أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

بأقلامكم: الشهيد زهير القبيسي قبس نوراني

 


أمام عقم الكلمات حيال عليائك، ماذا عساي أن أتحدّث معك يا شهيد، أيّها الحي في منطق الإله، بينما أنت في عرف أبناء الدنيا وعبيدها ميت، أيّها الوعي للحاضر والماضي، والمستشرف للمستقبل. ولذلك مضيت مطمئناً واثقاً أنّك في الخط الذي مضى عليه الأولياء، فأنت والشهداء من القافلة النورانية قرآننا الناطق كما أحب سيد شهداء المقاومة أن يصف روّاد مدرستكم، وأنتم تاريخنا وأمجادنا كما أسماكم السيد الشهيد (أبو ياسر) عباس الموسوي (رضوان الله عليه).

وكيف لا يكون وصفكم كذلك، وأنتم الضمير الحي والوجدان الذي يحدّد قيمة حامله بقدره، ذلك أنّ الأمّة مهما كبر حجمها وكثُر عددهان لا تُقدّر إلاّ بتلك البواعث اليقظة.
وأمام التعابير القرآنية  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾ ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُون﴾َ يكمن المنطق الإلهي الذي لم يعهده الناس ولذلك يُعرضون عن الخوض بتلك المعادلة التي لا تقوّم على أساس الرياضيات ولا الحسابات، بل بأمور ربّانية لا يدرك أسرارها ومغزاها من لم يُسكن الله في قلبه، فالتعبير القرآني إذا ما دعانا الله ورسوله إلى الحياة يدلنا بوضوح أنّ الأمة التي لا تعيش مبادئ الرسالة هي أمّة ميتة على المستوى الإنساني لأنّها لا تحمل الأهداف السامية والحياة الإنسانية في طريق الكمال، ولذلك طلب الله عزّ وجل منا الاستجابة إذا دُعينا إلى الحياة، وهي ليست حياة البطّالين واللاّهين الحيوانية، وإنّما هي حياة القيم التي حملها شهداء الفضيلة، وبهذا لا نستطيع أن نطلق عليهم بأنّهم أموات، في الوقت الذي نطلق على مسوخ أهل الدنيا بأنّهم أحياء رغم أنّهم يروحون ويجيئون وينامون ويأكلون، أمّا الأموات فهم لا يسمعون ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىَ﴾  رغم أنّ هؤلاء على المستوى الحيواني أحياء، وقلوبهم تنبض بالحياة، فالله سبحانه لا يريد لنا حياةً تشبه حياة النباتات والحيوانات، وأيّ حياة خالدة أروع من حياة القتل في سبيل الله، وهذا ما هدانا الله إليه وصحّح لنا فكرة الموت والحياة حينما نهانا عن استعمال عبارة الموت على الشهيد والمقتول في سبيل الله، ودلّنا على أنّنا﴿وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُون﴾، ولتقريب الفكرة إلى الأذهان أقدّم مثلاً عن علاقتي بهذا الشهيد، علاقة المعلّم بتلميذه على المستوى الظاهري لكن روحية الشهيد وعشقه لمعشوقه وولهه بغاية آمال العارفين، يدلّني وبوضوح أنّ المعلّم الحقيقي والسابر لأغوار المعرفة والغارق في بحر الشوق للحبيب الأوحد هو أنت يا بن القبيسي، أيّها القبس النوراني. بربك أيّها العاشق دعني أقتبس منك نوراً أمشي به في الناس، واعذرني يا حبيب الله "زهير" على كلماتي الجوفاء وعلى كلّ الجفاء، وعلى قلب محجوب ومدبر عن إدراك المعالي والمعاني السّامية، فلقد كتبت ما كتبت لأنّي التزمت مع نفسي أن أطوف حول أنواركم كالفراش المبثوث، وهذا الإلتزام بحقّ كلّ شهيد من شهداء المقاومة الإسلامية تشرفنا به – نحن – في مدرسة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف للمعارف الإلهية طالباً يدرس وتشرّفت به أرض الجهاد مجاهداً يستشهد، والسلام.

أخوكم الشيخ أحمد إسماعيل

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع