مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الشهيد السعيد الحاج أسامة حكيم (الحاج حيدر)

 

 

ولد في الكويت سنة 1972 – ليث تحدّى العاصفات وفارس من فوارس كربلاء عبر الزمن واقتبس من واقعة الطف أسمى الأعطيات والتضحيات، فعرجت به الروح إلى السماء، لتلقى الحسين عليه السلام وأولاده الشهداء الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
ترعرع الشهيد في كنف (أبوين دافئ متوهج متدفق بحب الله وأنبيائه ورسله) فنشأ شاباً مؤمناً شجاعاً، يتحلى بالقوة الشخصية والبدنية ومما كان يمز الشهيد أسامة عطفه وحنانه على أبويه وإخوته والأطفال حيث كان يبذل قصارى جهده لإسعادهم وإدخال السرور على قلوبهم وهذا منا ملكه روحاً مرحة لبقة: تتعامل بإيجاب مع الكبار والصغار.

أكمل الشهيد دراسته الثانوية في الكويت ثم غادرها إلى لبان عام 1990. وهنا بدأ مع طريق المقاومة ففي بادئ الأمر كانت علاقته وصداقته مع الشباب المؤمن المجاهد في بلدته شقرا حيث أخذت هذه الصداقات بتنمية الروح العالية المحبة لأهل البيت وخط الحسين عليه السلام وإن الوجود الجغرافي للعدوان الإسرائيلي المحاذي لشقراء والقرى المجاورة والاعتداءات المستمرة عليها أثار في الشهيد روح الدفاع والقتال والانتقام من هذا العدو الغاصب الذي هتك حرمات شعبنا وسلبه أرضه وحريته وكرامته بالقتل والترهيب؛ فبدأ الشهيد مشواره الجهادي في شقراء بالسهر والحراسة عام 1991 وعام 1994 ذهب الشهيد إلى الحج وهناك عاهد الله أن يبذل كل ما يملكه من نفس ومال ورح فداءً لهذا الخط الجهادي ودعا أن يرزقه الله الشهادة حتى يحشر مع سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وبالفعل بعد عودة الشهيد من الحج كرس كل قواه في المقاومة فقام الشهيد بعدة دورات عسكرية أهلته أن يكون ا؛د عناصرها الفعالة حيث شارك بالعديد من العمليات الجهادية من (عمليات نوعية، وكمائن، ورصد، واستطلاع داخل الشريط) وكان له دورٌ كبير في حرب نيسان 1996 وذلك بشهادة إخوانه المجاهدين الذين تحدثوا عن شجاعته وبطولته في العمل؛ وكان من صفات الشهيد كتمانه وسريته الشديدة والبالغة لدرجة أن معظم الناس ومن حوله لم يعرفوا بطبيعة عله وانه من المقاومة إلا بعد استشهاده. كان الشهيد ينظر إلى اليهود بنظرة الأسد إلى فريسته: شجاع لم يدخل الخوف إلى قلبه، ولا يرضى إلا بالعمل الصعب المجهد حتى يكون الثواب عليه أكبر وأكبر.

لم يدم الشهيد كثيراً بعد حرب نيسان 96 حيث توجه هو وإخوانه المجاهدين إلى موقع (قلعة الشقيف) حيث اشتبكوا مع كمينٍ لليهود لعدة ساعات فاختاره الله إلى رضوانه هو والشهيد (أبو الفضل/ ياسين) وذلك في الأول من شهر محرم الحرام شهر أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام فتعفّر جسده الشريف بتراب عاملة وبقي على الأرض مع الشهيد ياسين تسفو الرياح جسده لمدة 12 يوماً حيث سحبا بعدها وشيعا إلى مثواهما الأخير؛ ودفن في بلدته شقرا يوم الجمعة 13/ محرم / 1417 وبذلك واسى الإمام الحسين ببقائه في العراء إثني عشر يوماً.
وكان في شهادته نصرٌ وفخرٌ للأمة الإسلامية ولأهله وأسرته وأهل بلدته حيث شارك في تشييعه الآلاف؛ فأنت اليوم في الجنة مع سيد البشرية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومع الشهداء الأبرار ومع الصديقين والصالحين.

ورثاه السيد حسين هاشم فقال:
فتىً حلفت بعلياه النجوم
ودارت حول هالته تحوم
له من عزمه المعدود بأس
شديدٌ في بطولته عظيم
تحدى العنجهية في عدو
لئيم واليهود له خصوم
وفي برديه ليث عاملي
يهاب جريء وثبته الغريم
سخيٌّ أمهر التحرير نفساً
زكت فزكا بها البطل الكريم
بأيام الحسين اختار يوماً
مع الأنصار يجمعه النعيم
سألت عن الحكيم فقيل هذا
أسامة في شهادته الحكيم
نماه العزة التاريخ سعيٌ
أسامة في الفداء فتىً حكيمٌ

* وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
وهو خير ناصر ومعين والصلاة والسلام على رسول الله الأعظم وعلى قالع باب خيبر علي أمير المؤمنين وعلى الأئمة الأطهار والصلاة والسلام على قائم آل محمد عجل الله له الفرج وعلنا من الممهّدين لدولته والمستشهدين بين يديه والسلام على نائبه بالحق السيد علي الحسين الخامنئي.
السلام على الأسرى، السلام على الشهداء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ها هي كربلاء تتجدد كل يوم وكل ساعة بين الحق والباطل بين يزيد وشمر، والحسين عليه السلام فها أنا ماضٍ إلى نصرتك سيدي أبا عبد الله لم أستطع ولم أكن معك بجسدي في كربلاء فها أنا ماضٍ بروحي إليك سيدي سنثأر من كل مَنْ ظلمتك وساهم في ذلك ومن سار بالظلم إلى آخر قطرة دم في عروقنا حتى نسلم الراية إلى ولدك المهدي عجل الله فرجه الشريف. يا صاحب الزمان أدركنا يا مولاي فقد عمَّ الظم والجور يا سيدي واستكلب الزمان علينا فها نحن منتظرون على أرض الجهاد والمقاومة والصمود والتحدي للاستكبار كله مهما علا وتحصن وتطور كل ذلكلا يعني شيئاً أمام صرخات الله أكبر.
أخوتي في المقاومة الإسلامية أوصيكم بتقوى الله والمضي قدماً وتذكروا دائماً الشهداء الين وصلوا إلى السعادة الإلهية، أخوتي المجاهدين الذين عرفتهم وعاشوا معي لا تنسوني بالدعاء وقراءة القرآن على روحي وأكملوا الدرب حتى النصر إن شاء الله. لأن الله وعد المؤمنين بالنصر فالنصر عند جنود صاحب الزمان سيان بين الشهادة والنصر فكلاهما نصر.
أمي وأبي أستودعكم بحفظ الله وأجركم عند الله فسامحوني على الفراق والله ما فرقني عنكم إلا حبي للقاء الله تبارك وتعالى والأئمة الأطهار والشهداء فما أجمل تلك اللحظة واللقاء الذي ما من أحد إلا وتمنّاه فادعوا في بالوصول إلى الخلد والسعادة الأبدية وأنا بانتظاركما. أوصيكما بتقوى الله والصبر والدعاء لي وقراءة القرآن عن روحي فصبراً أمي وأبي ولكما أسوة بالحسين وزينب والأئمة عليهم السلام وإلى الملتقى بالجنان.

أخوتي وأخي، أستأذنكم بالرحيل أعلم أنها لحظة صعبة ولكن الهدف كبير والأجر عظيم فادعوا لي بالوصول إلى رضوان الله وأوصيكم بتربية أولادكم تربية حسينية ليكونوا عشاقاً لرؤية الله والشهادة في سبيله.
السلام على كل مؤمن ومؤمنة، السلام على كل الأحبة والأصدقاء، السلام على كل الشرفاء والأحرار، السلام على كل الثوار وأختم سلامي إلى السيد حسن نصر الله الأمين والقائد لمسيرة حزب الله في لبنان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العبد الفقير
أسامة حكيم
5/9/1995

 

* وكان من بعض كلمات الشهيد أسامة حكيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾

السلام على الأئمة المعصومين، اللام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، السلام على القائد الراحل الخميني قدس سره.
السلام على خليفته القائد الخامنئي حفظه الله وسدد خطاه، السلام على الأمين العام للقوات المسلحة في حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، السلام على الشهداء والأسرى والجرحى، اللام على المجاهدين الأحرار عشّاق الشهادة والحافظ على نهج أبي عبد الله الحسين عليه السلام ورحمة الله وبركاته.
ها هو الحسين يمضي إلى نصرة الحق، ويقاوم أعداء الإسلام في الثغور وفي الوديان فو الروابي، ها هو الحسين لم يمت لأن الشهادة في سبيل الله هي امتداد لهذا النهج الإلهي وكل من يستشهد وهو يحمل المبادئ والأسس التي عمل بها الإمام الحسين في كربلاء فسوف يذهب جسده فقط وتبقى روحه تقاتل مع أخوته المجاهدين وتمدهم بالروح القتالية وتزيدهم يقيناً مهما طال الزمان ومهما حاول أعداء الإنسانية طمس هذه الحقيقة التي هي امتداد دماء من الحسين بن علي عليه السلام إلى شهداء الحق والتحرير، شهداء العزة، شهداء المقاومة الإسلامية.
سيدي أبا عبد الله الحسين نعاهد الله أن نبقى نقدم أرواحنا وأجسادنا لنصرتك حتى نسلم الراية لولدك الإمام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء فقرَّ عيناً سيدي سنثأر لكل الأطفال والسبايا والهاشميات في كربلاء وكل شهداء كربلاء على مدى العصور والأيام إلى أن نلحق بركبك سيدي وتقرّ أعيننا بلقاك فها نحن ماضون بكل قوة ولا تراجع فإما النصر أو الشهادة في سبيل الله.
سيدي يا صاحب الزمان، الشوق لرؤياك عميق ولا نقبل بكل من يقف ضد ذلك فها نحن نمهِّد لك الأرضية ومستعدون أن نقدمها لك ولنهج آبائك البررة في طريق إعلاء كلمة الله العليا وجعل كلمة الباطل السفلى. ومستعدون أن نفرشها بأجسامنا الممزقة، وأرواحنا التي تبكيك بلد الدموع دماً لنصرتك وتحقيق ما استشهد من أجله جدك الحسين بن علي عليه السلام فيا إلهي متى تأذن لوليك الحجة بنصرة دينك، وتسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طويلاً.
اللهم اجعلنا من أنصاره وأعوانه والمقوين لسلطانه، والممهدين له، والمستشهدين بين يديه. الهم ان حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً، فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرداً قناتي، ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي، إنك سميع مجيب الدعوات.
﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر﴾ِ .
صدق الله العلي العظيم

حيدر
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع