نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تحقيق: إطلالة على مراكز الإمام الخميني الثقافية (بيروت - بعلبك - مشغرة)

إعداد: محمد ناصر الدين


مركز الإمام الخميني الثقافي هو أحد المراكز والمؤسسات التي ارتبطت باسم الإمام الخميني قدس سره في لبنان، ولخصوصية هذا المركز الثقافي والدور الذي يقوم به ولارتباطه باسم الإمام المقدس كان لا بد في هذا العدد الذي يتزامن مع ذكرى وفاة الإمام الخميني قدس سره الذي أحيا بفكره الإسلام وصحوة المسلمين من أن نُسلّط الضوء على المركز الذي أخذ على عاتقه نشر وحفظ التراث الفكري والعلمي لهذا الإمام العظيم ونهجه وخطه المتمثل اليوم بنهج وخط الإمام الخامنئي دام ظله لإثراء الفكر الإنساني به.

 وهذا التحقيق هو عبارة عن عرض لنشأة وتأسيس وأهداف وأقسام ونشاطات المركز في فروعه الثلاثة في حارة حريك (بيروت) وبعلبك ومشغرة (البقاع الغربي). وفي هذا التحقيق أيضاً التقينا سماحة السيد عيسى الطباطبائي رئيس جمعية الكوثر الخيرية وأحد أبرز المؤسسين لمراكز الإمام الخميني الثقافية في لبنان والداعمين لها والذي يُكرس جلّ وقته في دعم وإنشاء المراكز الثقافية وتنمية العمل الثقافي ليحدّثنا عن بعض الأمور المتعلقة بهذا التحقيق.

- النشأة:
كان عام 1991 عام انطلاقة المركز الرئيسي لسلسلة مراكز الإمام الخميني الثقافية وهو المركز الأول الذي تم تأسيسه ليتبوّأ موقعاً ريادياً على الساحة الثقافية اللبنانية ويصبح منبراً رائداً لكل النشاطات الثقافية والفكرية ومناراً لكل الأعمال التربوية الهادفة التي تساهم في بناء مجتمع إسلامي راقٍ وحضاري باستطاعته أن يلبي حاجات العصر ومتطلباته وأن يكون في خدمة الدين الإسلامي الحنيف مقدماً نموذجاً مثالياً في الدعوة والسير إلى اللّه عزّ وجلّ. وكان مركز الإمام الخميني الثقافي في حارة حريك بيروت ممهداً لإنشاء فرع آخر وافتتاحه في بعلبك في عام 1993 وفرع ثالث في مشغرة البقاع الغربي في العام 1998 ليكونوا ثمرة جهود هدفها إنشاء أربعة عشر فرعاً في كافة المناطق اللبنانية. وللإطلاع أكثر على النشأة والدوافع والتسمية والتجربة أجرينا مقابلة مع سماحة السيد عيسى الطباطبائي قبل الدخول إلى الأهداف والأقسام والنشاطات.

* كيف نشأت فكرة تأسيس مركز الإمام الخميني الثقافي، وما هي دوافع إنشاء هذا المركز؟
- في هذا العصر، عصر الظلمات والهيمنة الأمريكية وتأسيس الكيان الصهيوني وعصر التحدي للإسلام والمسلمين وفي الوقت الذي كان كل العالم جاهلاً لهذا التحدي وخطورة ذلك على الأمة الإسلامية بعث اللّه الإمام الخميني هذا المصلح العالمي حفيد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام (حسين العصر) وبتعبير آخر موسى الذي اختاره اللّه لنفسه وأرسله لفرعون هذا العصر، فلمسنا إرادة اللّه لإحياء المجد والعزة للأمة على يد الإمام رضي الله عنه فتمسكنا به واعتقدنا به إماماً وقائداً ومرشداً ومصلحاً عالمياً وكانت طروحاته طروحات الأئمة والرسول صلى الله عليه وآله والتزمنا بتوجيهاته فأتيت إلى لبنان أحمل هذا الهم وهذه الروح لأتمكّن كشخص مرتبط بالإمام من القيام بهذا الدور، وبناءً على تجربتنا وخبرتنا في الساحة اللبنانية كُلِّفنا بالعمل على تصدير الثورة وأفكار وطروحات وإرشادات الإمام إلى الناس بعد أن قدّمنا طرحاً للإمام فنظر نظرة أبوية إلى لبنان وشيعته ومستضعفيه وأرسل وفداً لدراسة الأوضاع وأعطى أوامره بالدعم وكنت أحد الأيادي التي تعمل في مجالات عديدة وتم تأسيس مؤسسة جهاد البناء ومؤسسة الشهيد ولجنة الإمداد ومؤسسة الجرحى وتأسيس مكتب وكلاء الإمام وبيت مال المسلمين، وبعد وفاة الإمام اقترحنا تأسيس تلفزيون المنار وأخذ اللّه بأيدينا وقام تلفزيون المنار، ثم تم تشكيل فريق لتشكيل مركز ثقافي وما يحتاجه من مكتبة وقاعات وصوتيات وغيرها لإحياء تراث الإمام من الكتب والمحاضرات في المرحلة الأولى، وخلال عام أُفتتح المركز متزامناً مع افتتاح تلفزيون المنار في نفس العام تقريباً وكان افتتاحاً موفقاً حتى يبقى ذكر الإمام موجوداً ويأخذ المركز على عاتقه أن يبث دائماً فكر الإمام وتعليماته وإرشاداته وكلام الإمام الخامنئي دام ظله. فالإمام هو الذي استنهض الهمم في لبنان ونلاحظ أثره في الأمة ومن حق الإمام علينا أن نحيي ذكره من خلال هذه المراكز الثقافية.

* لماذا اختيار اسم الإمام الخميني قدس سره لإطلاقه على هذه المراكز الثقافية؟
- مَنْ أحيانا من جديد وأعاد إلينا عزتنا وشرفنا وكرامتنا هو الإمام الخميني قدس سره من خلال فكره وجهاده ومواقفه العظيمة التي زلزلت أركان الاستعمار وقال بأنه إذا أردنا القضاء على إسرائيل فهذا ليس محالاً فإسرائيل وُجدت لتفنى على أيدي المجاهدين. ولا يمكن صناعة المجاهدين إلا من خلال فكر الإمام الخميني وروحه وإرشاداته، ونحن نرى آثاره في قلوب المؤمنين في كل العالم وينظرون له نظرة العظمة وإلى أمريكا نظرة الاستخفاف، فكان لا بد من التمسك بفكره وآرائه وكانت تسمية هذه المراكز باسم محيي الإسلام في هذا العصر ولتتشرّف باسمه قدس سره.

* ما هي أهم المشاريع التي قمتم بدعم إنشائها وكنتم من المؤسسين لها غير التي ذكرتموها في إجابتكم على السؤال الأول، وهل من مشاريع مستقبلية قيد الإنشاء؟
- أُكرّس عملي اليوم في دعم العمل الثقافي، كما أعتقد أن الحقوق الشرعية لا بد أن تُصرف بشكل متوازن على الحوزات العلمية وعلى المجاهدين لأنهم أبناء الإمام المهدي عجل الله فرجه والإمام الخميني قدس سره وقد أسّست لهذا الموضوع السنة الماضية "جمعية الكوثر الخيرية" لتزويج وإسكان شباب المقاومة الإسلامية وبعد فترة بسيطة سيتم تزويج دفعتين من المجاهدين وهكذا سنوياً، بالإضافة إلى تأسيس الحوزات العلمية ومنها الحوزة في بعلبك والتي لم تتوقف الدراسة فيها وهي الآن نواة جامعة يكون فيها عدة كلّيات من ضمنها كلية الشريعة. واليوم قد انتهى مشروع مستشفى الشهيد الشيخ راغب حرب الذي تعبت عليه وهو مشروع كبير لدعم الحالة الإسلامية يعود ريعه للمؤسسات ولشباب المقاومة وجرحاها وعوائل الشهداء و.. وسيُفتتح بعد شهرين بحضور رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك نحن بصدد إنشاء سلسلة مراكز الإمام الخميني الثقافية في الخيام وبنت جبيل والنبطية والصرفند وبرج قلاوية وعرمتى والبقاع الغربي وبعلبك والهرمل وغيرها. ومشروعنا هو أن يكون هناك أربعة عشر مركزاً ثقافياً باسم الإمام الخميني قدس سره وقد تم تقديم طلب ترخيص لهذه المراكز وهذا ما يشجّعني لتكريس عملي في تأسيس المراكز الثقافية.

* كيف تقيّمون تجربة إنشاء مراكز ثقافية ودورها في المجتمع؟
- إن ما يشجعنا على إنشاء فروع لمركز الإمام الخميني الثقافي هو الصدى العظيم للمركز الرئيسي وانجازاته، وساحتنا الإسلامية كانت تفتقد لمثل هذه المراكز ولولا عناية اللّه تعالى ودعاء الإمام قدس سره والإمام الخامنئي دام ظله لي بالتوفيق ورضاهما لم نحصل على ما حصلنا عليه وأسأل اللّه أن أكون وفياً لهذا الخط والنهج لتصب كل هذه الخدمات في التمهيد لدولة الإمام المهدي عجل الله فرجه، وهذه المراكز لم تؤسّس إلا على التقوى رغم ضآلة الإمكانات ولكنها تركت الأثر الكبير في نفوس المؤمنين. بعد أن عرض سماحة السيد عيسى الطباطبائي دوافع إنشاء وتأسيس المركز وتسميته ودوره في المجتمع وأهم المشاريع الثقافية التي أُنشئت أو هي قيد الإنشاء ندخل إلى مراكز الإمام الخميني الثقافية الثلاثة لنتعرّف إليها عن قرب:

- الأهداف:
1 - نشر الثقافة الإسلامية والمعرفة الدينية الأصيلة لمختلف الفئات.
2 - إثراء الفكر الإنساني بتحقيق وترجمة ونشر التراث الفكري والعلمي للإمام الخميني قدس سره والإمام الخامنئي دام ظله والثورة الإسلامية المباركة.
3 - جمع التراث الإسلامي وتوفير الكتب العلمية والمراجع والمصادر الفكرية وتسهيل الاستفادة منها للمؤسسات والأفراد.
4 - توثيق الروابط والعلاقات بين مختلف المراكز والجمعيات الثقافية.
5 - تدعيم ساحة المقاومة عبر تفعيل وتنشيط ثقافة المقاومة.

- أقسام المركز:
1 - قسم المكتبة العامة:
أ - المكتبة المقروءة: وتشتمل على الآلاف من عناوين الكتب الإسلامية والثقافية والعلمية والأدبية ومجموعة من المصادر والمراجع والموسوعات وغيرها من الكتب. ومجهزة بمقاعد وطاولات خاصة بالمطالعة وجهاز كمبيوتر مبرمج خصيصاً لتصنيف المكتبة وتسهيل عملية الاستفادة بأسرع وقت ممكن قاعة للأخوة وقاعة للأخوات.
ب - المكتبة المرئية السمعية: تحتوي على مئات أشرطة الفيديو والكاسيت والأقراص المبرمجة المشتملة على دروس حوزوية ومحاضرات دينية ودروس ثقافية متنوعة ونشاطات المركز المختلفة ويحتوي مركز الإمام (مشغرة) على أشرطة دروس التجويد وتعليم الخطابة تعليم قراءة العزاء وكل مكتبة مجهزة بأجهزة التلفزيون والفيديو.

2 - قسم حفظ ونشر آثار الإمام الخميني قدس سره:
يعمل هذا القسم على جمع وترجمة آثار الإمام وإجراء البحوث والتحقيقات حول هذه الشخصية الإلهية، ويجمع كل مؤلفات الإمام قدس سره والقائد دام ظله وما كُتب عنهما وحول الثورة الإسلامية، والآثار السمعية والبصرية، وجعله في متناول العموم من خلال المعرض الدائم والذي يحتوي آثاراً أدبية وفنية وفكرية.
3 - قسم العلاقات العامة: ويهتم بإقامة روابط وعلاقات مع مختلف المراكز والجمعيات الثقافية ومع الشخصيات العلمائية والمؤلفين وأساتذة الجامعات والمعاهد العلمية.
4 - قسم الإعلام والأرشيف: يهتم بحفظ وتسجيل وتوثيق أنشطة المركز المختلفة.
5 - قسم التأليف والترجمة: يعمل على تأليف وترجمة الكتب الثقافية الإسلامية خصوصاً المتعلقة منها بفكر الإمام الخميني قدس سره والإمام القائد الخامنئي دام ظله.
6 - قسم الكمبيوتر: وهو متوفر في فرعي بعلبك والبقاع الغربي ويحتوي على مجموعة من أجهزة الكمبيوتر لإقامة الدورات التدريبية وقد أقيمت عشرات دورات الكمبيوتر واللغات والفنون.
7 - قسم الأنشطة الثقافية: يعمل على نشر الثقافة الإسلامية وتعريفها للمجتمع وتفعيل الحركة الفكرية والعلمية في مستويات متنوعة ويحتوي على قاعات مجهزة لإقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات العامة والدورات الثقافية.
8 - غرفة الدروس الحوزوية للعلوم الدينية في فرع البقاع الغربي.

* أنشطة المركز الثقافية:

1 - إقامة لقاءات حوارية فكرية شهرية حول موضوعات معاصرة متنوعة ومتعددة.
2 - إقامة مؤتمرات وندوات ثقافية حول أفكار مطروحة على الساحة العالمية وشخصيات علمائية في التراث الإسلامي.
3 - إقامة دورات متخصصة في مجالات مختلفة مثل منهجية البحث العلمي وفن كتابة المقال وتحليل النص وفن الخطابة وإدارة الندوات وغيرها.
4 - إقامة مسابقات ثقافية وفكرية حول مناسبات معينة.
5 - إحياء المناسبات الإسلامية خصوصاً عاشوراء وشهر رمضان.
6 - تكريم شخصيات علمائية وفكرية معاصرة.
7 - تكريم الشهداء والجرحى في مناسبات محددة.
8 - برنامج المطالعة الحرة والذي يتضمن محاضرات حول أصول المطالعة ومناقشة كتاب كل شهر.
9 - نشر كتب ثقافية إسلامية خصوصاً حول فكر الإمام الخميني قدس سره.

وفي الختام يوجّه مركز الإمام الخميني الدعوة لإحياء الثقافة الإسلامية الأصيلة واعتبار هذا المركز منطلقاً لتحقيق الأهداف الكبرى لمصلحي التاريخ أنبياء اللّه وأوصيائهم. لا سيما محمد صلى الله عليه وآله وآله الأطهار والعلماء الرساليين وفي مقدمتهم مفجر الثورة الإسلامية المباركة الخميني العظيم والإمام الخامنئي دام ظله.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع