يوسف سرور
أيا مهجتي(1) حدِّقي، هـل تَرَيْنْ |
نجيعَ الدِّمَا(2) لامعاً كاللُجَيْنْ(3) |
وَعَدتِ … ووعـدُ الموالينَ دَيْنْ |
فنادي بِمِلءِ فَـمِ الأصْغَرَيْنْ(4) |
جرحتَ فؤادَ المدى… |
|
يا حسينْ |
|
صريعَ الطُّفُـوف يعزُّ المُصـابْ |
علينـا بقتـلكَ دونَ شرابْ |
بِسبيِ العقيلـة جَنْبَالرَّبـابْ |
ونحرِ الرِّقـابِ، وقطعِ اليَدَيـْنْ |
وضربِ بناتِ الهُدى… |
|
يا حسينْ |
|
أتُكسفُ في الأُفْقِ شمسُ الأصيلْ |
بقتـلِ أبي الفضـلِ بينَ النخيلْ |
وأنَّاتِ زيـنِ العبـادِ العليـلْ |
وذبـحِ حبيبٍ، ونحرِ ابْنِ قَيْـنْ |
وتبقـى لهمْ مُقتَدى… |
|
يا حسينْ |
|
غـدا الشُّهـدا مثلاً يُحتذَى |
فـذاكَ ينـاغي النجـومَ، وذَا |
دمـاهُ تفـوحُ بعطرِ الشَّذَى |
وتسمو، فَترْمُقُها(5) كلُّ عَيْـن |
وتمضي تُلبّي النِّدَا… |
|
يا حسينْ |
|
لموسى، لعيسى، للوطٍ، لـهودْ |
لآلِ الرسولِ … أَقَمْنا العُهُـودْ |
نهضنـا نحاربُ ركبَ اليهـودْ |
لنبْلُـغَ إحـدى ذُرى الحُسْنَيَيْنْ(6) |
ونلقى النَّجاةَ غَدَا… |
|
يا حسينْ |
|
بنـورِ هُداكَ إمـامَ الأُبـاةْ |
سحقْنـا مناةً وعُـزَّى ولاتْ(7) |
وعُـدْنَا نُصفّي يهوداً طُغـاةْ |
فأيـنَ بطولاتُ "مرحبَ" أينْ |
بخيبرَ طارتْ سُدَى… |
|
يا حسينْ |
|
بدربِ الولاءِ ، بعزمٍ قَـوِي |
بنـورِ ضيـاءِ صـراطٍ سَوِي |
براغبِ حربٍ، و بالموسوي |
هُدينـا و صـارا لنـا فرقَدَيْنْ(8) |
بنهجِ الفِدا اسْتُشْهِدا… |
|
يا حسينْ |
|
تركنا التمني، وعـَلَّ، وليْتـَا |
فَبتنـا لمصبـاح "عاملَ" زيْتَـا |
بنَيْنَا "بِعَيتَ" من الطَّفِّ بَيْتـَا |
وقمنـا نكبّـِرُ في الخـافقـينْ |
لنقطع رأس العدَى… |
|
يا حسينْ |
|
فهمتُ(9) حياةَ الهوى والهوانْ |
بكـل مكـانٍ ، و كـل أوانْ |
فهِمتُ(10) بصفينَ والنهروانْ |
وغُـذِّيتُ مـن خيبرٍ وحُنَيْـنْ |
وطيرُ اعتزازي شَدَا… |
|
يا حسينْ |
|
إمـامَ الهُـدى إنَّني بينَ بيْنْ |
فقلبـي تجلَّـى بصـدقٍ وَمَيْنْ(11) |
نجـا مـرةً، وهوى مرتيْـنْ |
وجاءكَ خـاوٍ ... بِخُفَّيْ حُنَيْنْ(12) |
فَمُدَّ لقلبي اليَدَا… |
|
يا حسينْ |
|
(1) المهجة: الروح. (2) النجيع من الدم: المائل إلى السواد. (3) اللجين: الفضة. (4) الأصغران: القلب واللسان. (5) ترمقها: تطيل النظر إليها. (6) الحسنيان: النصر والشهادة. (7) مناة وعزى ولات: أصنام في الجاهلية. (8) الفرقدان: نجمان يُهتدى بهما. (9) فهمت: علمت وعرفت ووعيت. (10) فهمت: من هام أي أحب وعشق. (11) المين: الكذب. (12) مثل عربي يضرب عند اليأس من الحاجة المطلوبة، والرجوع عن الطلب بالخيبة. |