نور روح الله | بالدموع الحسينيّة قضينا على الاستكبار* بمَ ينتصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ (2)* فقه الولي | من أحكام النزوح تحقيق | قصائدُ خلف السواتر مناسبات العدد ياطر: إرثٌ في التاريخ والمقاومة (2) محميّة وادي الحجير: كنزُ الجنوب الصامد (1) قصة | وزن الفيل والقصب شعر | يا ضاحية الافتتاحية | لحظة صدقٍ مع اللّه

آخر الكلام | مكافأةُ الحسين عليه السلام

نهى عبد الله
 

عشر ليالٍ غنيّة، ومرهقة في الوقت نفسه مضت. عشر ليالٍ تقبض فيها على دمعتك، وتُمسك بقلبك، وتردّد له مراراً وتُذكّره: «ليس الآن، لا تنكسر، لا تنشغل، لا تتشتّت»، فيما يجول نظرك بدقّة ويتفحّص كل شيء، تبقى متيقظاً أمام أي حركة مريبة، أو إشارة.

هذا الصراع اختبرتُه للمرّة الأولى عندما طُلب منّي الانضمام إلى الفريق المُوكل بحماية المجلس الحسينيّ المركزيّ، قبل حرب تموز تقريباً، يومها قدّمت الأخت المعنيّة مجموعة توجيهات واضحة، وختمتها بعبارة: «كوني يقظة، ولا تنشغلي بشيء». سألتها: «وكيف سأستمع إلى المجلس؟»، أجابت بشكل حاسم: «نسمع المجلس في النهار، الليل ليس لنا، نحن هنا ليسمع الناس، احترسي».

شعرت أنّها ستكون تضحية؛ لأنّ الحضور في المجلس وعدم الإصغاء أمران متضادّان جدّاً بالنسبة إلي. لكن مع توالي الليالي نبت شعورٌ آخر؛ المسؤوليّة، تسأل نفسك: هل يكفي ما أقوم به؟ ماذا لو مرّ شيء خطر ولم ألحظه، أو تسلّل شخص يروم التخريب ولم أشعر بخطورته؟ عندما كان يُطلّ سيّد المنبر، تُحاول جاهداً أن تبقى يقظاً؛ لأنّ الغفلة في تلك الساعة حدٌّ حاسم بين حياة الناس وموتهم.

بعد عشر ليالٍ مع الحسين عليه السلام، وفي الليلة الأخيرة أبلغتنا المسؤولة أنّ علينا الانتظار بعد انصراف الحضور. تململنا لطول الانتظار وللرغبة في العودة إلى المنازل؛ لنيل قسطٍ من الراحة وللتهيّؤ ليوم العاشر، فجأةً ظهر فريق مواكبة مهيبٌ وكبيرٌ جدّاً، وانتظم أفراده فوراً في صفّين متوازيَين ليكوّنوا ممرّاً طويلاً، وبهدوء وانتظام مرّ فريقنا لنتفاجأ أنّ سماحة السيّد الشهيد (رضوان الله عليه) ينتظرنا ليشكرنا ويُكرّمنا بنفسه. مررتُ ولم أصدّق أنّه هو بدماثة أخلاقه وبابتسامته يقفُ في آخر الممر، يقول لكلّ فرد منّا إخوةً وأخواتٍ: «أعظم الله أجوركم، وعافاكم، خدمتم الحسين عليه السلام».

يومها شعرنا أنّ لقاءنا الخاطف به مكافأةٌ من الحسين عليه السلام.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع