نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مشكاة الوحي: غاية الخلق والشرع


كشف الرب الرحيم - جل وعلا - عن غاية الخلق بقوله الحكيم:  ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.
وجاء في الحديث القدسي: "خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي".
أي أن الله - سبحانه - خلق هذا الكون العظيم الفسيح المحكم الدقة المفعم بالعجائب من أجل عبده الكريم عليه بنص قوله - تعالى -:﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

وخلق هذا العبد الكريم عليه - سبحانه - لعبادته التي هي معراج السمو واستكمال الفضائل التي تدنيه من ساحة الكمال المطلق الذي لا نجاة ولا سرور إلا بالتدرج إلى رحابه العلية المفتحة الأبواب لكل قلب سليم.

وكشف - سبحانه وتعالى - عن غاية التشريع بقوله المبارك:  ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين.
أي ان الشرع المبارك هو كالكون خلقه العزيز الحكيم من أجل عبده الكريم، فجاء محيطاً بمنافعه كلها متوفراً على سعادته وكرامته.
وهذا يدل أيضاً أن بعثة أربعة وعشرين ألف نبي كانت تمهيداً لبعثة أشرف الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء لإخراج الناس جميعاً من الظلمات إلى النور بهدى القرآن المجيد، وتطهيرهم من أنجاس الجاهلية، وتعليمهم الكتاب والحكمة اللذين يضيئان نفوسهم بحب الله - تعالى - وحده، حتى يكونوا مصداقاً لقوله عز وجل:  ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
وهذه الآية المباركة عجيبة في البيان عن وجوب الجمع بين خير الدنيا والآخرة واجتناب شرهما.
فهي تنص على أن المسلم إنسان دائب السعي لإصلاح الحياة وابتغاء رزقه بكدحه في مرافقها كالتجارة والبيع من غير أن يلهيه شيء منها عن عباداته الواجبة.
فهو يقظ لا يغفل عن ذكر سيده الذي خلقه أحسن الخلق وأكرمه وفضله على كثير من خلقه، ولا تستأثر به الدنيا، فتصرفه عن إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، لأنه عبد دائم الخوف من يوم الفزع الأكبر الذي لا ريب فيه.

فمن فهم غاية الله من خلقه وغايته من تشريعه امَّن لنفسه موطئاً في الجنة بشرط العلم والعمل ووقى نفسه عذاب قيام الساعة التي يضعها اصدق القائلين - عز اسمه -: ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌُ  حيث يبين حالة الناس وقتها فلا أم تذكر طفلها ولا حامل تلتفت لحملها ومن شدة خوف الناس يومها يبدون كالسكارى البادي على سيمائهم الخوف والإعياء أجارنا الله.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع