إنّ المركبة الفضائية السريعة جداً القادرة على قطع مسافة 40.000 كلم في الساعة. يمكنها أن تصل إلى "الزهرة" في أقلّ من شهر و"المريخ" في حوالي الشهرين وكوكب "عطارد" في أقلّ من ثلاثة أشهر. والمركبة الفضائية نفسها يلزمها عامان للوصول إلى "المشتري" وأربعة أعوام للوصول إلى "زحل" وعشرة أعوام لتصل إلى "أورانوس" وحوالي خمس عشرة سنة للوصول إلى "نبتون". إنّ هذه الأجرام تدعى "أجراماً خارجية" لأنّ مدارها خارج عن مدار الأرض حول الشمس.
* المشتري:
إنّ "المشتري" هو الكوكب العملاق في النظام الشمسي ويملك كثافة توازي ربع كثافة الأرض، أي أكبر بقليل من كثافة الماء. وهو، على خلاف الأجرام الأكثر قرباً من الأرض، كرة عظيمة من الغبار والهيدروجين يدور حولها أربعة عشر جرماً تابعاً لها. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت مؤخراً، أنّ "المشتري" يبثّ طاقة تفوق تلك التي يستمدها من الشمس، إذ أنّه يحول حرارته إلى إشعاعات في الفضاء الذي يحيط به والحرارة التي تنتجها هذه الإشعاعات ترتد وتقلّص حوله. والمشتري في مرحلة تطّور أولية عرفتها أرضنا منذ ملايين السنين.
إنّ الطبقات الجويّة العليا المحيطة بالمشتري تصل درجة برودتها إلى150 درجة مئوية تحت الصفر.
والتبدلات التي عرفها مناخ هذا الكوكب شكلت أخاديد داكنة اللون ميّزت هذا الجرم عن سواه. والبقعة الحمراء الخاصّة بالمشتري هي إعصار عظيم تزيد مساحته على مساحة الأرض نفسها.
* السماء الملأى بالأجرام الخارجية
تختلف مسافات الأجرام المتنوعة بالنسبة للناظر إليها، تبعاً لمكان مشاهدة هذه الأجرام. فإذا نظرنا إليها من أورانوس، فتظهر كما يلي:
1- إنّ النجوم تظهر وكأنّنا ننظر إليها من الأرض.
2- أمّا النظام الشمسي فهو يختلف كلياً عمّا نراه من الأرض. فعطارد والزهرة والأرض والمريخ وبلوتون، تختفي للناظر إليها بالعين المجرّدة، ويمكن فقط ملاحظة المشتري وزحل. أمّا الشمس فنظهر نقطة صغيرة مضيئة. وبالإمكان رؤية خمسة أقمار في الفضاء هي الأجرام الخمسة التابعة لأورانس.
* زحل
إنّ زحل هو الكوكب الثاني في النظام الشمسي بالنسبة إلى الحجم. وهو كالمشتري كرة ضخمة من الغبار والغاز. أمّا كثافته فقليلة ولم تبلغ بعد حدّ اكتمالها. ويقوم زحل بدورانه حول الشمس ببطء شديد: في نحو من تسع وعشرين سنة أرضية. بالمقابل، تبلغ مدّة النهار في "زحل" نصف مدّة النهار على الأرض. ولكي يكمل دورة كاملة حول نفسه يلزمه أكثر بقليل من عشر ساعات. الأمر البارز الذي يمكن مشاهدته في زحل، هو وجود الحلقات المفصولة بشكل واضح عن جسم الكوكب. إنّ صوراً بثتها مركبتا فضاء مرتا قرب زحل سنة 1981 أظهرت، على عكس ما كان يعتقد. آلاف الحلقات التي تشكل نوعاً من الأسطوانة الرقيقة التي تتفاوت كثافة مادتها. تدور حول محول زحل. وهناك عشرة أجرام كبيرة. وسبعة أجرام صغيرة تدور حوله.
وأنّ الجرم الأكبر، تيتان يفوق حجمه حجم الجرم عطارد وهو يمتلك خصائص مناخية (98% أزوت) لا تنفي إمكانية العيش عليه بطريقة مشابهة لنوع الحياة على الأرض.
* أورانوس
إنّ كوكب "أورانوس" هو المحطّة التالية لبعثة "فوايجرز" التي انطلقت من الأرض سنة 1977 ووصلت إلى المشتري سنة 1979 وزحل سنة 1981. وقد اقتربت من "أورانوس" في سنة 1986 و"نبتون" في سنة 1989. يظهر كوكب "أورانوس" كأسطوانة خضراوية اللون مسطحة بشكل واضح عند قطبيها، ومحاطة بحلقات لا تظهر للعيان كما تظهر حلقات زحل. وأنّ "أورانوس" يلزمه أربعة وثمانون عاماً ليتمّ مداره حول الشمس، ويقوم بدورة كاملة حول نفسه في إحدى عشرة ساعة فقط، وهذا الجرم "يجري" في الفضاء ويصحب جريانه أربعون سنة من الضوء وأربعون سنة من الظلمة.
* نبتون
إنّ "نبتون" الذي يشابه "أورانوس" من حيث حجمه، يبقى أكثر كثافة منه. ويفترض علماء الفضاء أنّه يملك نواة من الهيدروجين السائل والأمونياك الجامد.
وهو يظهر، بلون هو مزيج من الأزرق والأخضر. أمّا وهجه الكبير نسبياً فيفسر بوجود طبقة مهمة من الغيوم التي تعكس نور الشمس الذي يبدو ضعيفاً عند الوصول إلى هذا الجرم البعيد والذي تبلغ درجة حرارته أقل من 200 درجة مئوية تحت الصفر. وقد تمّ اكتشاف جرمين تابعين لــ"نبتون" هما: "تريتون" الأكبر من القمر و"نيرييد" البالغ قطره بضع مئات من الكيلومترات.
* بلوتون
إنّ "بلوتون" هو الكوكب الأخير من النظام الشمسي، وهو بعيد إلى حدّ يبدو معه كنقطة مضيئة وصغيرة حتّى ولو عايناه بواسطة التلسكوب الدقيق. وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدم ثبات مساره نجد أنّ المسافة بين "بلوتون" والأرض نحو 4.3 مليار كليومتر كحدّ أدنى ونحو 7.5 مليار كيلومتر كحد أقصى.
ثمّ إنّ هذا الكوكب القريب حجمه من حجم "المريخ" يملك كثافة أقل من كثافة الأرض ويبدو أنّه الجرم الوحيد بين الأجرام الخارجية المتكوّن من مواد صلب. وأنّ فحصاً دقيقاً لهالته الإشعاعية يجعلنا نعتقد أنّ "بلوتون" ما هو إلاّ طبقة جليدية كثيفة.
* الكواكب الجديدة
عرف الإنسان منذ القدم المشتري وزحل وسائر الكواكب التي تلحظ من الأرض دونما حاجة إلى آلات خاصّة.
وهناك ثلاثة أجرام أخرى لا تظهر للعين المجرّدة وتدور حول الشمس. وقد اكتشفت بواسطة التلسكوب في القرن الماضي. ففي عام 1781 اكتشف العالم الفلكي "هرشل" عن طريق الصدفة نجمة لم يكن قد تمّ تصنيفها بعد. لكنّه لاحظ أنّها تتحرّك بالنسبة إلى النجوم الأخرى. ولم تكن هذه النجمة إلاّ جرماً دعيت باسم "أورانوس" الذي، بمشاهدته، يظهر اختلافات في حركته التي لا يمكن تفسيرها إلاّ بوقوعها تحت تأثير جرم أكثر بعداً هو "نبتون" الذي تمّ اكتشافه عام 1846. وأدّت الأبحاث سنة 1930 إلى اكتشاف "بلوتون" آخر الأجرام.