تحقيق: ريان سويدان


إنشاء جامعة تقدّم التسهيلات للطالب، وتساعده في تذليل العقبات التي تقف عَثرة أمام تقدّمه العلميّ والقيميّ كان الدافع الأساس وراء افتتاح جامعة المعارف في 2015. تحدّثنا مع طلّابها والتقينا رئيس الجامعة للتعرّف إلى ما يميّزها عن الجامعات الأخرى وانتهينا إلى التقرير التالي.

* نموذج متميّز
"لا يعاملون الطالب كمجرد طالب فقط، بل يعملون على رفع مستواه ومساعدته وتأمين كلّ التسهيلات من أجل راحته في الجامعة والاستماع لشكاواه". هذا ما عبّرت عنه الطالبة فاطمة من كلية الإعلام في جامعة المعارف، وهو رأي أغلب الطلّاب في هذه الجامعة.

وعن تقنيّات الدراسة قالت إنّها "تتميّز بالتطوّر والسهولة، وهذا يؤثر إيجاباً في نفسيّة الطالب أثناء الدراسة وفي تحفيزه على الدرس، ومن ناحية اللغات تعمل الجامعة على تعزيزها من خلال التواصل الشفهيّ وليس الكتابة فقط".

أما عليّ (20 عاماً، اختصاص ترجمة ولغات في الجامعة) فيعتبر أنّ "جامعة المعارف تأسّست لتقدّم نموذجاً بعيداً عن بقيّة الجامعات، خصوصاً في لبنان. فهنا تحدٍّ قِيَميّ - أخلاقيّ قبل التحدّي العلميّ". أما من ناحية مستوى الجامعة العلميّ فيقول عليّ إنّ "هناك عملاً جيداً ودؤوباً لتطوير المستوى العلميّ، كما نلحظ مرونة في التعاطي مع الطلّاب ولكن مع الالتزام بالمواعيد، والمحافظة على النظام".

* جامعة المعارف للجميع
للتعرف أكثر إلى جامعة المعارف كان لنا وقفة مع رئيس الجامعة الدكتور محسن صالح الذي أحاطنا بالمعلومات الوافية عنها ولا سيّما: ظروف إنشائها- الكليّات والاختصاصات - نظام التدريس- الأساتذة- الأقساط.

لمعتْ فكرة إنشاء جامعة المعارف منذ ثمانينات القرن الماضي، عَبر التعبئة التربوية، وكان ملخّص الفكرة: إنشاء جامعة تختلف من حيث المنهجيّة عن الجامعات الأخرى، وتستوعب الطلّاب الذين يواجهون ظروفاً تعرقل دخولهم إلى الجامعات في لبنان. خاصّة، بعد كثرة القيود والموانع التي تحول بين الطالب والدخول إلى الجامعة اللبنانية، مثلاً: كليّة الهندسة، وكليّة إدارة الأعمال حيث يقبلون عدداً محدوداً من الطلاب. أضف إلى ذلك امتحانات الدخول في كافة المراحل وحتى الماجيستير والدكتوراه. وهذا يمنَع بعض الطلّاب من إكمال تعليمهم، خاصّة الذين لديهم أوضاع ماليّة صعبة...

بعد عام 2000م، منحت الفرصة للحيازة على ترخيص للجامعة من الدولة اللبنانية. طبعاً كانت هناك عراقيل سياسية، أخّرت وجود الجامعة بعد تحرير عام 2000م. وقد تمّ الحصول على الترخيص الرسميّ للجامعة من وزارة التربية والتعليم العالي أواخر عام 2011م. وحصل أيضاً تأخير في تطبيق هذا الترخيص حتّى الآن بسبب الظروف المحلية والاقتصادية للبلد، مضافاً إلى مسألة مهمَّة أيضاً، أن جامعة المعارف تحرص أن يكون لديها المستوى التعليميّ المطلوب.

* الاختصاصات العلمية
أنشأت جامعة المعارف ثلاث كليّات:
1- كليّة إدارة الأعمال:
- الموارد البشريّة.
- العلوم الماليّة والمصرفيّة.
- المحاسبة.
- الاقتصاد.
- الإدارة (إدارة المؤسّسات الصغيرة والمتوسطة).
- نَظم المعلومات والأعمال.
- إدارة الأعمال الدوليّة.
- التسويق.

2- كلية الأديان والعلوم الإنسانية:
- العلوم الإسلامية.
- الفلسفة وعلم الكلام.
- علوم القرآن والحديث.
- التاريخ والحضارة المقارنة.
- الترجمة واللغات.
- الأديان المقارنة.

3- كلية الإعلام والفنون:
- الإذاعة والتلفزيون.
- الصحافة المكتوبة والإلكترونية.
- العلاقات العامة والإعلان.
- علوم الاتّصال.

* نظام التدريس
تعتمد الجامعة نظام الفصول والوحدات الدراسيّة، حيث يتوزّع نظام الدراسة على ثلاثة فصول (خريف، ربيع وصيف) ونظام الوحدات الذي يسمح للطلّاب بتسجيل عدد محدّد من الوحدات سنوياً.

* المنهجية
تنتهج جامعة المعارف منهجيّة جديدة في التعاطي مع الطلّاب: تنظّم امتحان دخول أو امتحان أهليّة إذا جاز التعبير، ويُمتحن الطالب باللغتين العربيّة والإنكليزيّة والرياضيّات ليُقيَّم وليس ليُرفض.. ويحدّد له المستوى الذي يليق به لناحية إعطاء الدروس التي تجعل كل طالب في المستوى الأكاديمي المناسب...

* المستوى العلميّ
تأخذ الجامعة بعين الاعتبار كافة المستويات العلميّة للطالب، فتساعد الطالب الضعيف؛ إذ تلزمه بدروس في المقدّمات المطلوبة للمستوى المطلوب، وتسعى فعلياً لتخريج طلّاب لديهم الكفاءة والقدرة والمتطلبات العقلية لمواجهة القضايا الحياتيّة والمصيريّة بوعي ومعرفة..

وعلى صعيد المستوى العلميّ للأساتذة الذين تستقبلهم الجامعة للتدريس، يجب أن يكون الأستاذ مختصّاً بالمادة التي يدرّسها وحائزاً، على الأقل، على ماجيستير والخبرة اللازمة للتعليم.

* الأقساط
يعتمد نظام التدريس في جامعة المعارف على "نظام الأرصدة"، ويحدّد القسط بحسب عدد الأرصدة التي يأخذها الطالب في كلّ فصل دراسيّ؛ فكلّ مادة تتألف من ثلاثة أرصدة، ويتراوح سعر كل رصيد بين 80$ و150$، ويتوجب على الطالب إنهاء 33 مادة من أجل الحصول على شهادة الإجازة.

على صعيد التسهيلات تراعي الجامعة المستوى المعيشيّ لأهالي الطلّاب وتقوم باستقبال طلبات المساعدات والمنح أو تخفيضات بالأقساط. وبالتالي تسعى لكي يشعر الطالب بأهميّة الدرس والاجتهاد لزيادة علمه ومعرفته، وبالتالي تكون الجامعة فعلياً هي تلبية لحاجة اجتماعية علمية ثقافية وتسعى لكي تملأ فراغاً موجوداً من حيث الاهتمام بالطالب والاهتمام بمستواه ومصيره العلمي.

* شروط المنتسبين
الطلّاب الجدد الحائزون على شهادة البكالوريا اللبنانيّة الرسميّة أو ما يعادلها، عليهم تقديم طلب على موقع الجامعة على الإنترنت، قبل الذهاب إلى مبنى الجامعة، مصطحبين معهم المستندات المطلوبة. أمّا المنتسبون من غير اللبنانيّين فهناك شرط واحد وهو أن تكون أوراقهم الثبوتيّة والعلميّة مناسبة للدخول، أي شهادة الثانويّة العامّة، بحسب تسمية البلد وتكون معادَلَة من الجهات الرسميّة.

وفي الختام، لفت عميد الجامعة الدكتور "محسن صالح" إلى أنّ الأولويّة في الجامعة، لمستوى الطالب وكفاءته العلميّة، فإذا رسب الطالب ليس بمقدور أحد أن ينجّحه أو أن يعطيه شهادة، وحتّى الأستاذ فإنّه يتحمّل المسؤوليّة في إعطاء الدروس في الشكل المطلوب منه، أيضاً.

تسعى جامعة المعارف لأن تكون لديها في المستقبل مساحات للعمل، وكذلك تسعى لأن تكون لديها فروع في مختلف المناطق اللبنانيّة في وقت لاحق.