أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

قرأت لك


* كيف لا يمكن رؤيته ويده في يدك
يقول المرحوم الميرزا التنكابني رحمة الله عليه: اشتهر بين الناس أمر لقاء الصاحب عليه السلام للعلامة، ونحن ننقل عن الآخوند ملا صفر علي اللاهيجي الذي حكى لي نقلاً عن أستاذه المرحوم المبرور السيد محمد بن السيد علي صاحب "المناهل" حيث قال: "بينما كان العلامة الحلي ممتطياً حماره قاصداً زيارة سيد الشهداء عليه السلام – كعادته في ليلة الجمعة – وفي يده سوط صغير يستحث به مطيته، إذا برجلٍ عربي يلتحق به في أثناء الطريق ويماشيه دون دابةٍ، وما كان إلاّ أن انشغلا بالحديث فيما بينهما، حتّى أدرك العلاّمة فضل هذا الرجل وعلمه فانتقلا إلى الحديث حول المسائل العلمية الفقهية، وبعد أن اتضح للعلامة تبحر هذا الرجل وسمو مقامه في ميدان العلم والفضيلة عرج يسأله عمّا أعضل عليه من المسائل والرجل يُجيب حتّى بلغ أن أفتى الرجل في مسألةٍ بفتوى أنكرها العلامة قائلاً: ليس لدينا حديث يُطابق هذه الفتوى، فقال الرجل: قد أورد الشيخ الطوسي في التهذيب حديثاً في هذا الباب، أرجع إلى كتابه وستجد الحديث في الصفحة كذا، في السطر كذا. فتحيّر العلاّمة في هويّة هذا الرجل؟ فسأله: أيمكن رؤية صاحب الأمر في عصر الغيبة الكبرى أم لا؟

وفي هذه الأثناء سقط السوط من يد العلامة، فانحنى الرجل وتناوله من الأرض ووضعه بين يدي العلامة وهو يقول: كيف لا يمكن رؤية صاحب الأمر عليه السلام في حين أنّ يده في يدك؟ فترجل العلامة عن حماره دون اختيار وهو يريد تقبيل أقدام الصاحب عليه السلام فأُغمي عليه وبعد أن أفاق لم يرَ أحداً فعاد إلى البيت، ومن فوره رجع إلى كتاب التهذيب للشيخ الطوسي وبحث في الحديث الذي ذكره له عليه السلام فوجده في ذات الصفحة وذات السطر التي ذكرها، فكتب على حاشية التهذيب: "هذا الحديث الذي أشار إليه صاحب الأمر عليه السلام بذكر الصفحة والسطر".
يقول المرحوم التنكابني: "يقول الآخوند اللاهيجي: أنا رأيت هذا الكتاب بعني وشاهدت في حاشية الحديث خط العلامة الحلي بالمضمون السابق".

* شقيق البلخي والزاهد

عن شقيق البلخي قال: خرجت حاجاً في سنة تسع وأربعين ومئة، فنزلت القادسية، فإذا شاب حسن الوجه شديد السمرة، عليه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً عن الناس، فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاّ على الناس، والله لأمضين إليه ولأوبّخنه، فدنوت منه، فلمّا رآني مقبلاً قال: يا شقيق ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ- الحجرات - الآية - 12 فقلت في نفسي: هذا الفتى عبد صالح لألحقنّه لأسألنّه أن يدعو لي،

فغاب عن عيني، فلمّا نزلنا واقصة، إذا به يصلّي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر، فقلت: أمضي إليه وأعتذر، فأوجز في صلاته ثم قال: يا شقيق: "إنّي لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" فقلت: هذا من الأَبْدال، قد تكلّم على سرّي مرتين، فلما نزلنا زبالة إذا هو قائم على بئر، وبيده ركوة يريد أن يسقي ماءً، فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:
أنت ربّي إذا ظمأت إلى الماء
وقوتي إذا أردت طعاماً
 

سيدي مالي سواك، قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها، فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلّى أربع ركعات، ثمّ مال إلى كثيب رمل هناك، فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة فيشرب، فقلت أطعمني من فضل ما رزقك الله وأنعم عليك، فقال: يا شقيق، لم يزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة، فأحسن ظنّك بربك، ثم ناولني الركوة،

ثمّ لم أره حتّى دخلنا مكّة فرأيته ليلة إلى جانب قبة الميزاب نصف الليل يصلّي بأنين وبكاء. فلما طلع الفجر، صلّى وطاف بالبيت، ثمّ خرج، فتبعته، وإذا له حاشية وأموال وغلمان، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق، ودار به الناس يسلّمون عليه ويتبركون به، فقلت لهم من هذا؟ فقيل: هو موسى بن جعفر الكاظم عليه الصلاة و السلام. فقلت: عجبت أن يكون هذا الفضل والعجائب إلاّ لمثل هذا السيد.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع