لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

آخر الكلام: رحلة "رجالٌ صدقوا"

نهى عبد الله

فيما يده تقبض على الوشاح الأسود بحرص، أغمض مهدي عينيه، بعد أن افترس التعبُ قواه، وأنهك قلبَه الحزين.

سرعان ما أيقظه صوتٌ معدني رتيب وصافرة "أين أنا؟" حاول التذكر فيما اتسعت حدقة عينيه متفحصاً المنظر خلف الزجاج... "ربيع؟!" كان متأكداً أن الأوان صيفي. اخترق تفكيره صوت يعرفه: "ألم تكتفِ من التحديق؟ إنها مجرد نافذة في القطار".

إنه صوت... "إبراهيم؟ صديقي؟ أهذا أنت؟ خلت أنني لن..."، احتضنه مهدي بلهفة خاصة، ولم ينجح في إخفاء ترقرق دموعه، فمازحه: "وشاحك الأسود سيبقى معي ولن تفكر في استرجاعه الآن". ابتسم إبراهيم: "سيبقى معك ما عشت، فهو يحمل عبق ضريح سيد الشهداء، لم يفارقني حتى..." قاطعه صرير باب المقصورة ليظهر خلفه سيدان جليلان: "حان انتقالك إلى مقصورتك... فحضرته المشرفة بانتظارك"، وأشارا إلى إبراهيم الذي تحرك مستبشراً من فوره، ما زاد ارتباك مهدي حتى التفت أحدهما إليه: "وأنت أيضاً... تفضل". خرج مهدي برفقتهم ليجد أن مقصورته (1434) تخبئ خلفها مقصورات تكاد لا تنتهي، وأمامها ممرٌّ طويلٌ ينيره شعاع الشمس، خُيِّل إليه كأنّها تشرق من مقدمة القطار... عند مقصورة (حضرته).

توقف السيدان وأشارا إلى مهدي ليدخل مقصورةً كبيرةً بمفرده، نُقش على بابها ﴿ومنهم من ينتظر: "تفضل... أما إبراهيم فسيرافقنا إلى مقصورة (61) عند حضرته المشرّفة، ثم سيستريح في ﴿من قضى حتى تنتهي رحلة ﴿رجالٌ صدقوا". سأل مهدي قبل أن تتوارى ظلالهم في النور: "متى تنتهي؟" لم يتلقَ الإجابة التي يعرفها دفينةً في قلبه "يوم تشرق الشمس من مغربها".

انتبه من غفوته التي باغتته بعد عناء نقش الرخام ووضعه على ضريح صديقه الشهيد... لفّ الوشاح الأسود حول عنقه، ومسح الرخام ليتأكد من عبارات الضريح: ﴿من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً... ضريح الشهيد إبراهيم... استشهد بتاريخ 1434هـ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع