مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام | حلوى رقيّة

نهى عبد الله


"أين رقية؟" أخذت تسأل والدتها عندما حضرت لزيارتها للمرّة الأولى. ألحّت وبدأت الدموع تملأ عينيها. احتضنتها والدتها وأخبرتها أنّ يتيمة الحسين عليه السلام ترقد في هذا الضريح، وتبارك المكان. إلّا أنّ الفتاة الصغيرة كانت تنتظر أن ترى رقية، وأن تحتضنها وتبكي معها، فهي يتيمةٌ مثلها. مسحت دموعها بحزن واستسلام ونظرت من خلال الشباك المعدنيّ، فرأت ضريحاً مزيّناً بالزهور والبخور، وبعض الألعاب، والنقود، وحبّات الحلوى المغلفة. همست في سرّها: "أريد واحدة". لحظات وبدأت تنهمر عليها حبّات الحلوى، التي وزّعتها الزائرات، وعندما اكتفت، نظرت إلى الضريح وقالت: "أشكرك".

جلست في زاوية مع أمّها وأخذت تنصت لقارئة العزاء تتحدث عن قصّة رقية. كرّرت على أمّها كثيراً من الأسئلة، بكت، ثمّ عادت لتمسك بالضريح علّها تمسح حزن "رقيّة". حدّثتها وأخبرتها أنّها يتيمةٌ مثلها. شعرت كأنّما "رقيّة" اليتيمة مسحت على قلبها الصغير. غادرت وهي تشعر أنّها تركت أحداً تعرفه وتحبّه بشدّة في ذلك الضريح، فباتت تطلب من والدتها أن تزورها كلّ حين.

بعد سنوات، كبرت الفتاة، تزوجت وأنجبت، واجهت ظروفاً عصيبة، وتوفي أحد أبنائها، حزنت، اعتزلت الحياة وانطوت على نفسها. وبإلحاحٍ من والدتها، ذهبت لزيارة السيدة رقيّة. حين دخلت، لم تذرف دمعة، نسيت كيف تسلّم على رقيّة، وكيف تُحدثها، فلم تعد هي تلك الطفلة التي تسعد بالألعاب وتنتظر الحلوى، كبرت وثمّة شيءٌ في قلبها بات عصيّاً. نظرت إلى الضريح مجدّداً، يتيمة الحسين عليه السلام ما زالت رقيّة الصغيرة، التي توقّف نبضها بفاجعة تفوق ما حصل معها هي بدرجات. في تلك اللحظة كأنّ جزءاً منها استفاق، فتوجّهت إليها: "سامحيني، ابتعدت عنك، فجفّ قلبي". وما لبثت إلا قليلاً حتى سقطت في حجرها حبّة حلوى واحدة، كأنّما سقطت من زائرة لم ترها.

وكثيرون يسألون: لمَ اصطحب الحسين عليه السلام أهله والأطفال؟

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

الضاحية والان كربلاء للزيارة

دعاء ياسين

2023-09-02 14:13:18

احببت العنوان جداً، واجمل فكرة اننا نذهب لزيارتها نكبر ونتغير لكنها هي هي تبقى ويقصدها الكبير والصغير

اميركا

ايمان جابر

2023-09-08 08:31:55

القصة جميلة جداً…. أبكتني كأنها مجلس عزاء… اجركم الله