فاطمة مزنر
ما زلنا – أخي القارئ – نصطاد من اللغة العصرية المتداولة الكثير من الأخطاء الشائعة أو الألفاظ التي يتمّ الخلط في استخدامها بدلاً من كلمات أخرى مع اختلاف في المعنى والدلالة فنعمل على بيان محل الخطأ ثمّ تصويبه وإليكم نماذج منها:
• غَدَاء وغِذاءْ:
فالخلط واقع بين هاتين الكلمتين مع أنّ الأولى أي الغَداء تدل على وجبة منتصف النهار من الطعام مثلها مثل الإفطار والعشاء.
أمّا الغِذاء فهو مطلق الطعام وما يتحقّق به نمو الجسم وقوام الحياة.
• جِرْم وجُرْم وجَرْم:
الخلط يتمّ أيضاً بين هذه الكلمات مع أنّ الجِرْم تعني البدن والجسم والجثة وتعني أيضاً النجم، أما الثانية الجُرْمُ فتعني الجناية والذنب والعمل المستوجب للعقوبة، بينما الجَرْمُ تعني الأرض الشديدة الحر والزورق أيضاً.
• الخلّة والخُلّة:
وها هو الخلط يجري أيضاً بين الخَلّة والخُلّة مع أنّ الخَلّة تعني الفقر والحاجة ومنه قولهم "اللهم اسدد خَلّتَه" كما تعني أيضاً الفتحة والثغرة في الشيء والخلصلة والخلق سواء كان محموداً أو مذموماً.
أمّا الخُلّة فمعناها الصداقة والمودّة، من هنا قوله تعالى في سورة البقرة الآية 254 (مِنْ قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلّة ولا شفَاعَةٌ).
• الثاني والآخِر:
يتمّ الخلط في استعمالهما أيضاً، مع أن كلمة "الثاني" يجب أن تستعمل عندما يكون هناك ما يتبعه ولذا يقال "ربيع الآخر" ولا يقال "ربيع الثاني" لأنّه لا يوجد ربيع ثالث، من هنا كان "الآخر" من صفات الله تعالى لأنّه ليس بعده شيء ومثل هذا يجري على شهري جُمادى فيقال جمادى "الأولى" وجمادى "الآخرة" لا جمادى "الثانية".
• طرائف لغوية:
قرأ رجل سورة الزلزلة ﴿يومئذٍ تحدّث أخبارُها﴾ برفع أخبارها فقيل له: إنّ "أخبارها" منصوبة فقال: كيف ذلك والخبر دائماً مرفوع..!!