* بلاغة علي
من كتاب الجواهر قال أبو عبيدة: ارتجل علي بن أبي طالب تسع كلمات قطعت أطماع البلغاء عن واحدة منها. ثلاث في المناجاة، وثلاث في العلم، وثلاث في الأدب. فأمّا التي في المناجاة فقوله: كفاني عزّاً أن تكون لي رباً، وكفاني فخراً أن أكون لك عبداً، أنت لي كما أحب فوفقني لما تحب.
وأما التي في العلم فقوله: المرء مخبوء تحت لسانه، ما ضاع امرؤ عرف قدره، وتكلّموا تعرفوا. وأمّا التي في الأدب فقوله: أنعم على من شئت تكن أميره، واستغنِ عمّن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.
* دعاء زاهد
قال بعض الزهاد لعجوز طحّانة: اطحني حنطتي، وإلاّ دعوت على حمارك لينقلب حجراً، فقالت: فدع إذاً حماري، وادع لحنطتك تنقلب دقيقاً.
* فعال الشيب
حدّث بعض الشيوخ أنّه خرج إلى بعض أحياء العرب، فرأى امرأة حسنة التنقب، رشيقة القد، قال: فوقعت في نفسي، فقلت يا هذه إن كان لك زوج فبارك الله لك فيه، فقالت: أفخاطب أنت؟ قلت: أجل، قالت: إنّه كثير الشيب في رأسي، أفتقبل على ذلك؟ قال: فثنيت على دابتي راجعاً، فقالت: على رسلك، لأذكرنّك شيئاً، قلت: وما هو؟ قالت: إنّي ما بلغت العشرين، ولكنّي أحببت أن أعلمك أنّي أكره منك ما كرهت مني، ثمّ ولّت وهي تقول:
أرى شيب الرجال من الغواني | بموضع شيبهن من الرجال |
* علي بن الحسين عليه السلام "زين العابدين"
لقد عُرف الإمام زين العابدين عليه السلام بعبادته وزهده وورعه وتقاه كما باقي أئمة أهل البيت عليهم السلام. ورويت عنه نوادر عجيبة في هذا المجال نذكر منها:
وقع حريق في بيت كان فيه زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، وهو في صلاته، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله! النار النار، فما رفع رأسه من سجوده حتّى انطفأت، فقال له بعض خواصه: ما الذي ألهاك عنها؟ فقال" نار الآخرة. وكان إذا أتاه سائل قال: مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة.
وكان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل، ويطوف به على فقراء المدينة يتصدّق به عليهم ويقول: صدقة السر تطفئ غضب الرب.
ولمّا مات عليه الصلاة و السلام وغسّلوه، كانت آثار حمل الجراب في ظهره.
وكان يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة، فإذا أصبح وقع مغشياً عليه.
وكانت الريح تميله كالسنبلة.
* وقفة قصيرة مع أهل اللغة
قال أهل اللغة: أولاد الأضياف هم الأخوة من أم واحدة وآباء متعدّدين، وأولاد العلات من أب واحد وأمهات شتى، وأولاد الأعيان الأخوة بين الأبوين.
يقول بهاء الدين العاملي في كشكول الكامل: الأمي من لا يكتب، منسوب إلى أمّة العرب، المشهورين بعدم الخط والكتابة، ووصف نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بالأمي لذلك، أو لنسبته إلى أم القرى، لأنّ أهلها كانوا أشهر بذلك. ويجوز أن يكون الأمي نسبة إلى الأم، أي هو كما ولدته أمّه، أي باقٍ على حاله، لم يتعلّم الكتابة. فهذه ثلاثة وجوه في قولنا: النبي الأمي.