نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نبذة عن الشهيد السعيد حسين أنيس أيوب

 


"إنّ دماء شهدائنا هي امتداد للدم الطاهر لشهداء كربلاء"
الإمام الخميني قدس سره


ربيع .. هو الاسم الذي اقتبسه من شغفه بربيع جنوبنا الجريح فأراد أن يجسّد المعنى بأفول عبقه الفواح من دنيا الفناء، لينثر عبيره من جديد في دنيا البقاء وهو في ربيع العمر.
ربيع .. تحدّى الصعاب.. جرد النفس من كلّ الأهواء .. أزال العقبات واخترق الزمن كي يصل إلى الملكوت الأعلى إلى عزّ قدس الله تعالى.


ربيع .. هو سالكٌ حقيقي في درب الهدى، كان يستر هيبته بالتواضع والافتقار الدائم للعلم والمعرفة وهو يملك قلباً عامراً بالإيمان .. ذابت مهجته في القرب الإلهي .. تذوق معنى حلاوة العشق للحسين ... طلب الترخيص الإلهي للسير على درب الشهداء حيث يوجد مركب النور .. توسّل لله في صلاة الليل ودموعه تنحدر على خديه خوفاً من أن ينال هذا الشرف العظيم.. وكيف يبخل الجواد الكريم على فقير هو من الذين أحبّوا حبيبه المصطفى وعترته صلى الله عليه وآله وسلم وسار على دربهم، إنّه من أحفاد السيدة الزهراء عليها السلام من ناحية الأم كرّمه الله ومنحه الشهادة.

هو الشهيد السعيد حسين أنيس أيوب ولد عام 1972 في بيروت، نشأ الشهيد في بلدته الجنوبية سلعا ضمن عائلة متواضعة ومحافظة تفتقر لمزيد القرب والمعرفة لله سبحانه وتعالى ورضاه.
وكان الشهيد يتمتّع بمزايا خاصّة في شخصيّته، منها أن يؤمن أن عمل الرجل في المنزل مهر الحور العين وكان لا يتردّد أبداً في مساعدة والدته، أي يقاسمها عمل المنزل.. أيضاً يملك عاطفة جيّاشية للأطفال وبالخصوص أبناء أيتام الشهداء.. كلامه يحمل النفس على الأنس بالله وجلساته مليئة بالفائدة.
وكان من أبرز صفاته.. الشجاعة.. والكرم.. والتسامح.. والكتمان ورحابة الصدر وكان لا يُرى غاضباً أبداً حتّى اعتقد البعض أنّه لم يغضب قط في حياته.. يبتسم دائماً .. هو أستاذ في الأخلاق مع صغر سنّه.
وعن عبادة الشهيد، هذا الجانب الخاص كان له لذّة خاصّة ومميزة في روحيته، بدأ بتعبئة النفس بدروس العشق الإلهي وهذا أكثر ما كان يتعطّش إليه ليكون من السالكين المخلصين وليصل لرضى المعشوق الأزلي وهو بغاية التسليم... فعبادته كانت العبادة التي تنسجم مع كلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنىً حقيقي.

أضف إلى ذلك أنّه قد منّ الله عليه بعدّة كرامات منها أنّه طلب في إحدى الليالي وهو جالس في محرابه في جوف الليل أن يشاهد السيدة الزهراء عليها السلام وقد تجسّدت أمامه في الواقع وأيضاً صبغت إحدى يديه وهو يرفع كفّيه للبارئ بالدعاء وتفوح منها رائحةٌ عطرة وقد بشّر أنّه من جنود صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف ويرزق بالشهادة.
إنتسب الشهيد لصفوف المقاومة الإسلامية عام 92 وقد خضع لعدة دورات ثقافية وعسكرية وقد أنهى دراسته للمرحلة الثانوية، وهذه المرحلة كانت مصدر فائدة يتقدّم بها الشهيد لخدمة مجتمعه، وقد شارك في العديد من العمليات الجهادية وكان يقضي معظم أوقاته في ساحة العمل الجهادي وكانت تحركاته في غاية السرية.
حياته العسكرية هي خلاصة لعمر قضاه في التقرّب لله لنيل رضاه ساعياً لتحصيل أشرف الموت بأسرع موكب وقد استحقّ التكريم الإلهي، ووصل بصبره وجهاده وأصبح من الذين استشهدوا في سبيل الله وفازوا بجواز العزّ والقداسة، فهنيئاً له الشهادة.
تاريخ الاستشهاد 4/3/1996 م.

* وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
أكتب هذه الكلمات إلى عشاق الشهادة والجهاد، إلى الذين تخرّجوا من مدرسة أبي عبدالله الحسين عليه السلام الكربلائية.. إلى أحبّتي ومهج قلبي إلى الذين يبذلون الأنفس والأرواح والدماء في خدمة الإسلام.. إليكم وحدكم يا مهجة القلوب، بأبي أنتم وأمي كما أنا حقير أمامكم وأمام ما تقدمونه.. في يوم عرسي أريد أن أوصيكم بكلمات راجياً التوفيق من الباري عزّ وجل.. أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وحفظ كتاب الله وعترة رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أدعوا دائماً بتعجيل ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وكأنّي في حضرته أراه حزيناً ينتظر الفرج، ينتظر القادة وجيوش المؤمنين، سلام عليك يا صاحب العصر وسلامٌ على قلبك الكبير، ولا تنسوا القائد السيد علي الخامنئي ادعوا له بعد كلّ صلاة أن يحفظه الله ويسدّد خطاه، وفي لبناننا الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله الذي هو نعمة من الله منّ بها علينا ولا تنسوه في دعائكم أبداً، ولك منّي يا سيّدي يا من حفظت الوصية وصدقت بوعدك وخسئ من أراد بك سوءاً، أسأل الله أن يحميك ويسدّد خطاك ويحشرك مع المصطفى وآله الأبرار.

* وصيّتي إلى والدي العزيز:
أبي لا تحزن ولا تذرف عليّ الدمع لأنّ الشهيد حيّ يرزق عند الله ولا مفرّ من الموت، فما أحلاه وهو في سبيل الله فسامحني لأنّني لم أرَ للحياة قيمة إلاّ في الجهاد في سبيل الله والعقيدة واعتبر الشهادة أكبر نعمة إلهية.

* أمي الحنونة:
والدتي الحنونة حاولي أن تنتصري على مشاعرك ولا تفكّري بعاطفتك تجاه مصيري فأقسم لك أنّي ولدت من جديد، فأقسم عليكِ أن لا تذرفي عليّ دمعةً يا ابنة الزهراء عليها السلام كوني صابرة كالسيدة زينب عليها السلام محتسبة، وأنا لست أفضل من الشهداء الذين سبقوني واذرفي دموعك على مصائب أهل البيت عليهم السلام فهم أحق بالبكاء مني.

* أخوتي إخواني:
أوصيكم بالمحافظة على الصلاة أولاً وأدائها في وقتها قدر المستطاع، ولا تنسوا أنّ رضى الله من رضى الوالدين، إلتفوا حول بعضكم البعض وكونوا قلباً ويداً واحدةً، أوصيكم بحفظ هذا الطريق الذي سار عليه أهل البيت عليهم السلام والشهداء وتذكّروا دائماً أنّكم في حضرة الباري عزّ وجل، تمسّكوا بولاية الفقيه.
في الختام أستودعكم الله يا أحبّتي، وفقّكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رزقنا الله وإياكم شفاعة الشهداء.
أخوكم المحتاج إلى دعائكم
حسين أيوب / ربيع

* من خواطر الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي إنّ في نفسي بضع كلمات أريد أن أحدثك بها مع العلم أنّك تعرفها، لكن ليس لي غيرك أحدّثه عن أمرٍ في داخلي من عذاب وبُعد فراق وطُول صبر، أريد محادثتك بها لأديمها وأبردها بلذيذ مناجاتك..
إلهي حبيبي متى الموعد.. ومتى اللقاء والقرب والأنس.. متى مجالسة الأطهار.. متى رؤية الزكية الطاهرة الزهراء عليها السلام .. متى محادثة الشهداء ورفقاء الدرب.. متى مصافحة الحسين عليه السلام الشهيد المظلوم.. متى الثأر لشهداء كربلاء، لسباياها الأطهار من النساء والأطفال، لضلع الزهراء عليها السلام وجنينها المحسن.. لجرح أبي تراب .. لكبد الحسن عليه السلام لشيخنا راغب.. وسيدنا الموسوي وزوجته وطفلهما.. للشيوخ والنساء والأطفال من أبناء الجنوب والبقاع الغربي وأبناء الانتفاضة في فلسطين المغتصبة.. متى موعد الشهادة والنصر..
إلهي نفسي متشوّقة للخروج من هذا الجسد الضعيف تريد الوصول إلى غاية المطلوب والآمال تنظر إليك بعين ملؤها الشوق وهي على أهبة الاستعداد لتأذن لها بالخروج ومبارزة الأعداء وجهاً لوجه بكلّ عزم وثبات متسلحة بحب آل البيت عليهم السلام ومتوكّلة عليك لتفرق الأعدء إلى أشلاء ولتلقي الرعب فيهم مدى الدهر.. وبالتالي لتمزق ذلك الجسد الذي حبسها طيلة هذه السنوات وتحوله إلى أشلاء ورفات في أرجاء المعمورة، يا الله ما ألذها من لحظات تلك التي تنقله إلى عالم الآخرة، يا الله ما أجملها من عبادة وهي تمزّق الجسد في سبيلك، يا الله ما أرأفها من لحظات تصنع نصراً جديداً لشعبنا العزيز.. إلهي.. إلهي.. متى الموعد..
إلهي ها هم رهبان الليل وفرسان النهار منهم من سبقني إليك ومنهم من ينتظر يومه فكن معهم دائماً واجعل النصر حليفهم وارزقهم إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.. فهذا حبيبي وأخي جيل قد سبقني بعد أن تعاهدت معه بالمضي معاً على هذا الطريق.
هذه مناجاة العبد الفقير إلى رضوان الله وغفرانه.
حسين أيوب

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع