إعداد: محمد يونس
اكتشف باحثون مختصون في علوم الأورام، أن بالإمكان قتل الخلايا السرطانية الخبيثة وتدميرها باستخدام مزيج ملوّن من المركبات الكيميائية. وأوضح العلماء في المركز البريطاني لبحوث السرطان، أنه بمزج الضوء الأحمر وصبغة زرقاء وهرمون نباتي معاً، أمكن قتل حوالي 99 في المائة من الخلايا في الفحوصات المخبرية، مشيرين إلى أن هذه العناصر الثلاثة قد استخدمت سابقاً في علاجات أخرى، لذا فمن المتوقع أن تستخدم كعلاج للسرطان في المستقبل القريب.
وأكد الخبراء في معهد "جراي" للسرطان بـ"ميدلسيكس"، أن هذا العلاج أفضل من العلاج الديناميكي الضوئي التقليدي الذي يدمّر الأورام بحزم ضوئية ويعتمد في عمله على مصدر جيد للأوكسجين الذي لا يتوفر من خلايا السرطان، مؤكدين أن هذا الإجراء يمثل خطوة متقدمة في التوجه نحو تطوير علاج يستهدف الورم مباشرة. وأشار العلماء في كلية لندن الجامعية، إلى أن الطريقة الجديدة تستخدم جزيئات حمض "أندولاسيتيك"، وهو هرمون نباتي، كمصدر للطاقة، وهذا يعني أن بإمكانها الاتجاه مباشرة وفوراً إلى قلب الورم، حيث تكون مستويات الأوكسجين منخفضة، ثم معالجة الخلايا السرطانية بصبغة زرقاء اللون لتصبح مشحونة كيميائياً كاستجابة منها للضوء والهرمون النباتي. وفسّر هؤلاء أن الصبغة الزرقاء تمتص الضوء الأحمر لتنقل الطاقة الكيميائية إلى الهرمون النباتي الذي يتحطم بدوره لإنتاج الشوارد الحرَّة التي تعمل هي أيضاً على تكوين مواد سامة تقتل الخلايا السرطانية.
ولفت الخبراء في مجلة بحوث السرطان المتخصصة، إلى أن التغلب على مشكلة الأوكسجين هذه هي التحدي الرئيس في علاج السرطان، وقد نجحت الطريقة الجديدة في الأطباق المخبرية ويتوقع ترجمتها فوراً في التجارب السريرية على البشر، خصوصاً أن الصبغة الزرقاء والهرمون النباتي لا يسببان سمَّية في جسم الإنسان، ويمكن استخدامها لقتل الخلايا السرطانية عامة وليست لأنواع معينة فقط.