إنّ أساس جسم الإنسان والذي عليه ترتكز كلّ الأطراف هو العمود الفقري. فهذا العمود المتين جداً هو من يربط اليدين مع الرأس مع الرجلين، وهو الذي يعطينا الاستقامة في المشي.
والعمود الفقري يتركب من فقرات متتالية عددها ثلاثون، مرتبط بعضها ببعض بشكل قوي جداً. وداخل هذه الفقرات هناك قناة طولية يمرّ في داخلها النخاع الشوكي الذي يزود الجسم بالأعصاب التي تحمل إلى أجزاء الجسم ومنها إلى النخاع الشوكي إلى الدماغ.
أمّا آلام الظهر فكثيرة الأسباب ولكن الأطباء يقسمونها إلى أربعة أنواع:

* أولاً: ألم موضعي:
وهذا عادة ما يكون نتيجة تعب عضلات معينة ممتدة حول العملات الفقري. فبعدما كانت العضلات المذكورة متعودة على نشاط معين في السابق كنكش الأرض مثلاً، تصبح بعدها في وضع خمول بعدما انقطع المريض عن عمله المضني السابق وأصبح عمله الآن لا يحتاج إلى هذه العضلات القوية. لذا تتعب هذه العضلات عند إقامة أي جهد ولو بسيط. عندئذٍ ينصح الأطباء بممارسة الرياضة لإعادة قوة هذه العضلات كما كانت في السابق، عدا عن التدليك الموضعي لأنّه يخفّف من الألم.

* ثانياً: ألم يسري في الجذور العصبية:
وهذه الجذور العصبية تخرج من النخاع الشوكي وتمرّ بأطراف العمود الفقري لتغذي جميع أعضاء الجسم ما عدا الرأس. وهذا النوع من الألم يكون شديداً جداً وينتشر حسب انتشار العصب الذي يسري فيه ويكون فعلياً كتيار كهربائي من الظهر إلى القدم.
ينتج هذا الألم عن التهاب بالعصب أو شد عليه وهذا الألم يزداد بالعطس أو السعال أو برفع الساق دون ثني الركبة، لأنّ ذلك يساعد على شد العصب.

* ثالثاً: آلام ناتجة عن تشوهات خلقية:
وهذه التشوهات تولد مع الطفل ولكنها عادة ما تكون بسيطة، لذلك فإنّ كثيراً من الأهل لا يكترثون لها. ولكن هذه التشوهات سرعان ما تصبح واضحة عند سن البلوغ وتشكل عاهة عند المريض تصعب على أثرها المعالجة. وهذه أكثر ما تكون عند الإناث في سن البلوغ.

* رابعاً: آلام ناتجة عن إصابة قديمة:
وهذه تختلف شدتها تبعاً لنوع الإصابة وشدتها. في بعض الحالات تكون الإصابة طفيفة بحيث لا تسترعي انتباه الشخص المصاب، ولكن تظهر أعراضها بعد مرور وقت طويل. وهذه الإصابة، ربما أثرت على العضلات فقط أو أنّها تسبّبت في مشكلة في الفقرات ككسر أو رضّة. في هذه الحالة، فإنّ الفحص الشعاعي يساعدنا كثيراً على معرفة وجود المشكلة، أفي العضلات أم في العمود الفقري؟
من المهم أن نذكر قبل الختام أنّ بعض الأمراض تعطي أعراضاً منها ألم في الظهر: نذكر أمثلة عليها الروماتيزم، التهاب البنكرياس، نوبة الحصى الكلوية، توسع الشريان الأبهري البطني، العادة الشهرية عند النساء، الحمل، وكذلك السرطان المنتشر وغيرها مثل مرض الهستريا والتوتر العصبي والاكتئاب النفسي.
ونظراً لأنّ الروماتيزم يستحق بأن يعرف بشكل جيد، فإنّنا سنفرد له حلقة خاصّة، إن شاء المولى.