مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أمراء الجنة: الشهيد الحاج حسن قاسم مريش


بطل عملية عقماتا في الجنوب 19/9/1996
* ولادته:

مواليد العام 1975 النبعة برج حمود، من القرى السبع (أدس) المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي المتغطرس. ولد الشهيد الحاج وأصوات المدافع تصم الآذان، نظر بعين تتلألأ فيها الدمعة وتُذرف مع كل صرخة أم فقدت ولدها. فلم يكن الحال إلا بالسيئ، قصف ودمار، قتل وتهجير.

* نشأته:
بسبب الأوضاع اضطرت عائلة الشهيد حينها للمغادرة قاصدة بلدة العباسية في الجنوب قضاء صور. وهي بلدة صباحها فلاح ومساؤها غدٌ جديد ينبىء بالرحمة. فكان للشهيد الحاج حصة من تلك الرحمة التي أنعمها الله عليه مختاراً إياه لنصرة الحسين (عليه السلام). قضى الشهيد الحاج أيامه الأولى فيها وكان للأسرة حقها بنشأته الطاهرة، ومن ثم انتقل الشهيد الحاج إلى منطقة بيروت برج البراجنة والتي أمضى فيها مراحل حياته الجهادية. حائز على شهادتي البريفيه والشهادة الابتدائية من مدرسة التكامل الإسلامية برج البراجنة. وأكمل دراسته للسنة الثانية إلكترونيك، وضمن هذه المراحل كان الشهد الحاج يعمل في التعبئة التربوية مساعدةً للأخوة في شتَّى الأمور التي هي لمصلحة المسلمين والدفاع عنهم.
"عندما أقرأ وصية مربية لشهيد فإنني أشعر بالحقارة والضعة"

* شخصيته:
عازب، إذ كان قد نوى عقد قرانه في يوم ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، نال العمرة بعمر التاسعة عشرة مع زيارة الإمام علي الرضا عليه السلام.
ذو شخصية حوارية، وذو ثقافة علمية واسعة، كتوم ويحفظ السر وخاصة أثناء قيامه بعمله الجهادي، خضع لدورات عسكرية عدة، وكان قد شارك في دورات مع فرق موسيقية في كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. تلقى دروساً وعبراً على يد العديد من الشيوخ الأفاضل. وللشهيد الحاج مودة خاصة من قبل زملائه الأخوة. إذ كان يتَّصف بالروح العالية وروح المعاشرة وحسن المخاطبة، شخصية جهادية، جاهدت في سبيل الله عز وجل لنصرة المستضعفين والمقاومة التي هي الدرع والحصن الحصين لكل الوطن. شارك في عمليات جهادية عدة في الجنوب ضد العدو المتغطرس، لا سيما عملية عقماتا في الجنوب بتاريخ 19/9/1996 حيث كانت الشهادة.

* شهادته:
وكما العادة كان الشهيد الحاج يقوم بدوره الجهادي والدفاع عن شرف المسلمين. توضأ وصلى لربه. قَبّلَ القرآن، توجه لنصرة الحسين عليه السلام وقف متأملاً شامخاً واقفاً وقفة عز وإباء. ارتكى مترصداً بشجاعة يقظاً، فلامست الأرض جسده الطاهر وبقي مترصداً وبندقيته بجهوزية كاملة، بينما هو كذلك تراءى له الخصم متقدماً بعدد هائل. فتذكر مصرع الحسين عليه السلام وهو ينادي هل من ناصر ينصرنا، فانقض عليهم كالموج الصاخب وبندقيته تزغرد فمنهم من سقط صريعاً ومنهم من فرَّ ومنهم من وجَّه رصاصات بندقيته نحو جسده الطاهر وكانت الشهادة.
رفض الانسحاب وأصر أن يكمل الرمي لكن خطورة الجرح أرهقته فما كانت إلا وروحه تفارق جسده الشريف مع نداءات أطلقها فأرعبت اليهود. نادى، سيدي يا أبا عبد الله، سيدتي يا فاطمة الزهراء، ها قد أتممت رسالتي فاشفعوا لي عند الله. بالأمس كنت معكم فكونوا على خطكم دائماً محافظين.

* الوصية
...يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام الدنيا دار ممر لا دار مقر والناس فيها رجلان. رجل باع فيها نفسه فأبقها ورجل ابتاع نفسه فأعتقها، ويقول في وصفه الدنيا: ما أصف في دار أولها عناء وآخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من اغتنى فيها فتن ومن افتقر فيها فتن ومن سعاها فاتته ومن قعد عنها وأتته.
إن كلام أمير المؤمنين عليه السلام كافٍ بأن يشرح عن هذه الدنيا التي لا تساوي عفطة عنزة. من هنا أخوتي أوصيكم بتقوى الله لأن كل عمل بلا تقوى غير مقبول، كما أوصيكم بأن تكونوا دائماً إلى جانب بعضكم البعض ولا تتبعوا الشيطان ولا تدعوه يدخل بكم خاصة الأخوة في العمل الجهادي.
إخوتي أوصيكم بحفظ دماء الشهداء لأنكم سوف تحاسبون عليها وأوصيكم بالحرص على عوائل الشهداء واحترامهم. كما أطلب من جميع الأخوة المسامحة والمعذرة وخاصة الأصدقاء الذين عاشرتهم وأحببتهم وأن يبقوا على هذا الطريق المقدس.

* وصيتي إلى والدتي الحنونة
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى ينبوع الحنان العذب إلى أول وأجمل كلمة نطقتها "أمي".
أكتب إليكِ هذه السطور وأنا في أحر الشوق إليكِ لكني أعلم بأنكِ تتمنين لي السعادة والراحة فاعلمي أني اخترت هذا الطريق، طريق الشهادة والسعادة.
يجب أن لا تحزني لأن الطريق هو السعادة والراحة الدائمتين، كما أوصيكِ يا أمي أن تصبري مثل صبر زينب عليها السلام على المصيبة الكبرى في كربلاء التي أصابتها وأي مصيبة أعظم من مصيبة كربلاء.
حين يأتيك نبأ شهادتي تذكري شهادة الحسين عليه السلام وأولاده وأصحابه واعلمي يا أمي أنك سوف تقفين إلى جانب السيدة الزهراء عليها السلام يوم القيامة لأنك أم شهيد سقط في سبيل الله وخط الحسين عليه السلام.
وفي الختام يا أمي أطلب منكِ أن تسامحيني لأني أتعبتك كثيراً وأجرك عند الله والزَّهراء عليها السلام والحوراء زينب عليها السلام.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع