ديما جمعة
إن رياضة الفروسية رياضة جميلة ومفيدة ورد ذكرها في عدد من الأحاديث وهي من لهو
المؤمن "المحمود". فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله "كل شيء ليس من ذكر الله
لهو ولعب إلا أن يكون أربعة:... وتأديب الرجل فرسه.." (1).
* نشأة الفروسية
عرفت الفروسية في كل الحضارات القديمة تقريباً، فقد عرفها قدماء المصريين، والفرس
والعرب. وقد تفوّق العرب والمسلمون في الفروسية كما تشهد بذلك بطون الكتب وحوادث
التاريخ. أما الفروسية في أوروبا فلم تكن تتصف بأي تميز اجتماعي، بل كان بإمكان أي
رجل أن يصبح فارساً. وفي العصور الوسطى كانت الفروسية وقيمها هدفاً يسعى إليه
الجميع. بدأت سباقات الخيول في الصين في ستينات القرن التاسع عشر. وفي ثلاثينات
القرن الماضي شهدت هذه الرياضة وسباقاتها تطوراً سريعاً في هونغ كونغ. وكان في
البلاد أكثر من عشرين مضماراً للسباق. تطورت هذه الرياضة كثيراً حتى استطاعت في
العام 1900م أن تدخل ضمن المنهاج الأولمبي. وأخذت مكانها إلى جانب الرياضات
العالمية الأخرى.
* فوائد رياضة الفروسية
تقسم فوائد هذه الرياضة إلى قسمين:
أ - فوائد صحية
1- تزيد من كمية الأوكسيجين التي تدخل إلى الجسم، كما تنشط التنفس والدورة الدموية.
2- تزيد هذه الرياضة الانتباه وتحسن القدرة على ضبط حركات البدن والحفاظ على توازنه.
3- تنشط الجهاز العصبي.
4 - تفيد في علاج العديد من الأمراض المزمنة.
إن حركات الاهتزاز الدائمة أثناء ركوب الخيل تضغط على الكبد بين الأحشاء وعضلات
البطن ضغطاً خفيفاً متتابعاً مما يؤدي إلى تحسين وظائف الكبد والدورة الدموية.
ب - فوائد نفسية
1- تعلّم رياضة الفروسية الصبر وتنمي الصفات القيادية لدى الإنسان.
2- تنشط الذهن وتنمي الابتكار والإبداع.
3- تغرس روح التعاون والمشاركة.
4- من المعروف أن هناك علاقة خاصة تنشأ بين الفارس وحصانه وتقوم على مشاعر إنسانية
نبيلة مما يخفف من الإحساس بالوحدة لدى الفارس ويعزز ثقته بنفسه.
* حقائق علمية
بحسب الدراسات، فإن فاعلية ركوب الخيل لمدة 10 دقائق تساوي 100 ألف مرة من تدليك
الجسم. وتعادل الطاقة المستهلكة خلال نصف ساعة من ركوب الخيل ما يستهلكه الإنسان من
طاقة خلال المشاركة في مباراة كاملة لكرة السلة. وبحسب الدراسات، فإن ممارسي
رياضة الفروسية هم أشخاص متفائلون ومنشرحو الصدر ومفعمون بالنشاط.
(1) ميزان الحكمة، الريشهري، ج 8، (باب اللهو)، ص 3709.