كمال لزيق*

التوجيه والإرشاد المهني هو عملية تربوية هدفها مساعدة الطالب على اكتشاف ميوله وقدراته المهنية، وكذلك المساعدة على اتخاذ القرار المناسب للعمل بالمهنة المناسبة. على أن المسار التعليمي الذي يحقق أهداف هذا التوجيه والإرشاد يتنوّع بحسب إمكانات الطالب العلمية والمهنية، سواء بعبور التعليم المهني أم التعليم العام.

* متى يبدأ التوجيه؟
يعتبر التوجيه جزءاً أساساً من العملية التربوية، لذا فإن إدخال هذه الخدمة ضمن المناهج التعليمية يعتبر ضرورة أساساً لتحقيق الحدّ المقبول على مستوى الكفايات والأهداف حيث تتبلور من خلال بعض المواد الدراسيّة الأسبوعيّة. فبعض الدول تخصّص حصصاً دراسيةً خاصة تحت عنوان "التوجيه" ابتداءً من المراحل الدراسية الأولى، فيتعلم الطالب عبر تقنيات التوجيه المختلفة مهارات كيفيّة اتّخاذ القرار المهني المناسب عبر الاكتشاف الذاتي للميول والقدرات المهنيّة والمسارات والخيارات الأكاديمية المفتوحة أمامه. هذا بالإضافة إلى تعريف الطالب إلى المهن المختلفة والمعاهد المهنيّة أو الجامعيّة.

* التّوجيه والمراحل الدّراسية
أ- مرحلة الروضة:
يفضّل أن يتمّ التوجيه المهني للأطفال بما يتناسب مع طبيعتهم العفوية وذلك من خلال تعريفهم إلى عالم المهن فيتم إحضار أصحاب المهن إلى نفس غرفة الصف، كأن يزور الممرض بلباسه الخاص الأطفال في أقسامهم.

ب- مرحلة التعليم الأساس:
يتم توسيع أُفق التلامذة حول المهن عبر الأفلام، ووسائل إيضاح مختلفة في هذه المرحلة. إذ يتماهى الطلاب عادةً مع المهن التي تربطهم بها جاذبية معينة. ويستطيع المرشد أن يتلمّس في هذه المرحلة بدايات الميول والاتجاهات المهنيّة عند الطالب. يمكن أن تترافق هذه المرحلة مع وجود المكتبة المهنيّة داخل المدرسة التي تعمل على تنمية معارفهم وإدراكاتهم في هذا الميدان.

ج- المرحلة الثانوية:
يُعطى المتعلّم مساحة واسعة للتعبير عن رأيه، ومساعدته على الآليات الخاصة لاكتشاف ذاته واتخاذ القرارات. وتشكل المعرفة بسوق العمل أمراً ضرورياً في هذه المرحلة. فيما على الطالب أن يتحقق من عدة أمور لا يمكن تجاوزها:
1. إدراك العوامل السلبية التي تؤثر على القرار المهني.
2. وسائل الإعلام، التسويق لمهن محددة،...
3. المعرفة بالحاجات الفعلية لسوق العمل.
4. المعرفة التفصيلية بالاختصاصات ومجالاتها المهنيّة المتعلّقة بها.
5. المعرفة بالجامعات والكليّات الجامعيّة والمعاهد الفنيّة.

* قسم خاص بالتوجيه في المدرسة
يشكِّل قسم التوجيه أحد الأركان الأساس في المدرسة الحديثة. ويمارس هذا القسم المهام التالية:
1. توجيه الطلاب لمساعدتهم في اكتشاف وتوضيح أهدافهم المهنية في الحياة.
2. إجراء الاختبارات وتفسيرها لتقييم الميول والقدرات المهنية، وتحديد الخيارات.
3. تحفيز الطلاب على أنشطة استكشافية: زيارة أماكن العمل، العمل الجزئي في الصيف، زيارة الجامعات، أبحاث حول المهن.
4. الاستفادة من برامج التخطيط المهني وبرامج المعلومات حول المهن.
5. مساعدة الطلاب في مهارات اتخاذ القرار.
6. مساعدة الطلاب في كيفية تطوير مهارتهم المهنية (التدريب في مجال اللغات والحاسوب والتواصل السليم وغيرها من المهارات العامة والمتخصصة).
7. التعاون مع المعلمين وأولياء الأمور في إطار عملية التوجيه المهني.
وبما أن التوجيه يقع في صميم العملية التربوية، فهذا يحتّم على الوزارات المعنية والعاملين في الشأن التربوي تدعيم المكتبة المدرسية وتعزيزها بالمصادر والمراجع وغيرها من المنشورات والإصدارات وأوعية المعلومات لا سيما ما يخدم عملية التوجيه، ورفد الأقسام المدرسية المعنيّة بالمعلومات ومصادرها المختلفة لمساعدتها ومساندتها في عمليّة توجيه الطلاب والتّعاون مع أولياء الأمور والمعلمين.

* مقومات المكتبة المهنية
يجب أن تتوفر جملة من البيانات في المكتبة المدرسية لنجاح عمليّة التّوجيه:
1. قاعدة بيانات حول المهن والاختصاصات الجامعيّة والمهنيّة، من خلال توفير الكتب والدوريّات والمنشورات التي تصف المهن والمهارات والقدرات المهنيّة المطلوبة لكل مهنة، والظروف البيئيّة المحيطة بكل مهنة.
2. إحصاءات ودراسات حول سوق العمل المتاحة أمام الطلاب.
3. كتب حول الشخصيّات المهنيّة المختلفة وعلاقتها بالمهن.
4. قاعدة بيانات حول مهارات سوق العمل.
5. قاعدة بيانات حول مؤسسات التعليم العالي من جامعات ومعاهد جامعية ومهنية.
6. خط ساخن عبر الإنترنت بين الطلاب وكل الصفحات الإلكترونية الضرورية.

_{(*)مدير التوجيه في المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي}