"نبارك هذه الخطوة الواجبة واللازمة والمجاهدة لبدء أعمال هذا المعهد المسمى باسم كبير للزهراء عليها السلام، اسم سيدة نساء العالمين، وأن يوفق اللَّه عزّ وجلّ لأداء المهام والتكاليف الملقاة على عاتق هذا المعهد وأن يحقق اللَّه عزّ وجلّ على أيدي أخواتنا العزيزات كل الطموحات والأهداف المنشودة في تأسيس معهد ثقافي في مثل هذه المنطقة وفي مثل هذه المرحلة".
بهذه الكلمات بارك سماحة أمين عام حزب اللَّه السيد حسن نصر اللَّه، افتتاح معهد سيدة نساء العالمين عليها السلام الثقافي منذ ست سنوات وبتاريخ 5 12 1995م، ليبدأ مسيرته الطامحة مرتكزاً على نهج الإمام الخميني قدس سره دليلاً وهادياً لفهم الإسلام المحمدي الأصيل محدداً هدفين أساسيين يسعى إلى تحقيقهما:
الهدف الأول: تعريف الشريحة النسائية بالإسلام الأصيل والاعتقاد به كمنهج متكامل يقود البشرية إلى الكمال المنشود. أما الهدف الثاني: إعداد كادر متميز يحمل همّ نشر الإسلام والدفاع عنه من خلال مختلف الوسائل والمجالات المتاحة. من أجل تحقيق هذين الهدفين، توجه المعهد ببرامجه المختلفة إلى مختلف أنماط الشرائح النسائية من عمر سبع سنوات حتى بقاء القدرة على التعلم، سواء كنّ طالبات مدارس، مهنيات، معاهد متخصصة أو جامعات، عاملات، أمهات أو زوجات. وقسمت أنماط الدراسة إلى ثلاثة: الدراسة العامة، الدراسة التخصصية والأنشطة العامة لتتمكن أي راغبة بتحصيل المعرفة من الانتساب إلى أحدها واكتساب ما تبتغيه وبالقدر الذي تستطيعه.
الدراسة العامة: وتضم أربعة مستويات متدرجة من الدراسة الممنهجة لعلوم ومعارف الإسلام تبدأ من المرحلة الابتدائية وتنتهي بمقدمات الدراسة التخصصية، كما يمكن للطالبة أن تختار بين أن تنهي المستوى الواحد في فصل دراسي واحد أو أكثر، بحيث تعتمد نظام المواد الذي يخولها الانتساب لدراسة المواد المعتمدة في كل مستوى على مراحل، وذلك طبعاً ضمن بعض الشروط والخيارات المدروسة. أمّا الدراسة التخصصية: هدفها إعداد أخوات للدعوة إلى الإسلام ونشره ومواجهة التحديات التي تواجهه وذلك من خلال عملهن إما في المعهد كمدرسات أو مشرفات وغير ذلك أو في الساحة الإسلامية وبين أفراد المجتمع، وتنقسم الدراسة إلى دائرتين:
الدائرة الأولى: يتم فيها إعداد مبلغات يمتلكن مؤهلات عالية لتبليغ الإسلام ونشره بالوسائل الممكنة لنشر الثقافة عبر تأليف الكتب وكتابة المقالات، إعداد البرامج الثقافية الدينية أو من خلال إجراء المقابلات الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى التعرف على وسائل إعداد هذه النشاطات وامتلاك المهارات اللازمة لتطبيقها. وتتنوع مواد هذه الدائرة لتشمل العلمية التي تتضمن دراسات وأبحاث معمقة في العلوم الإسلامية (عقيدة، أخلاق، فقه، سيرة، قرآن)، ومواد تطبيقية تتضمن (فن الكتابة، فن التدريس، فن الإدارة، سياسة، تربية وتعليم، الإشراف، خطابة ومناظرة، ترجمة لغات إعلام، كمبيوتر...). أما الدائرة الثانية فيتم فيها إعداد متخصصات في علم أو أكثر من العلوم الإسلامية (العقيدة الإسلامية، الفقه والشريعة، السيرة والتاريخ، القرآنيات، السياسة، التربية والتعليم)، وذلك بحيث تصبح الطالبة مؤهلة لتكون مصدراً مهماً في مجال اختصاصها على صعيد البحث والتنقيب والتدريس والتأليف مع ما يلزم ذلك من برامج علمية دقيقة متخصصة وبرامج تطبيقية مساعدة. ويحتاج هذا النوع من الدراسة إلى متابعة منتظمة للمواد والبرامج المطروحة، وتستطيع أن تنتسب إليه من نجحت في امتحان المستوى النهائي في الدراسة العامة أو امتحان التقييم العام الموازي له.
الأنشطة العامة: وهدفها مساعدة الطالبات وفق قدراتهن العلمية ورغباتهن بامتلاك معارف إسلامية مهمة بطريقة مرنة من خلال برامج وأنشطة متنوعة ومتكاملة ضمن مدة زمنية متفاوتة يمكن أن تتراوح بين يوم واحد ودورة مدتها سبعة أشهر، وتضم هذه الأنشطة مواضيع ومواد مختلفة من:
- تربية اجتماعية وأسرية، سياسة، مناقشة كتب.
- سلسلة محاضرات (ثقافية عامة، سياسية، اجتماعية، تربوية) يلقيها ثلة من العلماء والمختصين.
- سلسلة دروس متخصصة متفرقة (عقائدية، أخلاقية، فقهية، تاريخية...).
- برنامج قرآني (تفسير، حفظ وتجويد).
- نهج البلاغة (شرح وتدبر معان وحفظ خطب مختارة).
- برامج إعدادية تأهيلية وتعتبر من البرامج التأسيسية وهي تضم:
- دورات صيفية للفتيات والناشئة من عمر سبع سنوات إلى عمر أربع عشرة سنة، وتتناول مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تجذب هذه الأعمار وتساعد على إيصال المفاهيم الإسلامية لهن، وذلك من خلال: برامج مفاهيم عامة ومجموعة نوادٍ للهوايات والمواهب المختلفة والأنشطة المتنوعة من مسرح، بيئة وزراعة، رياضة، أنشطة يدوية ورسم، تأليف وكتابة، خطابة ومناظرة، كمبيوتر، قرآن كريم، أهل البيت عليهم السلام، تصوير، تحرير وصحافة، موسيقى وأناشيد ولغة فارسية، وتستمر هذه الدورات لمدة شهر ونصف خلال فصل الصيف.
إلى جانب ذلك هناك دورات في:
- تعليم اللغة الفارسية.
- التوجيه الثقافي والتربوي.
- الرسم، الخط، التخطيط والكمبيوتر.
- التجويد وحفظ القرآن.
"وما كان للَّه ينمو"، فبعد أن انطلق المعهد بمركز واحد متواضع، توسع وأصبح له ثلاثة فروع: فرع رئيسي في مجمع القائم عجل الله فرجه الشريف الثقافي، الرويس وفرع ثان في مجمع خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله الثقافي، النويري وفرع ثالث في حارة حريك. وكان ذلك نتيجة الاستقطاب والنجاح الهائل الذي لاقاه المعهد، حيث وخلال مسيرة ست سنوات انضم إلى المعهد حوالي 2500 طالبة التحقن في صفوفه الدراسية المختلفة وكن من مختلف الشرائح العمرية حيث تراوحت أعمارهن بين خمس عشرة سنة وخمسين سنة، تراوحت نسب نجاحهن بين 80% و100%، تصدى لتدريسهن ما يقارب مئتي مدّرس ومدّرسة، فضلاً عن الفريق الإداري الذي واكب هذه الدورات والذي بلغ مجموعه التقريبي مئة أخت توزعن بين عاملات ومتطوعات في المعهد. أما بخصوص دورات الفتيات الصيفية والتي لاقت النجاح والاستحسان. فقد بلغ إجمالي عدد المشاركات فيها على مدار خمس سنوات 600 فتاة تولى تدريسهن مجموعة من المختصات في كافة مجالات النواحي المطروحة بالإضافة إلى فريق من المشرفات والمربيات. واليوم وبعد مسيرة ست سنوات من العمل والجهد المتواصل، نقف بين ما أنجز وبين آمالنا وطموحاتنا، نتزود من التجارب السابقة بتحديد ما هو أفضل للمضي قدماً نحو غد زاهر بتعاليم الإسلام وننضم وكل المخلصين إلى مسيرة طلاب المعرفة الناذرين أنفسهم لخدمة هذا الإسلام العزيز، لمعرفته وتعريفه لعشاق الحقيقة وطلاب المعرفة وللدفاع عنه وهي مهمة أمرنا بها الإمام الخميني قدس سره وبيّن نتائجها بالقول: "لو كشف النقاب الذي وضعه أعداء الإسلام أمام العالم أجمع وأصحاب الفهم المعوج وظهر للأصدقاء بجماله البديع الذي دعا إليه القرآن والسنة على جميع الصعد لعمّ العالم".
آملين أن يقع عملنا موقع القبول والرضا لدى إمام زماننا ومنتهى آمالنا الحجة المهدي عجل الله فرجه.