مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام | السلام على الأعضاء المقطّعات

نهى عبد الله


بينما كانت في حضرة الحسين عليه السلام تتلو زيارة الناحية المقدّسة، نفذ ذلك السلام إلى قلبها كأنّما تقرأه للمرّة الأولى: «السلام على الأعضاء المقطّعات».

حينها، حضرت كربلاء، بصحرائها، بشمسها، بعطشها... لم تكد تصحو من كربلاء حتّى تذكّرت عوائل الشهداء وأبناءهم، كلّ يوم لدينا شهيد وأمّ وزوجة ثكالى وأيتام، والملاذ كان الحسين عليه السلام. بدأت تشعر بحديث كربلاء، وبأنّ أمراً جللاً سيحصل، فهل تقبل أم تُدبر؟ شعرت أنّ عليها أن تقدّم شيئاً من القلب. نزعت خاتم زواجها من إصبعها، وهي التي كانت لا تنزعه حتّى عند الوضوء، فهو حبّ والتزام، ودفعته سرّاً إلى الضريح وهمست: «فداؤك». ذلك الشعور دفعها لتقول: «بحقّ الحسين عليه السلام يا ربّ اختم له كما يُحبّ، بالشهادة، وأعنّي على الصبر، ففقده ليس سهلاً». وفي الوداع ردّدت مراراً: «السلام عليك يا أبا عبد الله» وفي قرارة نفسها تنتظر، ثمّة ردّ حقيقيّ، ليس بالصوت ولا باللفظ، شعرت به، سيأتي عليه السلام في حينه قريباً.

وعادت. كانت ليلة واحدة خطفت الوداع. هو هادئٌ وفي وجهه نورٌ مبهر، صلّى صلاة الليل وغفا. غادر صباحاً واليد على القلب، دقائق وارتجّت الأرض، عرفت أنّ الحاجّ شهيدٌ. هرعت إليه ولم يفلح صراخ الناس بالابتعاد عنه، تقول: «رأيت كتف زوجي اليُمنى مفصولةً عن جسده، يده مقطوعة، وفيها خاتمه. نظرت إلى اليسرى، كانت مقطوعة أيضاً، تذكّرتُ أبا الفضل صاحب الكفّين، حينها فقط قويتُ وانحنيت ألتقط يده وإذا بسيارة الإسعاف تصل». استشهد الشهيد أبو جعفر ورأسه يبعد عنه نحو 100 متر.

شهادةٌ مباركة واختبار حبّ لعائلة تسلّم قلبها الإمام الحسين عليه السلام، وربط الله على قلبها لتعطي من تحبّ برضى.

(*) الشهيد القائد إسماعيل يوسف باز (أبو جعفر) (1972م- 16/04/2024م)

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع