تحقيق: هبة يوسف عبّاس
هي فعل إيمان وجهاد. وعلى الرغم من الحرمان والإمكانات
الاقتصاديّة الصعبة كبرت ونمت فكانت الظهير والسند لمن يحمون الأرض والعِرض ولمن
يقاومون ويجاهدون بأنفسهم وأرواحهم . إنّها هيئة دعم المقاومة الإسلاميّة التي ما
زالت تدعم العمل المقاوم والمقاومين. وللوقوف على أهميّة الهيئة وعملها ومدى تجاوب
الناس معها ومع مشاريعها كان لـ"بقيّة الله" مقابلة مع عضو الهيئة الإداريّة ومدير
مديرية العلاقات المركزيّة السيّد قاسم طويل، ومديرة مديريّة الأنشطة النسائيّة على
صعيد لبنان الحاجّة أمّ مهدي بدر الدين.
*يضحّون بأرواحهم لأجلنا
بدايةً جالت "بقية الله" على عدد من الناس لمعرفة آرائهم المختلفة حول هيئة دعم
المقاومة ومدى استمرار التزامهم بدعمها. الحاجّة أمّ سمير أبدت التزامها المطلق
بالتبرّع للمقاومة عبر "قجّة المقاومة" منذ أن وجدت، وتقول: "إن لم أتبرَّع بالمال
لمن يدافعون عنّا بأرواحهم وأجسادهم ويقدّمون عمرهم وحياتهم من أجلنا لنعيش بأمان
فلِمَن أتبرَّع إذاً؟".
من جانبه أكّد الحاج أبو حسين أنّ المقاومة بحاجة إلى دعم دائم طالما هناك مخاطر
وعدوّ يتربّص بلبنان والمنطقة العربية ككلّ، مضيفاً: "تبيَّن أنّ المقاومة، بدروها،
أثبتت أنّ هذا الدعم يؤتي ثماره؛ لأنّها دائمة الحضور والجهوزيّة عدّة وعديداً لكلّ
المخاطر التي تحدق بالمنطقة".
*ضرورة بقاء هيئة الدعم
هذه الآراء على اختلافها نقلتها "بقيّة الله" إلى عضو الهيئة الإداريّة ومدير
مديريّة العلاقات المركزيّة لهيئة دعم المقاومة السيّد قاسم طويل الذي ردَّ على
تساؤلات الناس موضحاً أنّه وبعد تحرير سنة 2000 قدَّر البعض أنّ الزخم بالتبرّع
سيتلاشى إلّا أنّ هذه المخاوف والتساؤلات تلاشت بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله
سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله) ضرورة بقاء هيئة الدعم حتّى لو أنتجت أربعين
بالمئة من إنتاجها السابق. وأضاف السيّد قاسم: "الآن، وبعد مرور 15 عاماً على هذا
الرأي السديد، نرى أنّ الوضع الماليّ لهيئة الدعم يتقدَّم بحيث تكون كلّ سنة أفضل
من سابقاتها".
*البداية جهد فرديّ
وبالعودة إلى ذكريات انطلاقة هيئة دعم المقاومة أشار السيّد قاسم إلى أنّ البداية
كانت عام 1985 بعد الإعلان عن عمليّات المقاومة التي كانت سريّة حتّى ذلك العام،
وكان عمل هيئة الدعم يتمّ بجهد فرديّ بين حيّ وآخر دون تنسيق أو تنظيم. وبقيت هذه
الحماسة حتّى عام 1986 حيث دفعت الأحداث في تلك الفترة الكثيرين من المتحمّسين
للحالة الإسلاميّة للتنادي لاجتماع واسع تأييداً لحزب الله والمقاومة، وسُمّي
التجمّع آنذاك "هيئة تجمّع أهالي الضاحية"، وكان من ضمن أهدافه جمع التبرّعات
للمقاومة الإسلامية، وصولاً إلى العام 1991 حيث حصلت الهيئة على ترخيص من وزارة
الداخليّة.
*نشر ثقافة المقاومة
إنّ هيئة الدعم تحمل على عاتقها موضوع نشر ثقافة المقاومة في المجتمع، بالإضافة إلى
موضوع تأمين الدعم الماديّ لها، ما يساعد على استمراريّة هذه المقاومة وروحها
وثقافتها مع الأجيال القادمة. وفي هذا الإطار لفت السيّد طويل إلى أنّ هيئة الدعم
تعمل على تربية الناشئة والمجتمع على مفاهيم عديدة منها: من جهَّز غازيّاً فقد غزا
-الجهاد بالمال واجب- جاهدوا بأموالكم وأنفسكم، وتقوم بالعمل على هذه المفاهيم عبر
مشاريعها المختلفة مثل: اقتل عدوّك بثمن رصاصة، أي ألف ليرة، أو عبر منشوراتها.
وبالحديث عن مشاريع هيئة دعم المقاومة لفت السيّد قاسم إلى عدد منها والتي يعود
ريعها جميعاً إلى المقاومة الإسلاميّة مثل إفطارات شهر رمضان، الأمسيات الشعريّة
لكبار الشعراء اللبنانيين والعرب، الإصدارات الهادفة المشجّعة على العمل الجهاديّ
مثل "الغالبون"، وطبعاً قجّة المقاومة التي صنعت على شكل القدس حتّى لا ينسى الناس
أنّ الوجهة الأساس هي دائماً القدس الحبيبة.
وبالسؤال عن آخر مشاريع هيئة الدعم لفت السيّد قاسم إلى أنّ المشروع الذي تعمل
عليه الهيئة حالياً هو مشروع "تجهيز مجاهد"، وهو مشروع قديم لكن تمّ تجديده
بحملة واسعة بدأتها منطقة الجنوب منذ شهر آذار وانتقلت إلى بيروت.
*للمقاومة حاضنة شعبيّة
الحاجّة أمّ مهدي مديرة مديريّة الأنشطة النسائيّة في هيئة الدعم، والتي واكبت
الهيئة منذ انطلاقتها، تتحدّث عن عمل الهيئة وأهميّتها.
"عملنا في هيئة الدعم كان التركيز على الحاضنة الشعبية للمقاومة ومؤازرة الناس في
مختلف الظروف"، وتضيف: "معاناة الناس من الاحتلال الإسرائيليّ ورؤية عمل المقاومة
وجديَّتها جعلت الناس يقبلون على دعمها واحتضانها بشكل كبير، وهكذا كانت
الانطلاقة".
ولفتت الحاجّة أمّ مهدي إلى أنّ الناس على مختلف أطيافهم وانتماءاتهم تفاعلوا مع
مختلف المشاريع التي أطلقتها هيئة الدعم إضافة إلى الرحلات الجهاديّة للتعريف
بالمقاومين وحياتهم.
وعن المرحلة الراهنة التي نعيشها تقول الحاجّة أمّ مهدي: "حاجة الناس لأن تكون
إلى جانب المقاومة وداعمة لها جعلتنا نعيد إطلاق مشروع "تجهيز مجاهد"، حتّى إننا
نرى بعض المبادرات التي تقوم بها نساء من مناطق البقاع والهرمل حيث تجهّزنَ وجبة
ساخنة للمجاهدين وإرسالها إليهم".
*الدعم باقٍ ببقاء المقاومة
وأوضحت أمّ مهدي أنّ مديرية الأنشطة تعمل دائماً على تجهيز وتحضير الأخوات
المتطوّعات لديها عبر العديد من ورش العمل والدورات الدينيّة والاجتماعيّة
والثقافيّة "لا سيّما أنّنا نتعامل مع مختلف شرائح المجتمع اللبنانيّ"، لافتة إلى
أنّ هيئة الدعم بفرعها النسائيّ عضو بالمجلس النسائيّ اللبنانيّ.
وفي الختام أشارت أمّ مهدي إلى أنّ هيئة الدعم هي فعل إيمان بقضيّة وبوطن وفعل
جهاد، والعدوّ سواء كان الإسرائيليّ أو التكفيريّ يستعدّ لنا، لذا علينا نحن أن
نكون على أهبّة الاستعداد لكلّ ما يطرأ. وطالما هناك مقاومة ستكون هناك هيئة دعم،
والناس لم ولن تتخلّى عنها وهذا ما أثبتته كلّ السنوات الماضية إلى الآن.
تجهيز مقاوم
محمد شهاب عقير
2015-10-04 13:58:59
بسم الله الرحمان الرحيم سلام الله عليكم ورحمة الله و بركاته أنا مواطن من تونس و أرغب في المساهمة في هذا المشروع الرباني ولو بالقدر القليل ،وبما أن قانوننا البنكي يمنعنا من بعث الحولات المالية الى خارج البلاد فانشاء الله أناسأقوم بزيارة لبنان المقاوم في أقرب فرصة والرجاء مدي بعنواناللمكان اللذي يمكنني فيه القيام بواجبي الديني والأخلاقي والإنساني تجاه هذه الأمة وتجاه هذه الثلة من رجال الله اللذين حملوا على أعتاقهم مسؤلية الوقوف في وجه جميع أصناف الإرهاب العالمي والإقليمي والداخلي .تقبل الله أعمالكم ووفقنا وئياكم لما يحب و يرضى.