حنان محمد
إلى روح الشهيدة القائدة "جمانة فحص"
استشهدت جرّاء القصف الإسرائيلي الحاقد على بلدة قبريخا
جفناها .. وعمري
والدمع الهامل
بينهما
قل بلّ دربي
يوم غابت عني
ولم يزلْ
ولم أزلْ
أنا هنا
بين الركامْ
بين الحطامْ
أمدّ يدي
وفيها العهودْ
على التي
غابت عني
تعودْ
فطال انتظاري
وعيل اصطباري
كم أنتظرْ؟!
هل أنتظرْ؟
وقد أدركت
مذ هوت
عهودي يدي
والريح العاصف
بصارمٍ بترت
أحلام غدي
أنّني الآن
الآن كُلِمْتُ
جفناها.. وغربتي
والسدّ الفاصل
بينهما..
مزّق أملي
أملي الذي زرعتهْ
أملي الذي وهبته
كل نذر
كلّ صبري
أملي الذي
ارتدّ قهراً
يصعق نفسي
يشلّ رأسي
ليت أنّي
وماذا ليت
أسمعت يوماً
أن ليتاً
ترفع بعضاً
من بؤس
جفناها وسرّي
والبعد الهائل
بينهما...
طحن عظمي
كوى لحمي
حتى ذاب
بين التراب
شوه رسمي
ضيع اسمي
حتّى غاب
فصار سراباً
يفيض غذاب
ارشف منه
كأنّه شيئاً
ليس مني
حتّى أنا
هذه الأنا
باتت عدوي
ترمي الحراب
بلا صواب
كأنّي أنا
غريبة عني
أو كأني
بجرم فظيع
أنا الفتني هنا
جفناها وشغفي
والمدى الحائل
بينهما..
أرق دهري
حتى صار
مداً من ضباب
دون جَزْرِ
فبت أهيم
دون علمي
إن ما أمشي
ليس صراطاً
إن ما أمشي
هشيم
وبقيت أمشي
في كدّ عيشي
حتّى تعبت
فصحت كفاكِ
أجفاني كفاكِ
لو شق صراخي
ألف مدى
ألف حد
في الكون بدا
لو هدّ نياحي
كلّ سد
حتّى الردى
ما رواكِ...
ما رواكِ...
فانظري هنا
أنت هنا
وهي هناك
أنّى تراكِ؟!
هي هناك
على جنح ملاك
في جنّة الأماني
تحط كطيف
وتغرف بلطف
من الكوثر تهاني