عندما يكون النظام الاجتماعي نظاماً منحرفاً وظالماً ولا يقوم على أسس صحيحة، وعندما تفتقر المجتمعات لحكومات سليمة وقوانين صحيحة ورجال مؤمنين، لا يمكن للإنسان أن ينجح في مسيرته نحو التكامل.
ولو لم تكن هذه العقبات لكان وجه العالم ووجه التاريخ على نحو آخر: لما كان هناك ظلم في العالم، ولما كان هناك فقر وفساد وشقاء في العالم، ولما هدرت حقوق الضعفاء، ولما اقتتل الأخوة، ولما عانى الإنسان من الحرمان، ولما كان هناك بون شاسع بين طبقات الشعب.
كل هذه المعاناة التي واجهها الإنسان على مر التاريخ ويواجهها اليوم أيضاً في هذا القرن، قرن التقدم والتطور العلمي، كل ذلك يسلب الإنسان فرصة بلوغ التكامل ويبقيه ناقصاً لا تؤثر فيه التربية. ومن كان كذلك تكون دنياه دنيا فاسدة حالكة مظلمة مليئة بالمعاناة والألم، كما ثبت لنا من خلال الصور التي نقلها لنا التاريخ عن الماضي، وكما نراها اليوم في العديد من بلدان العالم.