُبوعٍ تنتظِر
محمد سرور
******
وعد اللَّه - مهداة إلى أرواح شهداء الوعد الصادق
أسرج خيولك هذا الليل ينتظر فالصبح آت بنصر اللَّه يعتمر
هذي الجنان قد شُرِّعت أبوابها تستقبل الأحرار في زهوٍ وتفتخر
زهراء باهت بهم ملائكة السما ومحمد نادى في الخافقين ألا انظروا!
أبناء حيدر هبُّوا لنصرته لبوا النداء في عزم وما انتظروا
لبسوا القلوب على الدروع تعبداً مدوا الجسوم جسوراً كي يعبروا
أصلوا العدى دماً كأنه حمم تحرق الباغي وللمظلوم تنتصر
صهيون جاء في عز جحفلهِ براً وبحراً وفي الأجواء يمتطر
خال البلاد ضعيفة مهزومة كمثل العُرْبِ قيد الذل ما كسروا
هبَّت إليه عقبان بها وَلَهٌ عشقوا الشهادة ما أشروا ولا بطروا
توضأوا بدم واستقسموا ربهم ألاَّ يمر غازٍ ودونهم عمر
بوركت ياطر أرض العز من زمن أبا ذرٍ غرست زرعاً، أينع الثمر
للَّه درك كم أنت صابرةً كصبر زينب يوم الطف إذ نُحروا
هذي بنوك قد سافروا زمراً إلى الشهادة في عرسٍ وما نفروا
سلِ الأعادي عن بأسهم صبحاً سلِ الروابي عن أنس من عبروا
سلْ مِيرَمِينَ عن طائرات الردى مُزِّقت أشلاءً وفيها الجند تحتضر
بوركت عامل أرض الغار تحرسها أشفار عين و"نصر اللَّه" والقدر
أبا هادي وصدق الوعد ديدنكم فنحن وعد اللَّه والمهدي منتظر
والد الشهيد محمد علي نجيب سويدان
******
الأمل في عينيك
سيدي أبا هادي
سلام من اللَّه عليك
يا سيد الأسياد
الصدق والأمل في عينيك
ووعدك بالنصر غاد
يا قمر المجاهدين
شمسك لن تغيب
وقلبك دائماً يجيب
لصيحات المحبين
سيدي، صوت الأطفال يناديك
جرح الأبرار يناجيك
القلب نار ولهيب
الجرح لن يطيب
إلا بصبح قريب
ونصر مهيب
سيدي، قولك حق لمن طغى
ووعدك صدق لمن بغى
راهنت بالنصر على أحبّائك
فنلت الرهان بأبنائك
حوراء مصطفى زهوي
******
يا صاحب العمامة الشامخة
إلى: سيد الحرّية، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر اللَّه بعدما ذكر في حديث له بعد مجزرة قانا 2006 أنّ الصهاينة تعمّدوا قتل الأطفال والنساء في قانا لأنّهم يعرفون أنّنا أصحاب عاطفة وأنّنا بشر.
من: والدة الطفلة الشهيدة زينب محمد شلهوب..
لا تحزن يا سيد الحرّية فالقلب لا يحتمل...
أن استشهدت طفلتي.. ويسفك دمي أهون
نعم أهون عليّ من أن يحزن قلبك...
أعلم يا سيّد القوّة في عصر الضّعف
أعلم يا نور الحقّ في ظلمات الجور...
أعلم يا قوّة الانتصار في زمن التخاذل...
أنّ قلبك العظيم... القويّ الجبّار على الكفّار
هو قلب رقيق... حنون... متألّم علينا..
وهذا الّذي يحزن قلبي..
لأنّني وبغير قصد منّي...
أحتل مساحة حزن في أعظم قلب
عذراً... يا صاحب العمامة الشّامخة...
عذراً... يا سليل الأئمّة
لا تؤاخذني سيّدي إن تسبّبت لك بهذا الحزن..
فحزننا الآن... انتصار الغد..
وقتلنا اليوم... عز حياتنا للغد..
وجرحنا هذه اللّحظة هو: ضماد المستقبل
رباب يوسف
******
سلامٌ لكَ أيّها الشّهيد... مهداة من هادي إلى روح الشهيد السيد كاظم الموسوي رضوان اللَّه عليه
سلامٌ لكَ أيّها الكاظم...
سلامٌ لروحكَ الضّاحكة بين يديْ الرّحمنْ
سلامٌ لدمكَ الّذي سقى أرض الجنوب
لتنبْتَ منها زهور الجهاد والإيمانْ
إنّي شديدُ الصّبابة لعودة اللّقاء
ولا أجدُ مؤنساً إلاّ وصيّتك الزّاخرة بالعنفوانْ
كأنّي ما شربْتُ من مُقْلَتَيْكَ دموع
النّصر وكأنّ شهادتَك لم تطرد من قلبي الهوانْ
كاظمٌ... يا شهيد الفداء... أَتَسْمَعُني
إنّي مشتاقٌ، ويا لشوقٍ ليس له عنوانْ
فكيف لي أن أنسى وجهاً... علّمني
أنّ الشّهادة عشق وإيمان
أخي كاظمٌ... كما قال أحد عشاق
الحسين، وما قاله يوازي الياقوت والمرجانْ
عَلَّمَنِي الحسين أن أكونَ...
مظلوماً فأنتصر بإذن الواحد الرّحمنْ
محمد جلوس
******
حياتك كتاب عزّ - إلى شهداء الوعد الصادق: الشّهيد نادر جركس وإخوانه.
لم تتبع الأهواء، فهي للدّين عداء
كالرّيح تلهو حيثما يحلو الهجوع
إذ كان فيك عزم وقاك همزات اللّهو بين الضّلوع
حياتك كتاب عزّ
كلّ صفحة منه نورٌ يوقد في الظلمة ضوء شموع
ما همّك؟ للَّه كان ذاك الكدّ وذاك العناء، وكلّ خوفٍ وجوع
وآخر لفظة للنّفس جُدت بها، فككت بها الرّوح من قيد الجسد وما كان في حفرةٍ هذا الوقوع
عَرَجت سماءً إثر سماء، صعدت أسباب السّموّ كبدرٍ حرمه الحياء بهاء الطّلوع
سكبت دماك إيماناً، جهاداً، مقاومة ورفضاً لكلّ ذلٍّ أو خنوع
يا شهيداً، في يد اللَّه سقطت حيث في الجنان تعلو المنازل وتخضرّ الرّبوع
أمل خير حميّة
******
هنيئاً لك الشهادة - مهداة إلى روح الشهيد علاء علي ياسين "مهتدي" (من مواليد بلدة حولا، استشهد في بلدة محيبيب وهو من شهداء الوعد الصادق).
(محيبيب)، اسم لا يمحى من الذاكرة، بل هو باقٍ ما بقي الدهر، هو اسم صمود وجهاد ونصر، هو اسم شهادة، هو اسم شوق لحبيب عرج بروحِهِ الطاهرة إلى الحبيب. رحلت باكراً يا مهتدي، رحلت سريعاً. كم أنا مشتاقة لأعفر جبيني بوجهك الطاهر. كم أنا مشتاقة لسماع صوتك الحنون. أنا مشتاقة إلى همساتك، عُد قليلاً حتى أسألك عن الانتصارات التي سطرتها في محيبيب، عُد حتى أسألك عن جرحك الذي نزف هل كان مؤلماً أم كان هيناً أمام لقاء اللَّه؟ لقد تألمت عندما ذهبت إلى مكان استشهادك لأنني شعرت أنني قد قصَّرت اتجاهك ولم أكن بجانبك لأمسح عنك الدماء ولم أكن هناك لأضمد جرحك الطاهر. أنا أتألم لأنني كنت أحب أن أكون معك في آخر لحظات حياتك، لأرى نور لقائك لربك، لأسمع عذوبة كلماتك الأخيرة وأنت في محضر اللَّه، لأتلمس شيئاً من شوقك للقائك باللَّه. هذا ما يبكيني وهذا ما آلمني فأنا مؤمنة أنك في روضة من رياض الجنة وأنك شهيد في سبيل اللَّه، وسقط دمك في يد اللَّه، وأنَّ الزهراء كانت بجانبك تمسح الدم عن جرحك الطاهر لأنك نصرت ابنها المظلوم الحسين عليه السلام. فهنيئاً لك لقد ذهبت إلى حيث السعادة إلى حيث الراحة هنيئاً لك الشهادة فهي اختيارٌ إلهي.
أختك المحبة منال علي ياسين