مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نزهة في حديقة القرآن




* زهرة جمالية عرفانية:
﴿اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًاً:
الاشتعال هو انتشار شواظ النار ولهيبها في الشّيء المحترق. وقد جاء في مجمع البيان: ﴿اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًاً: من أحسن الاستعارات، والمعنى اشتعل الشيب في الرأس، انتشر في الرأس كما ينتشر شعاع النّار، وكأن المراد بالشعاع الشواظ واللهيب..

* زهرة جمالية عرفانية:
﴿وحناناً من لدنّا...:
خطاب الله تعالى لنبيه يحيـى عليه السلام. أعطيناه حناناً من لدنّا، والحنان العطف والإشفاق وهو من قبيل الحنّان المنّان أو وحنانيك أي إشفاقاً بعد إشفاق.
أما تقييد الحنّان بـ"لدنّا" فهو نوع من عطف وانجذاب خاص بينه بين ربه أكثر من المألوف. فالحنان إمّا حنان وانجذاب منه إلى ربه فكان ينمو عليه نمواً روحياً. وإما تحنن الله تعالى عليه. ففي الكافي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فما عنى بقوله في يحيـى: ﴿وحناناً من لدنا وزكاةً؟ قال: تحنن الله. قلت فما بلغ من تحنن الله عليه؟ قال: كان إذا قال: يا رب. قال الله عزّ وجلّ: لبيك يا يحيـى!

* نفحة جلالية:
﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِين:
التضرع من الضراعة وهو التملق بنوع من الخشوع، والخيفة نوع من الخوف. فالتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ميل إليه تعالى والرغب فيه والتقرب منه. أما الخيفة فهي اتقاؤه والرهبة منه والتعبُّد له..
والله هو محض الخير أما الشرّ الذي يمسنا فهو من عملنا نحن، فالله تعالى ذو الجلال والإكرام له أسماء الجمال التي تدعو إليه وتجذب نحوه كل شيء، وله أسماء الجلال التي تقهر وتدفع عنه كل شيء. فحق ذكره هو أن يذكره تعالى تضرعاً وخيفةً ورغباً ورهباً.

* ثمرة نعوية:
 ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ:
هذه الآية تشير إلى مفاجأة الليل عقب ذهاب النهار، أما السلخ فهو بمعنى الإخراج ولذلك عدّي بمن وليس بعن والدليل قول الله تعالى في سورة الحج ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.
وكأن الليل أطبق عليهم وأحاطت بهم ظلمته ثم ولج فيه النهار فوسعهم نوره وضياؤه، ثم خرج منه ففاجأهم الليل ثانية بانطباق الظلام وإحاطته بما أضاءه النهار.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع