أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

الشهيد القائد الحاج هيثم فوزي أبو دية


نبذة عن الشهيد القائد الحاج هيثم فوزي أبو دية (الحاج رضا)


ولد الحاج هيثم في 27 آذار 1973 في بلدة الكرك البقاعية حيث كانت نشأته في بيت عامر بالإيمان ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وبداية الحالة الإسلامية في لبنان انتسب إلى (كشافة المهدي " عجل الله فرجه الشريف") وذلك حتى سنة 1990م حيث توجه إلى محاور الجهاد والمقاومة في صافي واللويزة لمواجهة العدو الإسرائيلي وهو الذي كان علم منذ الصغر بالجهاد والشهادة وطريق ذات الشوكة فبدأ الجهاد بالمرابطة على الثغور ومن ثم انطلق إلى عمليات المقاومة الإسلامية.

* مراحل الجهاد:
شارك الشهيد (الحاج رضا) في دوريات استطلاع وكمائن عدة وكان لا يكل ولا يمل من العمل الجهادي فكان عندما تراه مبتسماً يكون قد حصل على مراده وهو (الشغل) فكان يلح على الأخوة أن يكون مع الأخوة في العمليات الخاصة والخطرة وخاصة على اليهود.

كان من عداد سرايا الاستشهاديين وشارك في العديد من العمليات النوعية أبرزها: اقتحام موقع الأحمدية 1997 حيث استشهد الشهيد أحمد خليفة (أبو مصطفى) والشهيد محمد حيدر أحمد (هادي)، والكمين المشهور على طريق العيشية في 12/10/95 الساعة 9.30 ليلاً حيث اعترف العدو بمقتل 3 جنود صهاينة وإصابة 12 جندياً وذلك على موكب أمني العدو الإسرائيلي حيث كان الشهيد أول من اقترب من السيارات إذ كان يبعد عنهم حوالى 10 أمتار، إضافة إلى زرع عبوات وكمائن أخرى عديدة بالإضافة إلى مشاركته في عملية بسري.
وإذا عرفنا أن الشهيد أخٌ لثلاثة شهداء ووالده متوفى وأمه مصابة وفقدت عينها بالقصف الإسرائيلي نعرف عظمة هذه الروح الطاهرة التي نبتت في بيت الطهر والتضحية والجهاد وقد رزق بطفلة أسماها أم البنين وفاءً لحقوق أم البنين أم أبي الفضل العباس حيث كان يتوسل بها لكل مهمة صغيرة وكبيرة.

* عبادته:
كان الشهيد من الأخوة المعروفين بالتهجد والبكاء والخوف من الله وكان يحرص على عدم أذية إخوته المجاهدين خاصة، حتى بالكلام. وكان مواظباً على قراءة القرآن والأدعية وخاصة زيارة عاشوراء والجامعة إذ أنه كان مولعاً بحب أهل البيت، خاصة الإمام الحسين عليه السلام إذ أنه رأى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليه السلام في المنام يبشرونه بالشهادة.
كان مولعاً بزيارات المقامات المقدسة ومرقد الشهيد السيد عباس رضي الله عنه. كان مولعاً وموعوداً بالشهادة ولقاء الله.. والرحيل إلى الدار الحقيقية واعتبار هذه الحياة لهواً ولعباً وكان يعيش في هذه الدنيا فقط من أجل الوصول إلى مبتغاة وهو لقاء الله والأئمة والشهداء والصديقين.. ووصل.
كان صديق الشهداء، شهداء عملية مرجعيون الاستشهادية، الشهيد حسن فخر الدين والشهيد وائل درويش والشهيد محمد حيدر أحمد الذي استشهد بقربه في عملية الأحمدية حيث كانا يزرعان الراية معاً وكان هو قائد هذه العملية.
الشهيد القائد الحاج حسين بهيج ناصر (أبو أدهم) الذي علمه كثيراً فوصل إليه وإلى إخوته الشهداء الباقين.
قبل استشهاده بأيام تشرف برؤية الإمام القائد السيد الخامنئي وقال له بأن رقمك هو 9 بالشهداء علماً أنه هنا 8 شهداء في بلدته الكرك، أيضاً تشرف برؤية صاحب العصر والزمان حيث عرفه إلى أصحابه بالاسم و والصورة وقال له عليك أن تشد همتك قليلاً لتكون واحداً منهم.

* تاريخ الاستشهاد:
في مواجهة بطولية في (بلاط) قرب الحدود مع فلسطين والتي دامت عدة ساعات وأسفرت عن اعتراف اليهود بمقتل ضابط صهيوني وجرح 9 آخرين وكانت أقوى المواجهات منذ عدة سنين حسب اعتراف العدو الصهيوني وبعدها فاضت روحه إلى بارئها حيث اللقاء الذي وُعِد به وانتظره طويلاً حيث الشهداء والأئمة الأطهار وجوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
(فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً) واستشهد معه اثنين الشهيد علي سبيتي (أبو مصطفى) والشهيد أكرم خاتون وذلك في يوم السبت 7/2/98 واستعيد الجسد الطاهر مع الشهداء وذلك خلال التبادل في 25/6/1998 وشيع الشهيد ودفن في بلدته الكرك نهار الأحد 28/6/1998.

* من وصيته:
بسم الله الرحمن الرحيم
... أقول لك يا أمي العزيزة أن تصبري وتتخذي الزهراء وزينب عليهما السلام الأمثولة أمامك..
وعندما تقدمين يا أمي هذه الأمثولة من أولادك تكونين قد سلكت درب الحسين وطريق الحسين وأولاده وتكونين قد طبقتي بالفعل مقولة يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ليس باللسان فقط بل بالقول والفعل واسأل الله أن تكوني قد سامحتني. واعلمي يا أمي أن طلب الله ومعرفة الله لا تعرف الاستكانة عندما يتعلق الإنسان بالله سبحانه وتعالى لا يعود يرى إلا الله مهما يرى أمامه لا يعود يرى إلا الله والذي عرف الله لا يمكن أن يبقى بعيداً عنه وليس فقط في البعد عنه بل بالسير والسلوك إليه في أقرب وقت وفي أسرع وقت لأن الله سبحانه وتعالى قد عشقه ومن عشق الله لا يمكن له أن يبقى في هذه الدنيا بل يريد القرب من الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى عندما يرى الناس المخلصين في هذه الدنيا يأخذهم إليه لأنهم هم الأخلصون المخلصون هم أمراء أهل الجنة وهؤلاء الناس هم يستحقون الشهادة وهي فخر ووسام من الله سبحانه وتعالى يعطيه للإنسان.
نسأل الله أن نكون من هؤلاء الشهداء الذين عشقوا الله وعرفوه حق معرفته وأن يكون قد رزقنا الشهادة ووفقنا إليها. لذا يا أمي سامحيني لأن هذا الطريق قد اخترته بنفسي وقد اختاره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي والحسن والحسين والأئمة جميعاً عليه السلام وليس أنا فقط، لذا أرجو منك السماح وأشدد عليه لأن رضاك يعني لي الكثير لكن هذا الطريق لا أستطيع ولن أستطيع التخلي عنه أبداً لأننا طالما نحن في هذه الدنيا طالما نحن في معركة وفي بلاءً من الله.

* أما أخوتي المجاهدين:
أدعوكم جميعاً لأن تتعلموا وتطلبوا معرفة الله وأن لا تنشغلوا في الدنيا لأن الدنيا كالصحراء ما إن ندخل فيها حتى نضيع ونحسب أن أمامنا ماءً نسير في عمقها ونتوغل فيها أكثر فأكثر فتكون راباً لأن الدنيا مهما تحدثنا عنها لن نفي لأنها جيفة كما عبَّر عنها الأئمة والأنبياء، الدنيا جيفة وطلابها كلاب. ومعرفة الله سهلة جداً إذا كنا نحن طالبين هذه المعرفة لكن لا تدعوا الدنيا تسيطر علينا كما هناك للمادة من حاجة كذلك الروح لديها حاجة فأعطوها إياها كما لديكم أشياء اجتماعية تريدون أن توفروها أعطوا كذلك للثقافة دوراً حتى نكون قد بدأنا في التعلم كيف نصل وكيف نسير إلى الله سبحانه وتعالى من خلال معرفته، أعطوا دوراً للثقافة بشكل قوي حتى تترسخ العقائد في عقولنا وفي روحنا وفي جسدنا بشكل قوي ومن عرف الله عرفه الله وعشقه وأحبه ومن أحبه وعشقه الله قتله حتى يكون قريباً منه وعندما يقتله الله يكون قد استشهد وعندما يكون قد استشهد يكون قد وصل إلى أفضل شيء أوجد الله الدنيا فيه وهو لقاء الله والسفر إليه.

