من البحر اتّخذت ملجأً وموطناً مؤقّتاً هذا المساء وحدّثته بأشياء كثيرة وغصت في
كمٍّ من الأفكار... وما بين هدوء الليل وصخب الموج كنت أرحل مع النجوم وأحلّق
عالياً، فيتعالى الموج وتتطاير مياهه فيطالني قليله فأعود إلى حيث أنا...
كأنّ البحر أصيب بغيرة معاتباً نظراتي التي طالت السماء...
أيّها البحر... في أعماقك ترقد أسرارنا وحين نمعن النظر في وسعك ترحل أبصارنا...
وعندما تتعالى أمواجك الصاخبة تصمت الروح وتكتب سطرها الأخير مستمدة منك فيضاً من
المشاعر وتحلّق إلى الأعلى...
لم أكن أدري أنّ النجوم أيضاً تصيبها العدوى فترسل حرّاسها باحثة عن نظرات ثاقبة
تحصيها وهي تعلم أنّها لا تعدّ ولا تحصى فقط طريقة لجذب النظر...
وكلّ هذا والسماء في حالة استقرار لم تعلن عن بدء أعمالها... فما أن احتدم الصراع
بين النجوم والبحر حتّى تدخّلت عناية السماء وببركة الله انهمر المطر فتنحت النجوم
جانباً والبحر على وسعه استعدّ لاستقبال الخير... وأنا المراقب لعوامل الطبيعة
أسبّح خالقي على كلّ النِّعم.
ميساء زغيب