مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القراء: الإمام الصادق عليه السلام ملهم العلوم


نانسي عمر

هو الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، الإمام السادس من أئمّة أهل البيت عليهم السلام. وُلد سنة 83هـ واستشهد سنة 148هـ. إمام العلم بكل ما تحويه كلمة "العلم" من معنى، فهو الذي وضّح للناس الطريق الصحيح الذي كاد أن يختفي طيلة سنين، وبذلك حمى الأمّة الإسلاميّة من حمّام دمٍ كاد أن يقع بعد الانتقال الدمويّ للسلطة من الأمويّين إلى العباسيين، فكانت الأمّة، وهي بتلك الحالة الحرجة، تستغيث به، ناهلةً من علمه، تاركةً الفتنة مع مفتعليها، وهذا يدلّ على مستوى الوعي الذي نشره الإمام الصادق عليه السلام.

*طاقة فكريّة
يعتبر الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام صاحب مدرسة علميّة في العالم الإسلاميّ بعد الإمام عليّ عليه السلام، فهو صاحب أكبر مدرسة؛ بل جامعة خرّجت حوالي الأربعة آلاف، ممّن تتلمذوا على يديه، فدرسوا الكيمياء والفيزياء والرياضيات والفلسفة والفقه والفلك والآداب العامّة. وقد دار نشاط الإمام الصادق عليه السلام العلمي حول محورين أساسيّين، هما: حماية العقيدة الإسلاميّة من التيارات العقيديّة، والفلسفيّة، والإلحاديّة التي قويت في عصره، ونشر الإسلام وتوسيع دائرة الفقه والتشريع، وتثبيت معالمهما وحفظ أصالتهما.

*تلامذة الإمام الصادق عليه السلام
تلامذة الإمام الصادق عليه السلام يذكرهم التاريخ حتّى اليوم، ومنهم أبو حنيفة النعمان، مالك بن أنس، سفيان الثوريّ، أحمد بن حنبل ومحمد بن إدريس الشافعيّ وغيرهم من الذين تركوا آثاراً كثيرة في تاريخ العلوم.

وخدمات الإمام الصادق عليه السلام العلميّة في مجال التفسير والحديث والفقه لا يمكن حصرها، فقد تمكّن من تخريج علماء كبار في علوم الكلام والفلسفة والمناظرة، والذين كان من بينهم: هشام بن الحكم الذي ترك وراءه خمسة وعشرين كتاباً.

يقول مالك بن أنس، وهو إمام آخر من أئمّة المذاهب الأربعة وأحد تلاميذ الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "كنت غالباً أدخل على الإمام الصادق عليه السلام، فكان إمّا مصليّاً أو قارئاً القرآن الكريم. ولم ترَ عينٌ مثله، ولم تسمع أذن بمثله، ولم يخطر على بال أحد أن يكون هناك أوسع علماً وأكثر عبادة وزهداً منه".

*جابر معلّم الكيمياء
ولكنّ أبرز طلاب الإمام عليه السلام هو أبو عبد الله جابر بن حيّان بن عبد الله الأزديّ، معلّم الكيمياء، والذي نسب إليه علم الجبر في الرياضيات (algebre). وهو عالم عربيّ، يشير معظم المصادر إلى أنّه ولد في مدينة طوس في خراسان في إيران.

وجابر بن حيّان من أعظم علماء القرون الوسطى، فقد لُقّب بأبي الكيمياء، وعرف عند الأوربيين في القرون الوسطى باسم Geber. ويذكر أن جابراً أُرسل إلى الجزيرة العربية بعد وفاة والده، وكان حينها صغير السنّ، حيث انضمّ إلى حلقات الإمام جعفر الصادق، ودرس القرآن والرياضيّات. وقال الحومانيّ: استخراج المعلوم من المجهول له علم خاصّ سمّاه علماء الغرب (علم الجبر) اشتقّوه من اسم جابر بن حيّان، لأنّه أوّل من وضع هذا العلم نقلاً عن معلّمه جعفر الصادق. وبهذا نجد أنّ جابر بن حيان تلقّى علومه الشرعيّة واللغويّة والكيميائيّة على يد الإمام جعفر الصادق عليه السلام، مخرِّج العلماء والمبدعين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

لبنان

محمد كاج

2024-02-21 17:39:48

السلا على الإمام الصادق