إعداد: ايفا علوية ناصر الدين


* المؤلف: الشيخ علي حسن طه‏
الناشر: دار الهادي‏
ارتكب الكيان الصهيوني منذ وجوده الكثير من الجرائم والمجازر والاعتداءات البشعة بحق الإنسانية والتي أظهرت الصورة الحقيقية للعنصرية الصهيونية اليهودية وممارساتها الوحشية التي ترتكز على خلفيات دينية وتاريخية اعتمد عليها الصهاينة للقيام بالأعمال الإرهابية، حيث يشكّل الفكر الصهيوني اليهودي المنبثق من التعاليم والمعتقدات التي يتمسكون بها منبعاً لكافة المواقف والقرارات والخطط والاستراتيجيات التي يقوم بها القادة الصهاينة على كافة المستويات وخصوصاً على الصعيد السياسي والعسكري. يركز الكاتب في مضمون الكتاب على مفهوم الصهيونية اليهودية التي تختلف تماماً عن اليهودية التي هي أحد الأديان السماوية الثلاثة والتي تُنظم العلاقة مع أتباعها على أساس الاحترام لشعائرهم وعباداتهم وعاداتهم ما داموا يعيشون في مجتمعاتنا بسلام لا يريدون بغياً في الأرض ولا فساداً.

* الصهيونية والأديان الثلاثة
ينطلق الكاتب في الفصل الأول ليؤكد على فكرة التكامل بين الأديان السماوية الثلاثة: الإسلام، المسيحية واليهودية، باعتبارها سلسلة واحدة متعددة الحلقات إلا أنها متكاملة في أهدافها والغايات، ويناقش بعض الإشكاليات المتعلقة بهذا الموضوع مشدداً على ضرورة التفريق بين الدين والطائفية لأن الطائفية بشكليها الديني والمدني تشكل الخطر الحقيقي على الدين وهي التي تمزق وحدة الشعب وتفرقه. وفي القسم الثاني من هذا الفصل يتولى الكاتب تحديد موقع الصهيونية في إطار الطرح التكاملي للأديان فيرى أن الكلام عن تكامل الأديان التوحيدية ينطبق على من التزم بعقيدته اليهودية وهو الأمر الذي أصبح نادراً بعد تأسيس الكيان الصهيوني فقد تصهينت اليهودية ومارست عنصرية ضد المسلمين والمسيحيين واحتلت الأرض ودنست المقدسات وعمدت إلى استغلال المشاعر الدينية عند الغالبية العظمى من اليهود في العالم. وهنا يبدأ الكاتب بحثه في الخلفيات الدينية والتاريخية للعنصرية الصهيونية مثبتاً أن ما تفعله إسرائيل الغاصبة اليوم في لبنان وفلسطين وغيرهما إنما هو قراءة صهيونية لما جاء في توراتهم المحرَّفة وتلمودهم ويعرض للعديد من نصوصها التي تظهر حقد الصهاينة وأطماعهم وحقيقة معتقداتهم التي تركز على القتل والعدوان والإفساد وعدم الرحمة إضافة إلى ذكر بعض فتاوى ومواعظ الحاخامات التي تنم عن العداء الكبير للشعوب الأخرى واحتقارهم لها.

* الصهيونية والموقف الأمريكي‏
يتضمن الفصل الثاني وقفة نقدية مع كتاب "الأصولية الإنجيلية أو الصهيونية المسيحية والموقف الأمريكي" حيث يعمد الكاتب إلى مناقشة بعض الأمور والتفاصيل التي يشتمل عليها الكتاب المذكور واقفاً عند بعض المصطلحات المستخدمة واضعاً بعض الملاحظات على أقسام الكتاب من حيث كونها دراسة في عنوانين مهمين وهما: الصهيونية المسيحية الأوروبية والصهيونية المسيحية الأمريكية، ويهدف الكاتب من خلال وقفته النقدية مع هذا الكتاب مع تأكيده على الجهد المبذول النافع للتدليل على خطر الصهيونية وممارساتها الحاقدة على البشرية الإشارة إلى أن قلة الاستنتاجات والتوجيهات جعلت الهدف المرسوم غير متحقق بدرجة كافية.

* القدس لنا
يؤكد الكاتب على أن القضية المحورية والمركزية للأمة هي قضية القدس وفلسطين وذلك لأن منطلقات المسلمين وثوابتهم الفكرية والعقيدية والسياسية تؤمن أن وجود الكيان الصهيوني وجود غصبي للأرض والمقدسات وهو عامل تفتيتي لوحدة الأمة وهذه الغدّة السرطانية في قلب العالم العربي والإسلامي والتي لن تتخلى عن مشروعها "إسرائيل الكبرى" لا حل لها إلا باستئصالها ورجوع الأرض إلى أهلها وعودة القدس الشريفة. في الفصل الثالث يخصص الكاتب صفحات عديدة للحديث عن أهمية القدس وعظمتها ويبين عقيدة اليهودي حسب ما جاء في التوراة المحرّفة بأن إسرائيل وهو يعقوب قد صارع اللَّه وغلبه عندما هاجر إلى أرض كنعان في فلسطين. ويتعمق الكاتب هنا في استكشاف مرتكزات وعناصر الشخصية اليهودية حسب التلمود وتحليل سيكولوجيا السياسة الإسرائيلية مرفقاً البحث باعترافات صهيونية. هذا الكتاب الذي يقع في 175 صفحة من الحجم الكبير يتضمن الكثير من الشواهد والنصوص التي يوردها الكاتب للتأكيد على ما يهدف إليه في بحثه المتعلق بالخلفيات الدينية والتاريخية للممارسات العنصرية للكيان الصهيوني والذي حاول ايصاله إلى القارى‏ء بأسلوب يخلو من التعقيد ومضمون يشتمل على الدقة والموضوعية.