مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

الافتتاحية: الإمام الصدر الابن البار للثورة والإمام

 


كطيف أتى ومضى مسرعاً... بحثنا عنه فلم نجده ولكنا وجدنا آثاراً تدل على ما احتوته تلك الشخصية الفذة من كنوز.. لم يكن الإمام موسى الصدر يمتلك من إمكانيات المادة شيئاً.. ولكنه أطل فأعطى للناس ما يعجز عنه ملوك الدنيا.. من خلال بسمة وعاطفة صادقة.. من جهة.. وشحنة معنويات وتحميل للمسؤولية وتحفيز على العمل الدؤوب من جهة أخرى..

رسم للناس الخطى بعد أن كان قد جمعهم من كل حدب وصوب... وبين صور وبعلبك كانت جماهير المحرومين والمستضعفين تشد الرحالة إلى تلك العمامة السوداء التي حملت همومهم.. وجعلتهم يشعرون أنهم ليسوا ضيوفاً في هذا البلد وليسوا مهجرين إليه... بل هم قوامه وأساسه المتين.. وحتى لا تكون هذه الحركة مجرد حركة في الهواء.. خاطبهم قائلاً: أنتم يا إخواني الثوار كموج البحر متى وقفتم انتهيتم.
.. ثم حدد الهوية من خلال تحديد العدو.. فمعرفة العدو جزء أساسي من معرفة وتحديد هوية الأمة.. وليس هناك أشد عداوة للذين آمنوا من اليهود ومن كيانهم الغاصب الذي جمعهم من دون حق.. حيث مثل الشر بذاته فقال: "إسرائيل شر مطلق" لتغدو هذه المقولة أمثولة في تحديد موقعية الأمة في الصراع مع العدو..

وكان يعلم أن الصراع مع العدو يحتاج إلى سلاح كأي صراع.. ويعلم أن هذا العدو سوف لن نرقى إلى مستوى سلاحه لأنه يستند إلى أعتى قوة مادية في هذه الأرض.. وقد درس كثيراً كيف حل بالعالم العربي الذي اعتمد كثيراً على حلم التوازن الاستراتيجي.. وأدرك أن هذا التوازن لن يحصل.. وأن أولئك الذين يبحثون عنه إنما يبحثون عن السراب.. ولذلك لا بد من أن يكون هنا استراتيجية أخرى للصراع.. ولا بد من سلاح للثوار.. ينسجم مع التكليف الإلهي لهؤلاء بالتغيير.. فقال الإمام: قاتلوهم بأسنانكم وأظافركم.. ففهمها المجاهدون المقاومون الذين اتهموا بالجنون لأنهم انطلقوا من أسنانهم وأظافرهم.. ثم علَّموا العالم كيف تكون الثورة والثوار.. ليس بالسلاح تكون الثورات.. فكم من ثورة ملكت السلاح ولكنها صوبته بالاتجاه الخاطئ.. وليس بكثرة الآراء والأفكار تبنى التنظيمات.. فكم من تنظيم تعلم أفراده فن الكلام.. ولم يتقن شيئاً سوى ذلك.
وإنما بالعزيمة الصادقة.. والتوجيه السليم.. تمضي الأمة قدماً نحو الهدف..
قد يكون الإمام السيد موسى الصدر كُرّم في حضوره.. ولكنه لم يعرف إلا بعد غيابه.. وسوف يعرف أكثر عندما تصل الأمة التي حدد الإمام الخميني (قدس سره) مسارها.. عندها سوف يعرفون أي ابن مخلص للثورة والإمام ولخط الولاية.. كان السيد موسى الصدر..

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع