عماد كامل زلزلة/ سوريا

(مهداة إلى شعب العراق الأبي)
استمد إرادته من العظيم العلي... ومشى بنور اللَّهِ ومحمدٍ وعلي... عجوزٌ.. بزندين مفتولتين... ووجهٍ قد لوحته أشعةُ الشمس... وبياضٍ قد طغى على شعر رأسه ولحيته... وخشونةٍ في يديه وأظافره... وانحنائة في ظهره... تارةً تراه يمشي على اثنتين... وأخرى يتكأ على عكازه... أو بارودته اليدوية القديمة... قِدمَ أجداده. عجوز قد أكل الدهر عليه وشرب... بانقضاء الكثير من سني عمره... عجوز... لكن قلبه... ورغم كل ذلك... ما زال شاباً... وما زال متولهاً بذكر اللَّه... ومعتقداً ومتيقناً به... رأى ما رآه... في ناصرية العراق... وعانى ما عاناه من ظلمٍ وعدوانٍ واستبداد.

رأى الصقور المتوحشة الهمجية... تعتدي على سماء وطنه... صقور قد رآها منذ أعوام قليلة... تقتّل إخوانه وجيرانه... أمسك ببندقيته اليدوية القديمة والتي كان يتكى‏ء عليها... صارخاً بالفم الملآن (هيهات منّا الذلة) وذكر اسم اللَّه... ورمى... وتيقن باللطف والعون الإلهي... ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ وأسقط تلك المروحية (الأسطورة... أباتشي)... وانتصر... لأنه نصر اللَّه... ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾... و﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾.

الباطل دوماً مدحور، هي سنةُ اللَّه في هذا الكون... مباركة... كل يدٍ قبضت على سلاحها... وكل قدمٍ ما زلّت في وجه عدوها... ومباركة... كل أرملةٍ ويتيم وأمٍ صابرة. مبارك... كل استشهادي كتب بدمه كرامة الأمة... ورسم الرفض للذل الأمريكي الصهيوني من القدس إلى النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وباقي مدن العراق الأبية... فالطريق لنا... والنصر لنا... وبشر المؤمنين بنصر اللَّه... وتبقى راياتنا خفاقة مجلجلة صارخة في كل زمان وفي كل مكان ب(لبيك يا حسين)... حتى ظهور حفيد الحسين عليه السلام الإمام الحجة عجل الله فرجه أرواحنا له الفداء.