نبيلة حمزي


"طفل في المنزل" عبارة معناها عند الأهل "بذل الكثير من الجهد للحفاظ على سلامته". هذه المسؤولية تقع على عاتق الأمّ، في الدرجة الأولى، لأنّها المعنيّ الأول بتربية الطفل في سنواته الأولى، وهي أكثر أفراد الأسرة بقاءً قربه.

* المكتشف الصغير
يعتبر المطبخ وأدواته أوّل المصادر التي تهدّد حياة الطفل نظراً إلى حبّ وولع الطفل، دون الخامسة، في اكتشاف كلّ ما حوله خلال هذه المرحلة، حيث يكون مع الأم في المطبخ لوقت طويل.

وفي العديد من الإحصاءات العالميّة والمحليّة أكّد الخبراء أنّ أكثر من 70 % من حالات وجود الأطفال في المستشفيات تكون نتيجة الحوادث المنزلية عند أطفال في عمر أقل من 7 سنوات، ما يفرض على الأهل الانتباه الشديد والعناية الخاصّة بأطفالهم.

* خطواته الأولى والخطر!!
يحتاج الطفل خلال سنواته الأولى إلى درجة كبيرة من الحماية عن طريق مراقبة جميع حركاته، فعندما يبدأ بالزحف يُخشى عليه من لَمْس مخارج الكهرباء، أو تناول المواد الكيماويّة المستعملة للتنظيف في المطبخ أو أدوات الخياطة أو النباتات المنزليّة التي تحتوي على أوراق سامة.
أما مرحلة خطواته الأولى فلها أخطار أخرى كالحروق بالسوائل الساخنة، والرضوض الناجمة عن سقوط الطفل أو خطورة انزلاقه، وارتطام رأسه بالأرض عند سقوطه.

* خطر الانزلاق.. وارد دائماً
قد تتفاجأ الأم بانزلاق الطفل من سريره أو من عربته أو من مقعد عال، أو عندما تحمله بين ذراعها، أو عندما تترك الأم الطفل في مكان تتصوّر أنه آمن وتذهب لإتمام عمل ما، مثلاً، فيسقط الطفل أثناء تلك الفترة.
لكن معظم حالات الانزلاق والتعثر تكون سليمة وغير مثيرة للقلق إذا اصطدم جزء من جسده بجسم مرن غير قاسٍ.

أما حالات الانزلاق التي يتلوها فقدان الوعي أو حالات السقوط من مكان مرتفع أكثر من 80 سم، فهي تستدعي الفحص من قبل طبيب الأطفال، مضافاً إلى إجراء أشعّة لرأس الطفل، لأنّ حوادث انزلاق الأطفال من أهمّ أسباب حدوث نزيف المخّ حال اصطدام الرأس. هنا، يجب عدم التهاون بالحالة، لأنه من المحتمل أن يسبِّب ذلك نزيفاً داخليّاً للطفل.

* كيف نتصرّف؟
في حالة وجود ألم، يستدعي ذلك عدم تحريك الطفل كثيراً، بل محاولة تثبيت الجزء الذي اصطدم بالأرض: قدمه، ساقه، يده... وربطه بمرونة بعصا مثلاً، حذراً من وجود شقّ أو كَسر في عظامه، لكي لا يزداد الوضع سوءاً ريثما يتمّ نقله إلى الطبيب.

هذا وتعتبر حوادث انزلاق الأطفال داخل المنزل من أكثر أسباب وفاة الأطفال أو إصابتهم بالكسور والرضوض، وغالباً ما تقع نتيجة لعدم الاهتمام والإهمال أو بسبب انشغال الأم والأب معاً. لذا، ينصح باتخاذ العديد من الاحتياطات المشدّدة، منها، مثلاً:
1. بإمكان الأطفال ارتداء الجوارب في البيت بعد وضع لصقات مانعة للانزلاق في أسفلها.
2. تجفيف الأرض المبلّلة في كافة أرجاء المنزل، على الدوام، خصوصاً في المطبخ والحمامات.