مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مجتمع: إبـــداع.. خطوة نحو مستقبل الإبداع

ولاء إبراهيم حمود



مشاعرنا الأولى... خلجات قلوبنا وآمالنا، أحلامنا، وكلُّ رؤانا الإنسانية، كتاباتنا البكرُ، على أوراقنا القديمة سكبناها، وبحيائنا الفطري خبَّأناها بعيداً، وبالارتباك الخجول الخائف غلَّفناها وطوينا عليها سنين العمر إلى أن... قاومنا ذاتنا وبعضاً من تقاليدنا البالية... وقاومنا عدونا... وكان الانتصار يتلوه آخر... فكتبنا محاولين إبداعاً شأن مقاومينا.. رجالنا.. أبطالنا الفرسان.. فرسان «الخيل والليل والقرطاس والقلم»... كنّا قبلهم فعلاً في بيداء نجهلها وتجهلنا... وهم صالحونا مع أنفسنا... وصارت البيداء تعرفنا ونعرفها... واتَّسعت لكتاباتنا وإبداعاتنا... وبرزت فيها جمعيَّات تقدِّم لأبنائنا ما قدَّمه لنا مقاومونا وبعض ممن سبقنا كتابةً وتعليماً وخبرات سنين.. ومن هذه الجمعيات التي أخذت على عاتقها احتضان المواهب الشابة ورعاية بواكير الإبداع القادم من أبنائنا جمعية إبداع التي تأسَّست في الجمهورية اللبنانية، عام 2008 وهي لا تتوخَّى الربح، يقع مركزها الحالي في الغبيري، قضاء بعبدا، محافظة جبل لبنان، ويحق لها إنشاء فروع في مختلف الأراضي اللبنانية.

* من أهدافها:
1- العمل على اكتشاف المواهب الأدبيَّة والعلميَّة، وتأهيلها من خلال الدورات الثقافية، والورش التعليمية.
2- إنشاء نوادٍ وصالونات أدبيَّة وإصدار كتب ومجلات متخصِّصة في عمل الجمعية.
3- التعاون مع مختلف الجمعيات المحلية والدولية، العاملة في المجالات الفكرية المتنوعة لنشر ثقافة الفن والأدب والعلم. وقد بدأت أولى خطواتها بتأسيس منتدى الشباب الأدبي والذي يحمل اسمها إبداع، عبر لجنةٍ مركزية؛ تضمُّ مجموعة من الشعراء والأدباء والمهتمين الشباب، الذين يعملون على إنشاء صالون أدبيّ دائم يجمع الطاقات الشعرية للشباب.

* نحو مستقبل الإبداع
إنَّ إنشاء جمعية تحت هذا العنوان إبداع يضعها ومنشئيها أمام إشكالياتٍ عديدة أبرزها، الإبداع نفسه، تجلياته، مستوياته، حوافزه، معوِّقاته، وهي لعمري خطوة جريئة وشجاعة في زمن يشكو فيه الإبداع من تضاؤل رواده ومبدعيه، اللهم إلا إذا مددنا كلمة إبداع على كل ميادين الحياة، لا على الأدب وحده شعراً ونثراً، وروايةً ومسرحاً. فمجالات الإبداع العلمي تحتاج منا أيضاً إلى جمعياتٍ تعنى بها، ونشجعها في أمتنا، كي لا نبقى غرباء في هذه المجالات نتلقف ما يلقى إلينا ونحن نتكئ على أمجاد ماضٍ تفوَّق فيه علماؤنا في مختلف العلوم من هندسةٍ وطبٍ وفيزياء، وما بيت الحكمة ببغداد في العصور العباسية إلا أحد الشواهد العديدة لسعي أجدادنا إلى تشجيع كل مجالات الإبداع الفكرية والأدبية منها والعلمية. بثت الفضائيات المحلية في الصيف الماضي برنامجاً يُعنى بالاختراعات التي تفيد الإنسانية (عالم العلوم)، وقد اشتركت فيه مجموعة من الشبان والشابات من كل أقطار العالم العربي وتنافسوا على تقديم أفكارٍ وتصاميم رائعة تدل على غنى أمتنا بطاقاتها المبدعة وافتقادها إلى من يرعاها ويدعمها معنوياً ومادياً. ولأنَّ الإبداع سمة الفكر الإنساني منذ القدم، فقد ارتبط بالحياة وديمومتها وحركيتها. فالأمم الحية هي الأمم التي احترمت مبدعيها وأمَّنت لهم كل وسائل الإنتاج وساعدتهم -لتضمن بقاءها- على نشره وتطويره. وفي هذا الإطار تأخذ الجمعيات دورها الرعائي الرائد ويصبح من نافل القول. إنَّ فكرة إنشاء هذه الجمعيات هي فكرة إبداعية تذكرنا بالمجتمعات الإنسانية الأولى التي تلاقى أفرادها لبناء الحياة وتأمين احتياجاتها فحاك أحدهم الصوف ليرتديه مَن طحن القمح وعجنه خبزاً لكليهما، ليسكنا معاً في بيتٍ بناه رجلٌ ارتدى صوف ذاك، وأكل خبز ذلك. ورست الحياة بهم جميعاً على برِّ أمانها. إذاً تأخذ حركية الإبداع لونها الإنساني الخالص، عندما تتجه نحو هدفٍ سامٍ نبيل هو تطوير الحياة لخدمة الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وسخّر له الكون وأبدع له زماناً تقلب فصولاً ومكاناً اتسع مأوى وملجأ وزيَّن كليهما بعيون الجمال المنتشر ورداً وزهراً، نهراً وجبلاً ووادياً ومطراً وصحواً وشمساً دافئةً وفاكهةً تسرُّ النظر.وهنا يأخذ الإبداع مصدره الحقيقي، عطف الله ورحمته التي وسِعت كل شيء وجعلت الإبداع شأناً من شؤونه سبحانه وأهدت البشر منه طرقاً فكانت الحضارة، بناءاً يرتفع نحو العلاء، مسجداً يسبحُ لله ودواءً يعالج الإنسان في عباد الله وقصيدةً تكتب كل كلمةِ حبٍ شكراً لله. وبهذا المعنى، نحن بدورنا وفي مجلة بقية الله... نتمنى لهذه الجمعية الرسالية الهادفة التوفيق لتحقيق كل أهدافها ولأجيالنا برعايتها الوصول إلى مستقبل واعد بغدٍ تتفتح فيه براعمهم فكراً وعلماً وإبداعاً في كل ميادين الحياة، تحت عين الله.

e-mail: ebda3-mawaheb@gmail.com
رقم الهاتف 559569/01.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع