عماد
مهداة إلى أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي.
تحاصرك الأهداف...
وتلتف القرى... حول هامتك...
وتجد لك السنابل...
وتفترش فراشات فلسطين...
حدائق خدّيك...
وعصافير الجليل... وجباليا...
تنشد لك لحن الجراح...
ولك البيادر... والبيارات الجميلة...
تنادي.. من حناجرها...
فتحي.. لا تهاجر.. لا تهاجر..
وأنت ممعن في الأرض... ترابيّ.. فلسطيني
كالشجر... رسوخاً...
في قرى فلسطين...
تحمل الوطن.. تعانقه...
فيذلق الحنين.. آية.. بعد آية..
تحاكيه بكلمات... لا يعرف سرها..
إلا المبعدون... المشردون..
على حدود الوطن...
تهاجر.. يا فتحي.. وفلسطين تهاجر معك...
تحسك بيدك.. وأنت تحتضن القلب...
وقلب فلسطين.. القدس
وأنت فارسها... ومهرها.. دمها..
وقائدها...
تهاجر.. والهجرة جهاد.. وعودة
وقبل الهجرة.. كان القيد
يرصع معصميك
ومن السجن.. كان ضياء عينيك..
يشرق على التراب الفلسطيني.
وروداً.. وسنابل.. ونخيلاً...
وزيتوناً.. وعناباً...
كان وجه الأرض... يتألق..
شموخاً... من شموخ يدك...
وهناك... على بوابة العمر الطويل...
كانت تنتظرك "خولة"
ابنتك المبعدة..
وتسمعك... ترتل آيات الكتاب...
وترسل.. الخطاب... إلى الشباب
آيات جهاد... ومقاومة وانتفاضة...
تذرف خولة.. دمعة..
لتكون نهر حنان.. يطفح عينك..
تهاجر.. يا فتحي..
وفي الهجرة.. صنعت نصراً...
وفي الهجرة... كان السيد عباس...
ينتظرك.. عند بوابة.. المقاومة..
في روضة شيخ الشهداء راغب..
كنتما معاً.. وجهان جميلان..
وجه فلسطين.. وجه لبنان...
أمينان.. أمانة الأمة...
فلسطين...
في الهجرة أشعلت الانتفاضة..
وفي الهجرة.. عاد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم
إلى مكة فاتحاً...
وفي الهجرة.. عاد... الإمام الخميني
إلى إيران منتصراً... محطماً عرش الشاه..
هذا زمن الهجرة المنتصرة...
خمس رصاصات..
خمس بشارات.. بأنك عائد...
إلى تراب الأنبياء...
ودمك جسر العودة.. للمهاجرين..
عائدون يا فلسطين... يلا بلادي..
عائد الفارس المهاجر..
عائد الطير الجميل...
فهو يحلق في سماء الشهادة..
قمراً.. سراجاً.. يضيء على عتبات القدس...
والخليل.. وعنبتا.. وجباليا..
وغزة.. وكل فلسطين...
عائد.. يحمل شالات ذهبية...
لخولة.. وأمجد وراغب الصغير..
ولحسين الموسوي.. الطفل الشهيد..
ودينا وبتول.
عائد.. روحه الآن تحلق..
تعود من الهجرة.. لتسكن الوطن..
فيا.. يا أمنا.. يا فلسطين
هذا صهيل جواده يعم القرى..
أراه قادم.. هذا قمر عينيه
عاد يا أماه... المهاجر المبعد..
عاد شهيداً.. أميراً... مكللاً بزهور فلسطين...
عاد يا أماه.. عاد بالكفن.. وكفنه مساحة الوطن...
ليعود الوطن.. وغداً يعود...
فإليه نرفع السنابل.. والبيارق
هذا دمه يسيل.. هذا زمن العودة..
فانشدي.. إنا لعائدون..