الشيخ فضل مخدر
وحدثي الخاطرَ المكنونَ في وَلَهٍ |
هي الحروف بملء الأفق تحتشد |
ما زالَ في منتهى الأعماق يتّقدُ |
ما للقوافي أناديها فتبتعدُ |
أنا كطيرِ صباحات الربى وتري |
أتيتُ أسأل بعضاً من صدى زمنٍ |
لم يصمتِ الليل إلا وانتشاه غدُ |
يمضي مع الشعرِ ريَّاناً فلا أجدُ |
وليدُ هذي السواقي والمياه ولي |
أخاطر اللَّه ظمآناً إلى قدحٍ |
مِن ضفَّتيها دمٌ يسري وينعقدُ |
يندي شفاهي وأنديهِ ونبتردُ |
جنَّتْ قريحة أنغامي بما رشفتْ |
أحنو على الأرض لثماً أو أعانقها |
من كأس أبنائها حبّاً وما رفدوا |
وأصلبُ الجسم مفتوناً وأجتهدُ |
هم الزمان بقايا السيف جرَّده |
دعوتُ من جَلَدي ناراً تؤازرني |
غمدُ الحسين فما ارتدوا ولا غُمدوا |
هبّتْ ضلوعي ولكن خانني الجلدُ |
هم المسيح عذاباتٌ يطوف بها |
حتى رماني إله العشقِ سهم هوىً |
لحن الخلود وعزفٌ صارخٌ حردُ |
ففتَّقَ الروح عن جدرانهِ الجسد |
مرَّت على الأمةِ الثكلى شمائلهم |
وغازل الدمع أحداقي ورحتُ أرى |
فرنّحَ الشمس في إشراقها الرغدُ |
بيض الملائكِ في جناتهم سجدوا |
لو لامس المجد حدساً من تفرّدهم |
ورحتُ أسمع للفردوس أغنيةً |
لحلّق المجدُ مذهولاً بما انفردوا |
ضجَّتْ بها الحورُ همساً كان يطَّرِدُ |
كأنهم منذُ بدءِ الخلق قد نشروا |
زفتْ لثغرِ الشهيد الدهرَ قافية |
وساعة الوعد من أشلائنا احتشدوا |
فلم يغن سوى أشعاره الأبدُ |
بالموت لا الموت كان الصبح موعدهم |
يا سكرةَ القلمِ المسكون فوق يدي |
وإن تجلوا تجلى الواحد الأحدُ |
قومي وهزي كياني فالهوى غَرِدُ |