أمل دنقل
عندما تطحنُ أضلاعكَ
أعقابُ البنادقْ
عندما تُخنقُ من طفلتكَ الشقراء،
أنفاسُ الزنابقْ
عندما تُضرمُ في عينيكَ،
آلافُ الحرائقْ
كيف تنسى كلّ هذا وتوافقْ؟
عندما تولدُ في ظلمةِ كهف!
عندما تبتاعكَ التُجارُ،
من كفً لكفِّ!
عندما تُجبرُ أَن تحيا!
على شفرةِ سيف!
عندما تُقطَع كفاَكَ،
بسكّينة سارقْ
كيف تنسى كلّ هذا وتوافق؟
عندما تَنثُر آمالكَ ظمآنَ،
إلى غيمةِ صيفِ
عندما تولدُ في لحظةِ زيف
كيف تنسى كلّ هذا وتوافَقْ؟
لا تقلْ لي: بينَ جرحِ الأمس واليوم
فوارقْ!
كان لا بدّ بأن تصنعَ من جرحكَ
خيلاً وبيارقْ
ومن الاهات أنشودة عاشقْ
يا صديقي لاَ توافقْ
إنّهم قد وزعوا جلدكَ،
ساحاتِ نفوذ ومناطقْ!
إنهم قد لطّخوا أمسِ،
مناديلَ الصغارْ
ثم مرّوا يزرعون الأرضَ،
كبريتاً ونارْ!
وبنوا خلف جراحاتكَ
سوراً للحصارْ!
كيف تنسى أنك اليومَ
تجوبُ التيهَ باسم مستعارْ؟!
لا تقل لي: أنني أنتظرُ الشمسَ،
فليس الانتظارْ،
أن تبكيك اسطوانات المقاهي،
ويغنّيكَ قطارْ
ليس معنى الانتظارْ،
أن تذلّ الجرحَ،
كي تضمن تأشيرةَ
شرطيِّ المطارْ
يا صديقي لا توافقْ
أن تبيعَ الدمعَ والتبغَ بأبواب الفنادقْ
يا صديقي لم يكن نزفكَ
من ملحٍ، وماءْ
إنه واحات رفضٍ،
ومرايا كبرياءْ!
لم يكن جرحكَ،
برميل وقودٍ في حقولِ الأمراءْ!
لم يكن حفنةَ تمر
في سلالِ الفقراءْ!
لم يكن حزمةَ برديً،
ولا قطرة ماءْ!
إنّه وجهُ نبيً، وامتدادات سماءْ
إنّه سيفٌ
وقرآنٌ،
وبارود خنادقْ!
إنّه صوت صهيلٍ،
خبّأتهُ كربلاءْ!
لا توافقْ،
أن تباعَ الثورةُ الحمراءُ،
في حفلِ قمارْ!
أنت تدري،
أنَّ ما يعقد من مؤتمراتٍ للبيادقْ،
هو بحثٌ حول تعليب الدمارْ!
وهو أن يبنى على بيتَكَ،
مليون جدارْ!
وعلى صوتكَ،
مليون جدارْ!
وهو أن تشهدَ،
أنّ النخلَ أقزام قصارْ!!
يا صديقي لا توافق،
لا تقل لي: إنّ بين الأمسِ،
واليوم فوراقْ
كذبٌ، لن تنبت الأشجارُ
في الأرضِ البوارْ!
كذبٌ، لن يسرقوا شمسكَ،
من ثقب نهارْ!!
لا توافقْ،
ليس في جرحكَ صمتُ الاحتضارْ!
ليس في قلبكَ إلا وجع الأمسِ،
وبركان غضبْ!
وولادات صواعقْ،
ليس في عينيَ إلا عاصفات ولهبْ!
لا توافقْ، أن يعودَ الجرحُ في كفيكَ،
أوراقَ اعتذارْ
ومواويلَ عَتَبْ!
لا توافقْ،
أن يدقْ القلبُ في صدركَ،
تابوت انتصارْ!
واُسوداً من خشبْ!
لا توافقْ،
أن يكون الخوفُ،
في جبهتنا إكليلَ غارْ،
ونياشينَ رُتْبْ!
لا توافقْ،
أن يعود النخلُ،
أعوادَ مشانقْ!
وتعود الأرضُ قشّاً
ويعود الناسُ أكوامَ حطبْ!
لا توافقْ،
أن يخطَّ الزيفُ
من شريانك الراعفِ،
تأريخاً لأصحابِ السوابقْ،
من نفايات العرَبْ!!
لا توافقْ
لا توافقْ
لا توافقْ.