مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الأصل الثامن عشر: المسلمون والمستضعفون في العالم

الإمام الخميني قدس سره

نظراً لأهمية الوصيّة التي كانت عصارة تجربة أعظم رجل عرفه القرن، ونظراً لإمكانية تدريسها قمنا بتبويبها حتّى يسهل فهم المقاصد، وقد وصل بنا المقام إلى الأصل الثامن عشر، وهو خاتمة الوصايا.

 

ومرّة أخرى وفي خاتمة هذه الوصيّة أوصي شعب إيران النبيل أنّه:
أ‌- إدراك عظمة الهدف
 

1- الصعاب على قدر الأهداف
في هذا العالم يتناسب حجم تحمّل الصعاب والآلام والتضحيات والعزاء والحرمان مع كبر الهدف وقيمته وسموّه.
 

2- أسمى الأهداف
والهدف الذي انتفضت من أجله أيّها الشعب النبيل المجاهد هو تواصل السير نحوه وبذلت وما زلت من أجله الأنفس والأموال هو الهدف الأسمى والأرفع والأعظم منذ بدء العالم في الأزل والمعروض بعد هذا العالم إلى الأبد.
 

3- أنّه غاية الخلق
وهو مدرسة الألوهيّة بمعناها الواسع وعقيدة التوحيد بأبعادها السامية وهو علّة الخلق وغايته في كافّة عرصات الوجود وفي درجات ومراتب الغيب والشهود وقد تجلّى ذلك في المدرسة المحمديّة بكلّ معناه ودرجاته وأبعاده.
 

4- هو مقصد الأنبياء والأولياء
ولأجل تحقّقه انصبّت جهود الأنبياء العظام عليها سلام الله والأولياء المعظّمين سلام الله عليهم والسير والسلوك إلى الكمال المطلق والجلال والجمال اللامتناهيين محال إلاّ به.
 

5- وفخر الترابيين على الملكوتيين
وهو الذي شرّف الترابيين على الملكوتيين ومن هو خير منهم، وما يحصل للترابيين من السير في طريقه لا يحصل لأيّ موجود في كافّة عرصات الخلق وفي السرّ والعلن.
 

6- رايتكم خفّاقة في جميع العوالم
إنّكم يا أبناء الشعب المجاهد في ظلّ راية تخفق في أرجاء العالمين – المادّي والمعنوي – وسواء عرفتم أم لم تعرفوا فأنتم سائرون في درب هو وحده درب جميع الأنبياء عليهم سلام الله وهو وحده درب السعادة المطلقة.
 

7- لذة الشهادة
ومن أجله يندفع كافّة الأولياء لاحتضان الشهادة ويرون الموت الأحمر أحلى من العسل، وقد شرب فتيتكم في الجبهات جرعة منه فولهوا عشقاً، كما تجلّى في أمهاتهم وأخواتهم وآبائهم وإخوتهم.
 

8- يا ليتنا كنا معهم
وحق، علينا نقول صدقاً: "يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً"، فطوبى لهم النسمة التي تشغف القلوب والعشق الذي تجلّى فيهم.
 

9- نسيمها عمّ القطاعات
ولنعلم بأنّ نفحة من هذا التجلّي قد ظهرت في المزارع الملهبة والمصانع المجهدة وفي المعالم والمراكز الصناعيّة، ومراكز الاكتشاف والإبداع وفي الشعب بغالبيته في الأسواق والطرق والقرى، وفي جميع المتصدّين للخدمة من أجل الإسلام والجمهوريّة الإسلامية وتقدّم البلد واكتفائه الذاتي.
 

10- ضمان الاستمرار
وما دامت روح التعاون والإيمان هذه قائمة في المجتمع فإنّ البلد العزيز مصون من نوائب الدهر إن شاء الله تعالى.
 

11- الحوزات والجامعات أيضاً
والحوزات العلمية والجامعات والأعزّة فتية المعاهد العلميّة والتربوية متنعمون بهذه النفحة الإلهية الغيبية ولله الحمد – وهذه المراكز في أيديهم كاملة – ومقطوعة عنها أيدي الضالين والمنحرفين بمشيئة الله.

ب‌- احفظوا الثورة

1- السير بذكر الله
ووصيتي للجميع هي أن سيروا بذكر الله تعالى باتجاه معرفة أنفسكم وباتجاه الاكتفاء الذاتي والاستقلال بكافة أبعاده ويقين أنّ يد الله معكم ما دمتم في خدمته متمسكين بروح التعاون من أجل رقي ورفعة الدولة الإسلامية.
 

2- أملي حفظ الثورة
إنّني ومع ما أراه في الشعب العزيز من يقظة ووعي وإيمان وتضحية وروح مقاومة وإصرار وصلابة في طريق الحق لديّ أمل أن تنتقل هذه القِيم الإنسانية إلى أعقاب هذا الشعب وتربو جيلاً بعد آخر بفضل الله تعالى.

ج- أستودعكم الله
1- بقلبٍ مطمئن
إنّني ومع هذا الذي أرى وبهذا الأمل أستأذنكم أيّها الأخوة والأخوات لأرحل عن خدمتكم إلى المقرّ الأبدي بقلبٍ مطمئن وروح مسرورة وضمير ملؤه الأمل بفضل الله وأنا في غاية الحاجة لدعواتكم الصالحة.
 

2- أعتذر عن التقصير
وأسال الله أن يقبل عذري عمّا كان منّي من قصور أو تقصير في الخدمة، وآمل من أبناء الشعب أن يقبلوا عذري عن أشكال القصور والتقصير ويواصلوا بقوّة وعزم وإرادة التقدّم إلى الأمام.
 

3- ذهاب خادم ليس ثغرة
وليعلموا أن لن تحدث ثغرة في قلعة الشعب الفولاذية بسبب ذهاب خادم فهناك خدمة أسمى وأرفع مشغولون بالخدمة.. والله حافظ هذا الشعب ومظلومي العالم.
 

والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.
1/جمادى الأولى/1403 هـ

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع