نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تحقيق: مشهد القاسم شعلة من نور

عباس صفي الدين


قليلة هي العبارات التي نجامل أو نصف بها منطقة من المناطق استطاعت عبر الأجيال أن تقاوم الباطل بجميع صوره وتجاهد لترفع راية الحق وتسيل على جوانبها دماء الحرية لتبقى كلمة اللَّه هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

وجبل عامل هي تلك البقعة التي ما قصدها غاز ظالم إلا وارتد على أعقابه ململماً أذيال هزيمته وراسماً أوسمة عار على صدره تلازمه طوال حياته.
ومن هذه البقعة الطاهرة تطل القاسمية "بوابة الجنوب" بأروع صورها التي وضعت للعالم قوانين الصمود والتحدي لكل أعداء الإنسانية.
وأول ما يطالعك في القاسمية التي تقع شمال مدينة صور مشهد العبد الصالح "القاسم" الذي يقع بجانب نهر الليطاني، ولا نجانب الصواب إذا ما قلنا أن القاسمية سميت كذلك نسبة إلى هذا العبد الصالح.
مشهد هذا العبد الصالح أو "النبي القاسم" كما يسميه أهالي المنطقة يعود بناؤه إلى مئات السنين وسط سهل من الموز ومرقده بقي قديم العمران إلى سنة 1409هـ حيث تم تشييده وتجديد بنائه والمشهد اليوم يشهد بناء مئذنة إلى جانب القبة التي يعود بناؤها للنيف من القرن.

وفي تاريخ هذا العبد الصالح أن أهالي المنطقة وعوا على هذا المشهد بهذه التسمية إلا أن التاريخ الإسلامي لا يذكر أن هناك نبياً من أنبياء اللَّه اسمه القاسم. وقد ورد في كتاب "خطط جبل عامل" للعالم الجليل الإمام السيد محسن الأمين قدس سره عن القاسم أنه احد أبناء آل علي الصغير وقد يكون عالماً أو صالحاً وليس من الأنبياء من اسمه قاسم.
ومما لا شك فيه أن وجود مشهد هذا العبد الصالح في منطقة كالقاسمية يدل على أن هذا العبد الصالح من الصالحين الذين عانوا الظلم والاستبداد والاضطهاد ذلك انه منذ ثلاثة قرون كان العلماء والصالحون يضطهدون ويستبدون من قبل الحكام الجائرين.

هذا العبد الصالح أبى إلا أن يخلد اسمه على أرض عاملة ليبقى نبراساً للأجيال القادمة التي ما برحت تزوره من كافة المناطق.
ومن مكرمات هذا العبد الصالح أن أهالي المنطقة ينذرون ويوقفون له الأشجار والأموال ويترددون باستمرار لزيارة مقامه في كل ليلة جمعة.
وتقدر الأراضي الموقوفة لهذا العبد الصالح بمئات الدونمات معظمها من الأراضي المزروعة بالزيتون.
ومن مكرمات هذا العبد الصالح الزيارة الموجودة داخل المقام التي كتبت منذ 150 سنة مطلعها "السلام عليك يا نبي اللَّه قاسم" وفيها دعوات لقضاء الحوائج وإزالة الهم ونصرة المسلمين.

وقد كتب على مرقده الشريف بيت من الشعر:

القاسم له دار البقاء تاريخه

حرّ بفردوس النعيم يخلد.


هذا المشهد الشريف لصاحبه الشريف يعتبر اليوم مصلى ومزاراً ويقام فيه مجالس عزاء لأبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام ودروس توجيهية لإظهار الحق وإزهاق الباطل ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع