وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)
على إدراج مقبرة "وادي السلام" الواقعة في مدينة النجف جنوبي العراق على لائحة
التراث العالمي، لأن عمرها تجاوز الألف عام وتضم قبور العديد من الشخصيات التاريخية
من أنبياء وملوك وشيوخ عشائر ومثقفين.
وكان وفد من اليونسكو قد زار مدينة النجف بعد
مطالبة السلطات العراقية بإدراج مقبرة وادي السلام على لائحة التراث العالمي،
والتقى الوفد بالمسؤولين المحليين وتجوّل في المقبرة والمواقع التاريخية والأثرية
في مدينتي النجف والكوفة. وتمتدّ مقبرة وادي السلام حالياً على مساحات شاسعة، وتضم
مرقد النبيين هود وصالح عليهما السلام، كما تضمُّ قبور عدد كبير من أولياء الله
الصالحين والعلماء الأبرار والمؤمنين الشيعة الذين دفنوا هناك منذ أن عُرف قبر أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف سنة 170 هجرية. كما أن هناك
روايات تؤكد على أن وادي السلام بقعة من بقاع جنة عدن، وأن أرواح المؤمنين يجتمع
بعضها إلى بعض في هذا الوادي. وتعدّ مقبرة "وادي السلام" كنزاً تاريخياً موثقاً
ينبغي الاهتمام به، فهي ذات خصوصية معينة، إذ كل شيء يدرج فيها بالتفصيل بسجلات
خاصة، وبعض هذه السجلات قديمة جداً يمتد عمرها إلى مئات السنين وتحفظ عند المتعهدين
الرئيسيين لهذه المقبرة.