هذه المسألة صعبة جداً لأن الوصول إلى الله فيه مشقات الدنيا ومشقات الشيطان عبورها وعبور الذنوب لكن إن شاء الله ما كان لله ينمو والذي ينظر إلى الله يرى كل الأمور سخيفة عدا الأشياء التي توصل إلى الله كل الأمور سخيفة وطريقنا الذي يوصلنا إلى الله أي الشهادة لا يمر أو لا يكون إلا عبر ولاية الفقيه المتمثلة الآن بإمامنا وقائدنا ومرجعنا الأكبر الإمام علي الخامنئي حفظه المولى وسدد خطاه وحفظه بعينه المولى وسدد خطاه وحفظه بعينه التي لا تنام وجميع ما يقول السيد والإمام نفعله ونلتزم به التزاماً مطلقاً وأن نتمثل بولاية الفقيه المتمثلة في لبنان بأمين عام حزب الله في وقتنا الحاضر السيد حسن نصر الله أطال الله في عمره وحفظه المولى وسدد خطاه.

أرجو منكم أن لا تستهتروا بها ولا تطرحوا أي شيء أمام أي كان، كل شيء اطرحوه أمام الأخ والمكلف المعين بهذا الكلام والتمسك بحبل الله وبالتعاليم الإسلامية والتمثل بأئمتنا الأطهار والأنبياء وأخلاقهم لأن الرسول يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق حتى نكون النموذج لحكومة أو دولة الأنبياء والأئمة التي كانوا يطمحون في بنائها وها هي قد تحققت الآن بفضل الله على يد إمامنا الخميني العظيم قدّس الله سره الشريف والمستمرة الآن بوجود إمامنا ومرجعنا وقائدنا السيد الخامنئي، وكما تعلمون الإمام الخميني العظيم يقول في حديث له إن أي استهتار في المسائل الأمنية يعتبر مشاركة في هدر دماء الشهداء، هذه المسائل أؤكد عليها وهي كذلك من وصيتي.

وأخيراً أرجو المسامحة من كل الأخوة الذين قد سمعوا باسمي وليس من عرفني فقط الأخوة الذين قد سمعوا باسمي أو الأخوة الذين قد شاهدوا صورتي أو شاهدوني في أي مكان ولم يعرفوني أسأل الله وأسألهم أن يسامحوني وأسأل الله أن يجعلني مع الشهداء ومع الحسين وأصحابه وأنصاره وأسأل الله أن يكون قد وفقني للشهادة وأن يكون قد توفاني مسلماً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العبد الأفقر هيثم أبو دية

* رحيل البدر
مهداة إلى روح الشهيد القائد الحاج (هيثم أبو دية) الحاج رضا

أخي.. بماذا أصفك
يا نور عيني وحشاشة قلبي
أيها البطل الهمام والليث الضرغام
أيها النور في زمن الظلام
أيها الحر في زمن العبيد..
أيها الشريف في زمن التخاذل..
يا سيفاً من أسياف الله
يا من التقوى لباسه..
يا من الكرامة والشهامة عنوانه
يا أسد النهار وراهب الليل
يا من.. مهدت بدمك الطاهر طريق صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف
يا سلوة فؤادنا وبلسم جراحاتنا
يا دمعة في عيون الزمان لن تجف أبداً
يا من.. واسيت الحسين عليه السلام فلبيت نداءه
يا زهرة تفتحت فأنبتت برعماً سمّاه أم البنين
يا بدراً ارتحل فأظلم الكون من حولنا برحيله..
أخي.. طبت وطاب الثرى الذي احتضن جسدك الطاهر.. وسلامٌ عليك وعلى أخوتك يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون أحياء.. وجمعنا الله بكم يوم الحشر عند مليك مقتدر، وختم الله حياتنا كما ختم حياتكم.
أختك الصابرة المحتسبة رقية

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع